وسط ما نشهده من مجازر بيئية يرتكبها الإنسان بدون أدني شعور بالمسؤولية وبدون دراية بأن الإعتداء على الطبيعة سيرتد عليه سلبا وبخسائر كبيرة لا يمكننا أن ننكر بأنه وفي الموازاة أصبح هناك ثقافة معززة بالوعي حيال البيئة، وهناك كثيرون يبدون الاهتمام لجهة التعرف على الحياة البرية وحماية تنوعها.
فالبعض يتدخل يعبر بمعالجة الحيوانات البرية والطيور على أنواعها أو بطلب المساعدة لها ان دعت الحاجة الى ذلك، وكثر هم من يسعون وراء المعرفة يلتقطون الصور ويوثقونها ويتساءلون عن أنواعها وسبب تواجدها في منطقة معينة وعن فوائدها وما هذا إلا خير دليل على مصالحة الإنسان مع طبيعته ومعرفة بأهميتها.
طحيني
في هذا السياق، قال الناشط ابراهيم طحيني ومدير موقع “نهار عيتا” وابن بلدة عيتا الشعب، ل greenarea.infoبأن مواطنين عثروا على طير غريب في حديقة مارون الرأس وذلك صباح اليوم التالي لعملية رد كيان العدو الإسرائيلي على عملية “أفيفيم” التي نفذتها المقاومة أي بعد حرق المنطقة البرية المجاورة لمارون في المنطقة المتاخمة لفلسطين المحتلة”.
وأشار طحيني إلى أن ” أهالي المنطقة الحدودية يولون أهمية كبيرة للحياة البرية ولديهم فضولا إيجابيا لمعرفة كل ما يرتبط بها، ولذلك لا بد من معرفة نوعية هذا الطائر لا سيما وأنه لم يكن معروفا من قبل وقد اثار تساؤلات عدة واستغرابا وختم طحيني إلى أنه “تم إطلاق الطير فورا ليعود الى طبيعته”.
عيتاني
رئيس لجنة التوعية والتوجيه في “مركز الشرق الاوسط للصيد المستدام”، هذا الطير يسمى ب “لوّاء أوراسي” Eurasian wryneck وإسمه العلمي Jynx torquilla ويطلق عليه بالعاميّة “أبو لوي” وقد أتت تسميته من أهم الصفات التي يتميز بها هذا الطائر،وهي قدرته على لوي عنقه حتى 180 درجة من اليمين إلى اليسار بحركة تشبه حركة الأفعى ويستعمل أبو لوي طريقته هذه لخداع وإخافة مهاجميه في البراري، وعندما يلتقطه أحد بيديه فإنه يباشر بآدائها، كما أنه يعمد الى تأدية هذه الحركة قرب عشّه تحسبا من المفترسين ولإخافة من يحاول الاقتراب منه، فيباشر بليّ عنقه، ورفع ريش رأسه، وإصدار صوتٍ كفحيح الأفاعي السّامة، وغالباً ما يظنّ المفترس أنّه أفعى سامّة فيتركه وشأنه، وحتّى أنّ هذا الطائر قد يتظاهر بالموت، فيغلق أعينه ويلقي بنفسه مدّل أرجله لخداع مهاجمه، ويعتبر ال ” أبو لوي” هو من عائلة “نقار الخشب” ويجمعه معها لسانه الطويل والذي قد يصل الى عدة سنتيمترات، يستعمله لسحب النمل والحشرات من تحت لحاء جذوع الأشجار، يساعده بالتسلق على الجذوع صعودا ونزولاً شكل أصابع قدميه (إصبعان إلى الأمام, وإصبعان إلى الخلف) ، غير أنّ ريش ذيله أقلّ قساوة من نقاري الخشب ومنقاره أقلّ صلابة من منقار النقار و”أبو لوي” قد يطرق الجذوع بمنقاره ولا يستطيع الحفر به، يأكل اليرقات والحشرات من تحت جذوع الأشجار إلا أن غذائه الأساسي هو النمل ويرقاتها ولونه بني مبرقع مموه يساعده على التخفي.
يميز هذا الطائر أيضا أنه الوحيد من عائلة نقاري الخشب الذي يهاجر، إذ يجمع نفسه بعدة أزواج ويهاجرون معاً، يعيش في لبنان إلا أن أعداده ليست كبيرة وأكثر وقت يراه فيه الانسان أو يصادفه هو في وقت الهجرة، وخاصة فترة آخر الصيف وبداية الخريف أي مثل هذه الأيام عندما تحطّ مجموعات منه عندنا لفترة تزداد أعداده أوقات الهجرة، يقع هذا الطائر فريسة سهلة لصيادين عصافير التين، إذ يقترب منهم، ظاناً أنّ حركته البطيئة وتمويه لونه يخفيه عنهم.
في أوروبا لا يعتبرونه من طرائد الصيد، لصغر حجمه، ونوعيته الجميلة، فيتمتعون بمراقبته ولا يصطادوه أبداً.
ويعيش الأبو لوي متنقلا ما بين جنوب أوربا وإفريقيا، وما بين وسط آسيا وجنوبها، ومجموعات منه مستوطنة في شمال إفريقيا لا تهاجر أبداً.