عقدت “جمعية نحن” ونقابة المهندسين في بيروت وبلدية بيروت مؤتمرا صحافيا مشتركا، للاعلان عن مسابقة تطوير حرش بيروت، في مقر النقابة، في حضور رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت، رئيس جمعية نحن محمد أيوب، مدير معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد الحاج وأعضاء مجلس النقابة وأعضاء المجلس البلدي ومهندسين ومخططين ومقاولين ومعماريين.
مرتضى
بداية تحدث رئيس رابطة مخططي التنظيم المديني في نقابة المهندسين المعمار فراس مرتضى معرفا بالمؤتمر، لافتا الى انها “مسابقة معمارية تنظيمية تخطيطية لأحد اهم عناصر الاستقطاب المديني في بيروت الذي هو حرش بيروت النابض بالمدينة ورئة الاحياء المحيطة وكل نواحي المدينة”، مؤكدا على “الشراكة بين النقابة وجمعية نحن وبلدية بيروت للوصول الى المبتغى المطلوب من هذه المبادرة”.
أيوب
ثم تحدث أيوب فشرح على الخريطة واقع حرش بيروت على العقار رقم 1925 المزرعة، بادئا “ان حرش بيروت ليس المثلث الحالي يعني العقار المذكور، بل عقارات عدة وهي 2639-1924-1906-5985. هذه العقارات التاريخية لحرش بيروت، ومعروف بحرش عيد الأضحى والفطر يأتون اليه من طرابلس وصيدا”.
وسرد المراحل التاريخية وتطور واقع الحرش منذ القدم وحتى اليوم، مؤكدا ان “عمليات القضم استعرت في فترة الاحداث وبدأت عمليات العمران على العقارات المذكورة، ومحددا التفاعلات مع بلدية ومحافظة بيروت لجهة التفاعل مع هذا الحرش في الأطر العلمية المدروسة وحق الناس في الاستفادة منه والتنزه به، وقال: “عملنا على نحو علمي عبر دراسة لهذه البقعة الخضراء، وأطلقنا حملة لفتحه في العام 2011، وتعاونا مع البلدية والمحافظة”.
وحدد ايوب “عملية التعديات في المراحل التي مر فيها الحرش بدءا بإقامة بعض الأبنية وصولا الى الاعتداءات المبرمجة من الصهاينة في اجتياحهم لبيروت الذين حرقوه تحت حجج واهية، وصولا الى اعتباره حرش مصالحة بعد الحرب الاهلية”.
وأضاف: “بدأنا بحملة حتى وصلنا الى اتفاق مع محافظ بيروت لفتحه للجمهور، في هذه المرحلة واجهتنا تحديات جديدة واشكالات، أولها قضم الحرش لأصبح المثلث الحالي. بعد الاعتداءات على العقار مثل مباني دينية وامنية ودكاكين ومقاهي، وهناك قانون يطلب إزالة كل المخالفات التي تقع على العقار رقم 1925. والاشكالية الثانية هي ان الحرش منقسم الى اثنين، وفيه ثلاثة بوابات ومفتوحة واحدة فقط، وينتقص للتجهيزات”.
وختم قائلا: “نعلن اليوم عن المسابقة ولدينا متسع من الوقت للاجابة عن كل الأسئلة حتى 25 تشرين الأول سنجيب فيها على كل الأسئلة، والوقت الباقي للتسجيل حتى 9 كانون الأول. وتضم اللجنة التحكيمية خبراء كبار في مجالات العمارة والبيئة والحدائق. وهناك جوائز تبدأ من 3000 دولار للجائزة الأولى ثم 2000 دولار للثانية و1000 دولار للثالثة”.
عيتاني
وشكر عيتاني للنقيب تابت على استضافته هذا المؤتمر، واشكر جمعية نحن على مبادرتها ونشاطها لخلق أفكار تطوير مدينة بيروت خصوصا في ما يعنى بحرش بيروت، يجب ان يعلم ان التخطيطات السابقة اقرت اوتوسترادات من ضمن العقار 1925 وفتحت هذه الجادات وهي تربط العاصمة، ولا اريد التحدث عن التجاوزات والاعتداءات بل بلدية بيروت تعنى بالحرش ومنذ تسلمنا في العام 2016 نعي ان هذه هي الرئة والمتنفس للمدينة ومركز تلاقي ويعنينا جميعا من هنا يجب الحفاظ عليه وتطويره وهو من اول اولوياتنا، بلدية بيروت تعاونت مع ايل دي فرانس لتطوير الحرش وتحسين أدائه لاستقبال الناس وسنطلق المناقصة قبل آخر السنة ونحن نحتمي ونقتنع بالعلم والتطور ونحن على استعداد بعد الانتهاء من المسابقة للجلوس في النقابة وبرعاية النقيب للنظر في إمكانية تنفيذ ما يمكن تنفيذه في ما يتعلق بكل ما يهم بيروت مع المجتمع المدني والمهندسين.
واضاف: “لقد وضعنا دفتر شروط مبني على تطوير ميدان سباق الخيل وفتحه للعموم وهو جاهز وقريبا سنطلق المناقصة”.
تابت
وتحدث النقيب تابت فرأى “ان بيروت مدينة تفتقر للمساحات الخضراء التي هي اقل من النسب الموجودة في أي دولة في العالم، ففي العام 2010 أطلقت ايل دي فرانس دراسة مع بلدية بيروت حول المساحات الخضراء في بيروت، حيث تبين ان نسبة المساحات قليلة وأن هناك ضرورة السعي والاهتمام بالمساحات الموجودة، بالحدائق العامة والجنائن الخ… وهذه المساحات الخضراء لا تتبع بجزء منها الى البلدية مثل الجامعة الأميركية وESA، وهناك أملاك تتبع – لمصلحة سكة الحديد وغيرها. فشملت الدراسة عموما المساحات والتركيز الأساسي على أهمية حرش بيروت، لأنه أكبر مساحة خضراء متبقية في بيروت، وأقول متبقية اذ ان الأمير فخر الدين هو الذي زرع حرش بيروت الذي كان يمتد من قصقص الى المطار”.
وتابع: “ان ما بقي هو المثلث وتفرعاته حيث انه كان في السابق رمل وصنوبر، في العهد الفرنسي أقيم سباق الخيل وقصر الصنوبر وفي واواخر العهد العثماني مسكن المفوض السامي والسفارة الفرنسية ومقابر الجنود الفرنسيين والبريطانيين والبولونيين، وما تبقى هو المثلث الذي نراه اليوم والذي أصرت إسرائيل في اجتياحها للبنان عام 1982 ان تحرقه بقذائف النابالم تحت حجة القنص الذي يأتي من الضاحية الجنوبية او من منطقة الطريق الجديدة”.
وتناول المعمار تابت “مسابقة ايل دو فرانس عام 1992 والمخطط الذي كان شبيه للبارك الفرنسي برؤية فرنسية ولم يتحقق كل المشروع لصعوبة الصيانة، وتحقق نصف المخطط وليس كله لأن أفكاره شبيهة جدا بالبارك الفرنسي التي هي بعيدة عن بلادنا في مفهومها الرؤيوي والثقافي والتفاعلي”، وقال: “إن اطلاق المسابقة مهم جدا التي هي نظرة مستقبلية أوسع وشمولية اكثر لمعالجة ما تبقى من الحرش القديم، ونحن في النقابة نتابع الموضوع بجدية كاملة من خلال رابطة التنظيم المديني التي تهتم بهذا الموضوع ومهندسو المشاهد ونحن بصدد انشاء رابطة مهندسي المشاهد التي ليس لها اطار محدد في لبنان، وبعد إقرار نظام المجلس نعمل على انشاء هذه الرابطة لإعطاء دور مهم جدا، لان دور مهندسي المشاهد اكبر بكثير من الحدائق والجنائن”.
وأشار الى “ان المشروع هو مسابقة حول كل هذه المنطقة ويجب ان يرتبط بمشروع ثان تمت دراسته بين البلدية وايل دي فرانس وهو يتعلق بربط الحرش مع بدارو مع وسط بيروت”.
ولفت تابت الى ان النقابة خلال سنوات أصبحت مكانا لتشجيع فكرة المسابقات، نحن نعي انه في لبنان أطلقت المسابقات في الستينات لإنشاء المباني الحكومية، التي صممها اهم المعماريين مثل عاصم سلام وهنري اده وبيار نعمه وبيار خوري”.
وأوضح “ان النقابة اطلقت السنة الماضية مسابقة فكر إسكان مع المؤسسة العامة للاسكان كما اطلقت مسابقة دولية لمركز الابداع والمعرفة في معرض رشيد كرامي في طرابلس مع الاتحاد الدولي للمعماريين، ومسابقة التميز مشاريع التخرج في العالم وجائزة مكية، واطلقنا مع وزارة الثقافة مسابقة الجناح اللبناني في البندقية التي سنعلن نتائجها الأسبوع المقبل واطلقت مسابقة احياء مدينة القدس بعد زوال الاحتلال في كانون الأول، ومسابقة حرش بيروت التي اطلقت مع جمعية نحن وبلدية بيروت وجمعية بيروتيات، كما التحضير لمسابقة عربية سيطلقها اتحاد المهندسين العرب وهيئة المعماريين العرب لتصميم حديقة اتحاد المهندسين العرب التي ستقام في عمان”.