يُعلن ملوك وأمراء الخليج العربي العداء علناً، للجمهورية الإسلامية الإيرانية، كرمى لعيون “إسرائيل”، ويحضهم على ذلك اليانكي الأميركي، مُسخراً أموالهم لخدمة الكيان الصهيوني، لدرجة دفعهم هذا العداء (لإيران) للإعلان عن تطبيع شبه علني مع دولة الكيان الغاصب، الأمر الذي كشفه، اليهودي الهنغاري الأصل ومستشار ترامب لشؤون “إسرائيل” (المستقيل منذ أيام)، “جايسون غرينبلات”، حين قال: “لقد نجحنا في جمع زعماء إسرائيل والعالم العربي إلى طاولة واحدة لينشغلوا بتحدياتهم المشتركة”، وأكد عليه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بقوله: إن الإدارة الأميركية تعمل على إقامة تحالف يضم دولا خليجية وإسرائيل وشركاء أوروبيين ودولا من آسيا لتخفيف التوتر وتقليل احتمالات حدوث صراع في المنطقة، وحرمان النظام الإيراني من الثروة “.
وعلى إعتبار أنَّ “إيران” تقف الى جانب سوريا، في عدائها للكيان الصهيوني، فمن البديهي جداً أن يقف نواطير الكاز في صف راعي البقر الأميركي، منفذين أجندته التي تهدف الى ضمان أمن المنطقة (دائماً يكون المقصود بهذه الكلمة هو آمن الكيان الصهيوني)، وتجلى هذا الإصطفاف في دعمهم المُعلن، طوال تسع سنين من الحرب السورية، لمختلف الفصائل الإرهابية التي قاتلت الجيش العربي السوري وفقراء الشعب، عبر إرسالهم الأموال والسلاح،على مرأى العالم أجمع.
دمروا الإقتصاد، بهدف إركاع الإنسان السوري، ومحو حضاراته، معلنين عداوتهم لنا جهاراً، غير خجلين من تقارير صدرت عن خبراء مركز مراسلين في “شبكة الصحفيين الإستقصائيين البلقان”، و”مشروع إستقصاء الفساد والجريمة المنظمة”، والتي فضحت إنفاق وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، لأكثر من ملياري دولار على شراء أسلحة من دول البلقان عبر وسطاء، منذ عام 2012 بصفقات وصلت إلى “1.2” مليار يورو،أرسلتها إلى السعودية والأردن والإمارات وتركيا، وكلفتّها بإيصالها الى مسلحي الإرهابيين في سورية.
كما لم يستحوا مما نشرته صحيفة “الغارديان”، نهاية تموز/ يوليو 2015، في تقريرٍ لها قالت فيه: إن آلاف الأسلحة النارية، الخفيفة والثقيلة منها، توجه في خط أسلحة جديد من البلقان (كرواتيا) إلى شبه الجزيرة العربية( السعودية)، والدول التي تحد سوريا(الأردن-تركيا).
ولاحتى رف لهم رمش، عندما فضحهم تقرير لفرق الخبراء من مركز CAR، تم تمويله من قبل الإتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الإلمانية، يذكر فيه أنهم(أي الفريق) قد ضبطوا في المنطقة الواقعة بين كوباني على الحدود السورية التركية والعاصمة العراقية بغداد، حوالي 2000 قطعة من السلاح وأكثر من 40.000 من الذخيرة. وجاء في التقرير أخبراء CAR تمكنوا من تتبع سلسلة العتاد العسكري لتنظيم “داعش” ليجدوا أنها تعود لصادرات من بلغاريا إلى العربية السعودية، (حينها، استغرب “داميان سبليترس” وهو مدير عمليات CAR في سوريا والعراق، في مقابلة مع DW قائلاً: “بأي سرعة انتقلت بعض الأسلحة بعد تصديرها، إلى ترسانة داعش”).
حتى عندما فضحهم نائب الرئيس الأمريكي السابق “جو بايدن”، أمام طلبة جامعة “هارفارد”، الدور القذر لحلفاء الوحش الأميركي، (تركيا، السعودية والإمارات)، في الحرب السورية قائلاً: “الحلفاء وزعوا مئات الملايين من الدولارات، وآلاف الأطنان من الأسلحة، لكل شخص كان مستعدا للقتال ضد الأسد”…لم يخجلوا.
وبقوا على وقاحتهم عندما نشرت صحيفة “الإندبندنت”، مقالاً للكاتب البريطاني المختص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك، أكد فيه أن بين الأسلحة التي وصلت إلى أيدي الإرهابيين في سوريا، أسلحة صُنعت في البوسنة وصربيا، وكانت مخصصة للسعودية، مبرزاً إعترافات مدير قسم الجودة في مصنع الأسلحة في “نوفي ترافينك” آنذاك، والمدير الحالي للمصنع، موثقاً مقالاته بالصور والوثائق التي تحمل أرقاما تسلسلية لقاذفات الهاون(معتمداً كذلك علة فيديو بثته جبهة النصرة من منطقة الحولة السورية).
ولم تكن أخر فضائحهم، ماجاء مؤخراً في تقرير للصحفية البلغارية “ديلانا غيتانجيفا” الذي كشف عن تشكيل الولايات المتحدة لفرقة عمل سرية تدعى (سموكنغ غنSmoking gun) نشرتها في كرواتيا قامت بنقل الأسلحة من كرواتيا إلى سورية عبر قطر” (نقلت ما لا يقل عن 3 ملايين قذيفة صاروخية وقذائف هاون من البلقان إلى الشرق الأوسط).
ربما لايخجل ملوك وأمراء الخليج العربي، من شن حروبِهم على اليمن وسوريا، أو من مُعاداة “إيران” ومحور المقاومة، كما لايخجلون من التطبيع مع الكيان الصهيوني، بشكليه العلني والسري، وربما هم سعداء من أنَّ “ترامب” يستخدمهم كخيولٍ لجرِ القاطرة الإستعمارية العالمية، وبقرةً حلوباً لاينضب ضرعها، تغذي دولة الكيان الصهيوني، التي تنمو وتتطور فيما هم ينحدرون دون أدنى خجلٍ نحو القاع، فهم قومٌ ينطبق عليهم المثل العربي: القائل:”إن لم تستح، فإفعل ماشئت”.