كم من ضغوطات نفسية نتعرض لها يوميا نتيجة الضغط اليومي الذي نعيشه الا ان الاسوء في ذلك اذا عانى الانسان من الاضطرابات النفسية التي باتت تأخذ حيزا مهما لدى منظمة الصحة العالمية حيث توقفت عند اهمية دعم المرضى بعد ان وجدت  ان هناك اهمالا في هذا السياق  حيث لا تنحصر محددات الاضطرابات النفسية في صفات الإنسان الفردية مثل قدرته على إدارة أفكاره وعواطفه وسلوكياته وتفاعلاته مع الآخرين،إنما تشمل أيضاً عوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية وبيئية مثل السياسات الوطنية والضمان الاجتماعي ومستويات المعيشة وظروف العمل والدعم المجتمعي حيث لم تستجب  النظم الصحية بشكلٍ كافٍ لعبء الاضطرابات النفسية . لذا هناك فجوة كبيرة بين الحاجة إلى العلاج وتوفيره في جميع أنحاء العالم. خصوصا و انه تبين انه ما بين 76% إلى 85% من المصابين باضطرابات نفسية لا يتلقون أي علاج لحالتهم في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل حيث يعاني ما بين 35% إلى 50% من المصابين باضطرابات نفسية من الأمر ذاته في البلدان المرتفعة الدخل اذ  تبين انه من المشاكل التي تزيد الوضع سوءاً تدني جودة الرعاية المقدمة لكثير من المصابين الذين يتلقون العلاج . ومع ذلك هناك امل جديد  للكشف عن الاضطرابات النفسية عبر فحوصات طبية متطورة فماهي ؟ وكيف يكمن مساعدة المصاب بها في تجاوز محنتنه النفسية بسلام  كي لا تصل حالته المأزومة الى حد الانتحار؟

فحوصات تكشف والعلاج متوفر

في هذا الاطار اهم ما كشف عنه الاختصاصي في الطب النفسي ومؤسس مدرسة الوعي الدكتور انطوان سعد ل greenarea.info : ”  لا شك انه لدينا اصابات في الاضطرابات النفسية في لبنان انما غير واعين لها  حيث ان المريض لا  يشعر بها  الا اذا احد وجه له ملاحظة عن  العصبية الزائدة المصاب بها  او ان تصرفاته  تغيرت بمعنى  ان احداً حول المريض يلاحظ  تغييرا في تصرفاته او حتى  المصاب نفسه يتعب لدرجة ينتبه  لحاله في ما بعد.  لذلك المهم ان نعرف ان الاضطربات النفسية مثل اي مرض عندما تظهر العوارض يكون المرض قد بدأ منذ فترة حيث ان التغييرات  تكمن على مستوى بيوكيميائية اي اضطرابا في افرازات الهورمونات التابعة للجهاز العصبي  في  الدماغ اما تنخفض ام تزيد سواء  الدوبامين او السيرتونين او الادرينالين  وغير ذلك من  دون ان يشعر بها المريض  حيث  يكون التأثرعلى مستوى الغرائز والسلوك وطريقة الاكل و النوم والتصرفات والطاقة، لذلك على  الناس  ان تعي  لهذه المشكلة النفسية مما نحاول اليوم كاطباء في الطب النفسي  الكشف المسبق للجهاز العصبي  لمعرفة اذا كان المريض مصابا في الاضطربات النفسية  من خلال فحوصات  طبية  وقائية  لتقييم الوضع النفسي من خلال وضع الاصبع  داخل  الالة الطبية  تبين من خلالها  تخطيط للجهاز العصبي اللارداي  الذي هو الشرارة الاولى في بداية الخلل على مستوى  الامراض العصبية والنفسية اي معرفة الذات من خلال استباق الامراض التفسية  اي نعمل على حماية  المريض من الاضطرابات النفسية قبل ان  يمرض بها  وذلك في تناول الادوية المناسبة لاي حالة نفسية تدخل في خانة الاضطربات النفسية .”

واهم ما توقف عنده الدكتور سعد :” ان الاصابة  في الاضطربات النفسية عند الاطفال  ليست  في  النوع نفسه عند الكبار  حيث ان العلاجات ليست فقط  ادوية بل  تمارين وفق درجة تطور الحالة  المرضية  لذلك نشدد انه  كلما كانت حالة الاضطرابات النفسية في اولها  كلما يكون العلاج  من دون ادوية  المهم معرفة  اي  نوع من الامراض النفسية قبل  ان  تبدأ العوارض  ليكون العلاج فعالا  وفق التمارين  الخاصة على مستوى الجسم والفكر لان اذا بدأت  العوارض عندها  نحتاج الى تناول  الدواء من هنا نشدد اذا التزم المريض بتوجيهات الطبيب الاخصائي في الطب النفسي وتعليماته عندها يعالج الخلل في الجهاز العصبي ويساعد المريض للسيطرة على نفسه بدل ما المرض يسيطر عليه  كما هو الحال في اضطرابات السلوك والافكار.من هنا  اذا كانت العوارض تظهر الى الخارج يعني انها  زائدة بصورة مرتفعة  واذا لم تظهرفهذا يدل  انها مكبوتة  حيث يبدأ الانسان المصاب بها الى الانطواء والعزلة  ومن المحتمل ان تؤدي الى الانتحار والانغلاق على الذات .”

التحذير من افكار الانتحار

الا ان الاختصاصي في الطب العام و الوقاية الدكتور حنينا ابي نادرحذر عبر لgreenarea.info من افكار قد تدفع بالمريض الى الانتحار الفعلي :” ما نقوم به عند معاينة المريض وتبين انه  مصاب  في انهيار عصبي عندها  نحوله الى اختصاصي  في الطب النفسي للمعالجة،مع العلم ان الطبيب الاختصاصي في الطب العام له حق ان يعطي دواء للاكتئاب مثل الطبيب النفسي  انما  هذا الاخير يدخل اكثر في العمق النفسي خصوصا مثل حالات الانفصام الشخصية او الاضطرابات النفسية  التي هي من مسؤولية المتخصص  في الطب النفسي والمعالج النفسي .”

والجدير ذكره حسب ما جاء على لسان  الدكتور ابي نادر:” المهم كطبيب عائلة  ان لا نعطي فورا ادوية ضد الاكتئاب او الانهيار النفسي  بل علينا ان نعتمد اولا على  السيرة الطبية  للمريض عندما يقول لنا انه  يشعر انه لم يعد له قيمة في الحياة ويلوم حاله على كل شيء مترافق ذلك مع القلق  كما وانه لاياكل كثيرا ولا يخرج من الغرفة اي بحالة انطواء كل ذلك يدل الى  حالة من الانهيار النفسي، اما اذا تواردت افكار انتحار لديه فورا علينا ادخاله الى الطوراىء  والبدء في العلاج مع ادوية للمعالجة النفسية لان  بمجرد ما اعلن ان لديه افكار انتحار علينا معالجته فوراخوفا من ان تدفعه الى الانتحار.”

الكشف المسبق لانقاذ المريض

في المقلب الاخر حول مدى تأثر الاطفال بالاضطرابات النفسية اوضح الاختصاصي في الطب النفسي للاطفال الدكتور نزار حجيلي ل greenarea.info :” لا شك ان هناك عامل وراثي وراء الاضطرابات النفسية حيث تبدأ منذ الصغرمن عمر 9 سنوات الى عشر سنوات  كما وان هناك ايضا عامل غير وراثي نتيجة التراكمات النفسية منذ الصغر الى  حين ان يكبر  خصوصا اذا تعرض الولد من اهله لشتى انواع  التعنيف النفسي والجسدي  مما يتم طبعها في ذاكرته الى حين ان يكبر مما تكون  المعالجة من العلاج النفسي الى الادوية  والامر ذاته اذا كان الطفل مصابا  بفائض من الحركة  قد تؤثر على حياته ليس فقط الدراسية  بل الاجتماعية لذلك نشدد  اذا كشفت مسبقا تتم المعالجة بشكل افضل .”

الى رأي   الاختصاصي في  الجهاز العصبي الدكتور سهيل جبيلي لgreenarea.info :” من المؤكد  ان كل مريض نعاينه  في حال تبين ان حالته الصحية  نفسية اكثر مما هو جسدية على  الطبيب في الجهاز العصبي ان يكون لديه اختصاص اخر  يتناول الشق النفسي  من خلال  الخبرة الطبية يستطيع كشف  حالة المريض الصحية ليحدد اذا كان فعلا يحتاج الى مستشفى خاص في العلاج الامراض النفسية ا م الى فريق طبي  متخصص  في الجهاز العصبي .”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This