أثار نفوق أعداد كبيرة من أسماك “البوري”، التي تعيش في واد “ماسة” على مستوى قرية، “أملالن” في جماعة “سيدي وساي”، نواحي أكادير، مطلع الأسبوع الجاري، صدمة في صفوف المواطنين، متسائلين حول أسباب هذه الظاهرة، كما أثارت مخاوفهم من الإصابة بأضرار صحية، لا سيما وأن مياه الوادي تستعمل في ري بعض المزروعات الفلاحية في المنطقة.

في هذا السياق، كشفت جمعية “بييزاج” للبيئة أنها أجرت اتصالات مع “عدد من الأخصائيين في مجالي المناخ وعلم الأحياء وقضايا الأيكولوجيا، فتوصلت إلى أن ظاهرة نفوق الأسماك تعود بالأساس إلى التغيرات المناخية، ووقعها الحاد على منطقة سوس ماسة ككل”.

ولفتت الجمعية المذكورة، الانتباه إلى ” أن جزء من مجرى وادي ماسة، تحول إلى مجموعة من المستنقعات التي ترسبت فيها المياه، وتحولت بالتالي، إلى ما يشبه بركا آسنة، عبارة عن مستنقعات تفتقد لدورة الحياة اللازمة لعيش بعض الأنواع خصوصا الأوكسجين”.

ونفت “بييزاج” الجمعية النشيطة في القضايا المرتبطة بالبيئة، في تقرير لها، حصل موقع  “غرين آريا” على نسخة منه، أنه” استنادا على المصادر العلمية التي اتصلت بها، أن تكون ظاهرة نفوق الأسماك في وادي ماسة ناجمة عن التلوث بمواد سامة أو سوائل قاتلة”.

وحاولت طمأنة سكان المنطقة بأن” هذه الحالات تحدث عادة في المياه الراكدة التي تنخفض فيها نسبة الأوكسجين بشكل حاد، ويتغير لون الماء، وتتكاثر أنواع جديدة من البكتيريا، وبالتالي تقضي على الحياة تدريجيا إلى أن تجف البركة بفعل الحرارة والجفاف”.

وأوردت جمعية “بييزاج”، أن “انعدام حركة وجريان المياه، بشكل طبيعي بالوادي التي تمكن من تفاعل طبيعي ينتج معه حركية ودوران سلس وتبادل للغازات اللازمة لحياة مجموعة من الأنواع الأحياء مثل أسماك (البوري Mulet)، تفضي إلى موتها التدريجي أو بشكل جماعي”.

وفي غياب هذه الشروط الطبيعية، تضيف الجمعية ذاتها، فإن “أسماك “البوري” تتعرض للموت إما تدريجيا أو بشكل جماعي، ومما زاد في حدة هذه الظاهرة الطبيعية، هو كون المنطقة تعرف ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة، وهو من بين العوامل الأساسية أيضا لنفوق الأسماك، بينما تتمكن الضفادع من مغادرة البرك الآسنة لقدرتها على التأقلم مع العيش خارج الماء”.

وكان أصوات نشطاء المغرب تعالت عبر مواقع التواصل الإجتماعي، خلال هذه الأيام، وطالبت الجهات المسؤولة على إختلاف مستوياتها بتطبيق وسائل المراقبة لحماية “واد ماسة” بصفة منتظمة، إضافة إلى ذلك، تداول النشطاء صورا صادمة توثق نفوق عدد كبير من الاسماك البوري.

وعلى إثر ذلك، تحركت الاجهزة المختصة بجهة سوس ماسة، جنوب المغرب، من أجل أخذ عينات وتوجيهها إلى المختبرات العلمية، مباشرة بعد الكارثة البيئية.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This