رعى وزير البيئة فادي جريصاتي قبل ظهر اليوم في فندق راديسون بلو – بيروت، الاجتماع المخصص لعرض نتائج المسح الميداني للتنوع البيولوجي البحري للمواقع المقترح إعلانها محميات بحرية على الشاطىء اللبناني، بالتعاون مع مركز الانشطة الاقليمية للمناطق المحمية الخاصة RAC/SPA المسؤول عن تطبيق بروتوكول المناطق المحمية الخاصة والتنوع البيولوجي في المتوسط التابع لاتفاقية برشلونة لحماية البحر المتوسط من التلوث.
شارك في الاجتماع مدير مركز الانشطة الاقليمية للمناطق المحمية خليل عطيه، وممثلون عن قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي، والخبير الدكتور غسان جرادي، ورئيسة دائرة الانظمة الايكولوجية في وزارة البيئة لارا سماحة، وناشطون بيئيون ومسؤولون عن محميات بحرية.
بعد النشيد الوطني، تحدث مدير مركز الانشطة الاقليمية وأكد “أن رؤيتنا جميعا هي بحر متوسط بصحة جيدة وأنظمة ايكولوجية بحرية وساحلية منتجة ومتنوعة تسهم في التنمية المستدامة لصالح الاجيال الحاضرة والمقبلة، ومساعدة بلدان البحر المتوسط في تنفيذ البروتوكول الخاص بالمناطق المتمتعة بحماية خاصة”.
وشدد “على دعم وزارة البيئة في لبنان في تعزيز شبكة متماسكة شاملة من المحميات البحرية ذات الادارة الجيدة لتحقيق هدف التنوع البيولوجي أيشي، حيث قدمت RAC/SPA الدعم الفني للبنان في إعداد وتنفيذ استراتيجيتها لادارة المحميات البحرية من خلال مراعاة الخصائص البيئية للعديد من المواقع ذات الاولوية للحماية في المياه الساحلية اللبنانية، وهي شبه جزيرة أنفه، ومنحدرات رأس الشقعة، والروشة، وصيدا، وصور، والناقورة، والبترون وبيبلوس والمدفون، وفي المناطق البحرية العميقة من 36 مترا الى 1050 حيث الاخاديد المغمورة الرئيسية في المياه اللبنانية”.
جريصاتي
ثم تحدث جريصاتي وشكر مدير مركز الانشطة الاقليمية الآتي من تونس والاتحاد الاوروبي على دعمهما، وقال:”لولا هذا الدعم لما تمكنا من إجراء كل هذه الدراسات ومن تمويل هذا العمل الهام للبنان، وايضا للعالم حيث باتت البيئة في العالم مرتبطة ببعضها ولم يعد أحد يعيش في جزيرة، والبرهان الاكبر هو التغير المناخي”.
أضاف:”بالامس أطلقنا التقرير حول الغابات في لبنان، واليوم نطلق الدراسات حول البحر، وكل هذه الدراسات هي داتا مهمة للمعالجة ولا نريدها أن تبقى حبرا على ورق ، ومن هنا نقول، نحن كدولة وكوزارة بيئة لدينا خطوات كبيرة علينا القيام بها، ونعمل على موضوع المحميات البحرية لأن شاطئنا في خطر، ونحن نعاني من الصيد الجائر ومن استخدام الديناميت بطريقة عشوائية وما له من أثر بيئي كبير، وإن وزارة الزراعة تقوم بعمل كبير وقد تواصلت مع وزير الزراعة والمدير العام وكنا متفقين على القيام بكبسات من اجل حماية ثروتنا البحرية بالتعاون مع الجيش وقوى الامن لمنع هذا النوع من الصيد، اضافة الى تنظيم المواسم والكميات”.
ولفت الى “أن موضوع النفايات على البحر يشكل تحديا، ونحن نعمل لضبط موضوع المكبات ونعطيه أهمية كبيرة في وزارة البيئة”، متحدثا عن “الصرف الصحي في اتجاه البحر والعمل الجاري مع وزارة الطاقة ومجلس الانماء والاعمار لتنفيذ الخطة التي ستستغرق لسوء الحظ سنتين أو ثلاثة، للسيطرة على الصرف الصحي وعدم تصريفه الى البحر”.
وشدد على الرغبة بتحويل عدد من المناطق البحرية الى محميات ، مشيرا الى “أن منحدرات رأس الشقعة سلكت طريقها الاداري الصحيح بين المحميات التسعة، ونعمل على حماية شاطىء صور والسلاحف البحرية، وقد زرت لغاية الآن حمى المنصوري 3 مرات، ونأمل دعمكم للحمى ولاسيما في جزيرة النخيل حيث لدينا ثروة كبيرة”.
وختم متحدثا عن النفط والغاز وقال:”بقدر ما نحن بحاجة كبيرة الى النفط والغاز، بقدر ما يجب أن نكون واعين لخطر وقوع أي حادث أو تسرب نفطي، ونتذكر كم دفعنا ثمنا نتيجة العدوان الاسرائيلي في حرب تموز 2006″.
وذكر بالحملة الوطنية لتنظيف الشاطىء اللبناني التي شارك فيها 8 آلاف متطوع من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، و”التي شكلت رسالة توعية للشعب اللبناني ليكون مسؤولا عن أن البحر نتشارك فيه مع كل جيراننا في المتوسط وليس ملكا لنا وحدنا، مثل موضوع الطيور المهاجرة التي يفترض حمايتها”.