في ظل كل ما يحصل سياسياً في العالم، وأمنياً مع استعمال مختلف أنواع الأسلحة مهما اختلف ضررها، ورغم التحذيرات المتكررة من زوبعات الإحترار المناخي، يبدو أن موضوع البيئة يجب أن يشكّل الأوليّة بين محتلف المواضيع الأخرى.

فالهواء الذي نتنفّسه يحمل ملوّثات من كل حدب وصوب، أما المياه التي نشربها فحدّث ودون حرج عن البكتيريا المجتمعة فيها بسبب المصادر غير الآمنة، والخضار والفاكهة فهي منبع المبيدات المترسّخة فيها، أما اللحوم والدجاج فحقن الهرمونات هي التي تحكمها.. فعن أي بيئة نتكلّم وأي حروب ينادي بها زعماء العالم؟؟

هي الحرب البيئية، حرب بقاء الإنسان هي الأولوية، وما المؤتمرات العالمية المناخية التي باتت متسارعة في السنوات الأخيرة إلا خير دليل على أن العالم في خطر، لكن ماذا يفعل صنّاع القرار وما هي النتيجة التي توصّلنا إليها؟

لقد وصلت الإنبعاث الغازية إلى معدلات قياسية وهي لا تبدي أي علامة توقف، فقد كانت السنوات الأربع الأخيرة أكثر حرارة كما أن درجات الحرارة في فصل الشتاء في القطب الشمالي ارتفعت بـ 3°س منذ سنة 1990.أما  مستويات البحر فانها دوماً تسجّل ارتفاعاً ، الشعاب المرجانية تموت، كما أننا بدأنا نلاحظ الأثر المهدد على الحياة لتغير المناخ على الصحة، من خلال تلوث الهواء، وموجات الحرارة، ومخاطر الأمن الغذائي.

الواقع أصبح مخيفاً، لكن التحليل الأخير لقمة الامم المتحدة  للعمل من اجل المناخ يظهر أن التحرّك اليوم يمكننا من خفض انبعاثات الكربون خلال 12 سنة وإيقاف الإرتفاع في المعدل العالمي لدرجة الحرارة إلى أقل بكثير عن 2°س وحتى، إلى 1.5°س فوق المستويات قبل الصناعية !!

في هذا الإطار، انعقدت قمة خاصة بتغير المناخ العالمي 2019  وكان من أهم نتائجها:

  • اعلان أكثر من 60 دولة عن عزمها العمل على البحث في سبل لخفض إنبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى الصفر.
  • تعهّد الصين والهند ودول الاتحاد الأوروبي بأنها ستعتمد قواعد مشددة فيما يخص الحد من الانبعاثات الكربونية في عام 2020.
  • وعد من الموانئ الكبرى والمصارف وخطوط الشحن البحري إلى أنها ستعتمد خطة تهدف إلى جعل النقل البحري خاليا من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030.
  • وضع فنلندا هندفاً نصف عينيها في أن تصبح أول دولة متقدمة تمتص أكثر مما تطلق من الانبعاثات الكربونية.
  • غرس باكستان أكثر من مليار شجرة في السنوات الخمس الأخيرة، وتعهدها بغرس عشر مليارات شجرة أخرى في السنوات الخمس المقبلة.
  • إعلان اليونان إنها بصدد حظر المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام بحلول عام 2021، والتخلص من استخدام الفحم بحلول عام 2028.
  • التصريح بأن العشر دول الاكثر انبعاثات لغازات الاحتباس الحراري هي : الصين 26%، الولايات المتحدة 13.1%، والهند 7.1%، وروسيا 4.6%، واليابان 2.9%، والبرازيل 2.4%، وإيران 1.8%، وإندونيسيا 1.8%، وكندا 1.6%، والمكسيك 1.5%.

في نهاية المطاف، ورغم إيجابية الوعود التي أطلقت في نهاية القمة، إلا أن آراء المعنيين لم تسجّل تفاؤلاً في ظل تعنّت بعض الدول الكبرى واهمها أميركا في اعتبار قضية تغير المناخ أزمة حقيقية والتكاتف من أجل التعاون في تطبيق الحلول المقترحة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This