بعد الضياع و الانغماس باكرا في عالم المخدرات المليء بالسم الابيض والقتل البطيء للشباب خصوصا المراهقين بين عمر 14 سنة و 18 سنة في حال العيش في ظروف صعبة، فكان لا بد من حلول انقاذية لمساعدة الشباب المعرّضين للخطر في لبنان منها استحداث طريقة فيها من الحركة بركة وذلك في اللجوء الى استخدام الرياضة كوسيلة للحد من السلوك الخطر كتعاطي المخدرات.. هذا ما هدف اليه كل من البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحّة، بالتعاون مع جمعية العناية الصحّية، واليونيسف ومكتب الأمم المتّحدة المعني بالمخدّرات والجريمة، بهدف تعزيز المهارات الحياتية للشباب وزيادة قدرتهم على مواجهة السلوكيات الخطرة من خلال الأنشطة الرياضية فضلا عن تدريبهم على صنع القرار ومهارات الرفض والتفكير النقدي مع ربط ذلك بحالات من واقع الحياة، كتعاطي المخدرات. ليبقى السؤال : الى اي مدى كان هناك تجاوب من قبل هذه الفئة العمرية في تقوية قدراتهم المهارتية لمواجهة السمّ الابيض ؟
المثابرة في الدعم النفسي
لقد بات التركيز اليوم حول حماية الفئة العمرية من عمر المراهقة الى فترة البلوغ الاكثر عرضة لخطر الادمان على المخدرات وذلك من خلال تقوية المهارات الذاتية وأخذ المشورة من مستشار نفسي بشكل منفرد أو مع الأسرة ، أو من طبيب نفسي يساعد على مقاومة إغراء إدمان المخدرات او تكثيف حملات التوعية في اعطاء محور الرياضة اهمية كبرى لمساعدة الشاب في ان لا يقع في عالم الادمان الخطير جدا .
في هذا الاطار اهم ما توقفت عنده المستشارة في الصحة العامة راشيل بطيش عبرل greenarea.info :” اهم ما في الامر ان يكون شباب اليوم مثابرين حول اي شيء يحبونه كممارسة الرياضة التي هي مهمة لتحفيزهم لكي يصبحوا اكثر نشاطا وحركة خصوصا وانها عنصر مهم للراحة النفسية في حياة الانسان كونها تزيد من تعزيز الصحة الجسدية والنفسية انما الاهم ان يكونوا محاطين باشخاص يساعدونهم ويوجهونهم على الطرق الصحية السليمة لذلك لا يجب ان يترددوا في طلب مساعدة من اي شخص سواء من احد افراد عائلتهم او حتى اساتذة لان المهم ان يحصلوا على الدعم المجتمعي والمرافقة النفسية. لذلك اي شاب عنده مشاكل ادمان عليه ان يتخلص من هذه الافة كالتركيز على الرياضة اكثر او على اي من النشاطات لاستعادة الرغبة في الحياة وبالتالي يصبح اكثر انتاجا في المجتمع .”
التركيز على المهارات الحياتية
الى رأي المسؤولة في برنامج الشباب في اليونسيف عبير بو زكي التي شرحت بالتفاصيل عن ماهية دعم برنامج دعم الشباب للخروج من خطر المخدرات ل greenarea.info:”نحن في اليونسيف نهتم بالاطفال من عمر صفر الى 18 سنة حيث نركز اليوم على المهارات الحياتية لدى الشباب لكي يكون عندهم قدرة على التواصل في اتخاذ القرار السليم تمكنهم من الابتعاد عن السلوكيات الخطرة ان كان التدخين او المخدرات او الكحول او من المخاطر الحياتية التي يتعرضون لها فالمهم تمكينهم بالمهارات تجعل من شخصيتهم قوية ذات تفكير ناقد في التمييز بين ما هو صح وخطأ ومعرفة كيفية التصرف امام اي حدث يمكن التعرض له خصوصا وان هذه الفئة العمرية في عمر المراهقة عندها فضول للاستكشاف مما وجدنا طريقة لمساعدة الشباب الاكثر عرضة للمخاطر من خلال تقويم مهاراتهم عبر الرياضة لحمايتهم من المخدرات على سيبل المثال وجدنا هذه الوسيلة تساعد في تعزيز التنمية في تمكينهم بالمهارات في تطبيقها والانخراط في المجتمع . ”
التجاوب مع التوعية
في المقلب الاخر تحدثت مديرة جمعية العناية الصحية ناديا بدران ل greenarea.info عن اهمية توعية الشباب لتحصينهم من المخاطر الحياتية مما قالت : ” عادة في الجمعية نهتم بكل ما يتعلق في الوقاية سواء في الصحة الجنسية والنفسية والتوعية من السيدا والامراض المنقولة جنسيا واستخدام المخدرات وجزء منها مركز على الصحة النفسية وايضا العمل على اكثر من محور سواء مباشرة مع الشباب المعرضين للخطر حيث نتواصل معهم من خلال مؤسسات اخرى تتواصل معهم . اما اذا احد من الشباب عنده اي مشكلة بالصحة النفسية او اي تساؤلات اضافية عن الصحة الجنسية او بحاجة للمتابعة يتحول الى جمعية العناية الصحية حيث لدينا مركزين متخصصين في هذا المجال جزء منه لتوعية الشباب في الشارع في عدة مناطق في لبنان خصوصا الذين اعمارهم بين 14 سنة الى 30 سنة او اي شخص معرض اكثر من غيره للمخدرات حيث لامسنا تجاوبا مع الشباب لانهم بحاجة اكثر من غيرهم لكي يتحدث معهم سواء في الشارع ام من خلال المسؤولين عنهم مما وجدنا اهتماما كثيرا على اكثر من صعيد في هذا الاطار كما وانه بالمقابل هناك تدريبات للاشخاص من اخصائيين في الشق الاجتماعي لكي يتواصلوا مباشرة مع الشباب من خلال برنامج الصحة النفسية في وزارة الصحة وبنقابة الاختصاصيين في العمل الاجتماعي من اجل استعمال طرق مختلفة لجذب الشباب في المشروع حيث ان احدى النشاطات تكمن في استخدام الالعاب الرياضية من خلال التوعية للمخدرات وذلك بالتنسيق مع برنامج الامم المتحدة لمكافحة الجريمة. لذلك المهم حثّ منظمات المجتمع المدني على أن تكون أكثر إبداعًا في مقاربتها للوصول بنجاح إلى الشباب، خصوصا أن التعرض لتعاطي المخدّرات بات مرتفعا في لبنان .”
المهم انقاذه من السمّ الابيض
واخيرا اوضح مستشار وزير الصحة الدكتور بهيج عربيد ل greenarea.info : ” عندما يوافق المدمن على المخدرات على المعالجة عندها لايتلاحق بالقانون شرط قبول المعالجة كونه مريض ومن الضروري ان يتعالج خصوصا وان لدى وزارة الصحة مشروعا للمعالجة بكل محافظة في لبنان الا وهو ان يكون هناك مركزا لمعالجة الادمان نظرا لحجم الحاجة التي هي ضخمة جدا وبالتالي نحتاج الى امكانيات مادية لمعالجة الادمان الحاد الذي يستغرق بحدود 15 يوما للتخلص من السموم في جسمه بعده يتحول المدمن الى مركز التاهيل لمدة سنة. مع الاشارة الى ان هناك مركز لمعالجة الادمان في مستشفى ضهر الباشق فضلا عن انه يتم تجهيز مبدئي مركز اخر في مستشفى رفيق الحريري في انتظار تشغيله .”