يحتفل العالم بالأيام الدولية كمناسبة لتثقيف الناس بشأن القضايا ذات الاهمية وتسليط الضوء على كيفية معالجتها والحد من تداعياتها السلبية، وكما يبدو فإن الإطار البيئي بات يحيط بكل الأيام العالمية في السنتين الأخيرتين لما له من تأثيرات على مختلف القطاعات والقضايا.
وفي ذكرى اليوم العالمي للسلام الذي يحتفل به العالم في 21 أيلول من كل عام، ورغم الصراعات والحروب المدمّرة واستعمال أسلحة فوسفورية وغازية من جهة وما تخلّفه من دمار ومشاكل اقتصادية، اجتماعية،صحية وإنسانية من جهة اخرى.. فإن أكثر تهديد يواجه السلام في هذه السنة هو بحسب الامم المتحدة “حال الطوارىء المناخية” !
هذه الحال التي يشير الأمين العام للأمم المتحدة على أنها “تهدد أمننا وسبل عيشنا وأرواحنا ” جعلها محط التركيز في احتفالية هذه السنة . وبالتالي فقد جعل موضوع اليوم الدولي للسلام لعام 2019 تحت عنوان” العمل المناخي من أجل السلام” الذي يسلط الضوء على أهمية مكافحة تغير المناخ بوصفه وسيلة لحماية السلام وتعزيزه في جميع أنحاء العالم.
في التفاصيل، أشارت الامم المتحدة في تقريرها إلى أن تغير المناخ يهدد السلم والأمن الدوليين تهديدا بينا. وتؤدي الكوارث الطبيعية إلى نزوح ثلاثة أضعاف النازحين في حالات النزاع، حيث يضطر الملايين إلى ترك منازلهم والبحث عن الأمان في أماكن أخرى. كما يهدد تملُّح المياه والمحاصيل الأمن الغذائي، مما يزيد من تأثير ذلك على الصحة العامة. وتؤثر التوترات المتزايدة في الموارد والحركات الجماهيرية في كل بلد وفي كل قارة.وبالتالي فلا يمكن تحقيق السلام إلا إذا اتُخذت إجراءات ملموسة لمكافحة تغير المناخ.
لذلك أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش — في أثناء حديثه الذي وجهه إلى الشباب الماوري وشعوب جزر المحيط الهادئ — في أيار/مايو في نيوزيلندا إلى أن ’’الطبيعة لا تتفاوض‘‘، وأكَّد على أربعة تدابير رئيسية ينبغي للحكومات تحديد أولوياتها فيها بما يحقيق تعادل الانبعاث الكربوني بحلول عام 2050، وهي: فرض ضرائب على المتسببين في التلوث وليس على الأشخاص؛ وقف دعم الوقود الأحفوري؛ التوقف عن بناء مصانع جديدة للفحم بحلول عام 2020؛ التركيز على الاقتصاد الأخضر، وليس الاقتصاد الرمادي.
وفي 23 أيلول/سبتمبر من هذا العام ، تعقد الأمم المتحدة مؤتمر قمة بشأن الإجراءات المتعلقة بالمناخ مع خطط ملموسة وواقعية لتسريع الإجراءات لتنفيذ اتفاقية باريس. وستركز القمة على أساس المشكلة أولا وهي القطاعات التي تسبب أكبر قدر من الانبعاثات والمجالات التي يمكن لبناء القدرة فيها إحداث فرق هائل- بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للقادة والشركاء لإبراز الإجراءات المناخية الحقيقية واستعراض طموحاتهم.