مع تغير المناخ وتفاقم ظاهرة الاحترار، يضاف إليهما الارتجال والفوضى في إدخال أنواع غريبة على بيئة معينة، بالقصد أو بالعرض، تتحول الأنواع الغازية Invasive species واحدة من أخطر وأخطر المشكلات التي تواجه العالم حاليا، خصوصا وأن هذه الأنواع من النباتات أو الحيوانات الدخيلة تؤثر سلبا على الموائل والمناطق البيئية التي تغزوها، ويمكن أن ينجم عنها تأثير بيئي وااقتصادي، فضلا عن الإضرار بالنظم الإيكولوجية.

ولبنان لم يعد بمنأى عن هذه الظاهرة، بدءا من الحيوانات والطيور الدخلية إلى عشرات الأسماك والأنوع البحرية الغازية، فضلا عن النباتات والأشجار، ويهمنا في هذا السياق، عرض لنوع نباتي غاز يهدد الموائل الطبيعية، ويعرف بالـ “لانتنانا” Lantana، فهذه النبتة موطنها المناطق الاستوائية، من أميركا وأفريقيا ودول المحيط الهادي كأستراليا، وهذا يؤكد أنها لا تنتمي إلى البيئة المتوسطية، وبدأت تنتشر وتهدد الأنواع الأصلية، وهذا ما تم لحظه في “حمى المنصوري” (قضاء صور).

lantana

خليل

فبعد مشاهدة وملاحظة نمو نبتة الـ “لانتانا” Lantana على شاطئ المنصوري الغني بتنوعه البيولوجي بحرا وشاطئا ويابسة، من قبل الناشطة صاحبة “البيت البرتقالي” منى خليل والمشرفة على حمى المنصوري، أدركت أنها تمثل خطرا وتهديدا للغطاء النباتي على امتداد الشاطئ، وفي هذا السياق ناشدت خليل الخبراء والمعنيين والناشطين لرصد هذه الظاهرة وتحديد السبل الآيلة إلى الحد من انتشارها، خصوصا وأن نبتة الـ “لانتانا” Lantana تعتبر من الأنواع الغازية والدخيلة على المنطقة، ويمكن أن تمتد وتنتشر بسرعة على حساب النباتات المحلية، ما يشكل تهديدا للتنوع الحيوي.

وقد استغربت خليل استسهال اعتمادها كنوع من نباتات الزينة، وتساءلت عن مدى متابعة وزارة الزراعة والجهات المعنية في الدولة ومراقبة استيراد الأنواع الدخيلة وتشريع بيعها في المشاتل الزراعية، مطالبة بإعادة دراسة الموضوع وتقييمه خصوصا وأن مثل هذه الأنواع تحمل بذورها الطيور وتنشرها في مناطق بعيدة وتساعد في انتشارها وغزوها السريع.

سامة للماشية

في هذا الإطار، تمت استشارة الباحث والأستاذ المحاضر في الجامعة الأميركية – بيروت والمتخصص في علم النبات محمد الزين، فقال: “إليكم النصيحة الأساسية حول الـ (لانتانا)، إذ يمكن أن تكون إدارتها صعبة، نظرا لأنها قوية وتنمو بسرعة وتمتد، ففي المزارع والمراعي تنمو هذه النبتة لتصبح تحوطات سميكة يصعب اختراقها، وعلاوة على ذلك، فهي سامة للماشية وللبشر أيضا”.

وأضاف: “من المحتمل أن يكون أي نوع من أنواع التحكم الكيميائي أو التحكم الميكانيكي مكلفا للغاية في مناطق واسعة، حيث يتسبب فعليا في حدوث أضرار، أما في حديقة المنزل فالوضع أسهل للسيطرة على انتشارها عبر اقتلاعها”، لافتا إلى أن “ملامسة الأوراق والسيقان يمكن أن يسبب تهيج وطفح الجلد، واستخدم القفازات وارتداء الأكمام الطويلة ضروري قبل معالجة الـ (لانتانا)”.

أما بالنسبة للمناطق التي اتخذت فيها النبتة جذرا قويا، قال الزين: “يعتبر إيقاف الـ (لانتانا) تحديا في حد ذاته”.

وللوقوف على خطورة الوضع، زار الزين حمى المنصوري (قضاء صور) ملبيا دعوة خليل، وأكد على خطورة الأمر وضرورة البدء عمليا وبأسرع وقت على اقتلاعها ومكافحتها من المنصوري، وشدد على تعدد الخطوات ودقة العمل، وأكد أن العمل على مكافحتها يطلب مراقبة دقيقة قد تمتد إلى سنوات عدة”، لافتا إلى أن “الخطوات تبدأ بإزالة رؤوس أزهار الـ (لانتانا) قبل تشكل البذور لمنع انتشارها، ومن ثم تأتي خطوة اقتلاعها من الجذور ونقل البذور والأزهار والجذور إلى مكان معزول وحرقها”.

التنصنيف العلمي

تعرف الـ “لنتاننا” باسم الحَشف وفي بعض البلدان يطلق عليها اسم “نبات أم كلثوم”، واسمها العلمي Lantana، وهي جنس نباتي يتبع فصيلة اللويزية من رتبة الشفويات، ومن ذات الحولين مغطاة البذور، وثمة حوالي 160 نوعا، وتتواجد في مناطق مختلف في العالم وخصوصا في المناطق الاستوائية، من أميركا وأفريقيا ودول المحيط الهادي كأستراليا.

الوصف النباتي

تتميز بكونها كثيرة الأزهار ومتعددة الألوان، لا تتجاوز المترين طولاً، وقد يصل ارتفاعها أحيانا لنحو ثلاثة أمتار، أوراقها معكوسة، مسننة وبيضوية الشكل، تتحمل الأجواء الحارة والقاسية، وهي تتكاثر بواسطة البذور، ويمكن أن تتكاثر أيضا بواسطة العُقَل الساقية، ولا سيما خلال فصل الربيع.

يوم عمل تطوعي

وفي هذا المجال، وحرصا من السيدة خليل على مواجهة المشكلة قبل دخول فصل الشتاء وانعقاد الزهر وتساقط البذور، تدعو المتطوعين والناشطين والخبراء في هذا المجال للمشاركة في يوم عمل تطوعي على امتداد شاطئ المنصوري، للبدء فعليا للعمل على الحد من انتشار النبتة وذلك عند العاشرة من صباح يوم الأحد المقبل 13 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وسيكون موقع التجمع عند مدخل “البيت البرتقالي” في بلدة المنصوري.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This