عندما يعيش الطفل وحيدا في مركز الرعاية  او في مدرسة داخلية بعيدا عن اهله اما لظروف قاهرة  ام لان اهله قرروا ابعاده عنهم لاسباب متعددة اما ليس عندهم وقت الكاف للاهتمام به  فيتركونه في تلك الامكنة المذكورة انفا. او لاسباب خلافية بين اهله، وهنا لبّ المشكلة حيث يشعر الطفل الداخلي او المقيم في  المركز الذي يأويه  انه غير محبوب من قبل اهله فيتجه الى الانحراف اما الادمان على المخدرات او يتم الاعتداء عليه  نفسيا وجنسيا  حيث تعتبره  بعض مراكز  الرعاية مجرد رقم ليس اكثر مما يطرح السؤال نفسه : الى اي مدى هناك رقابة على تلك المراكز خصوصا من وزارة الشؤون الاجتماعية واي طفل يمكن ان يتحضر مستقبلا وسط هذه الاجواء الجافة  اخلاقيا وعاطفيا ؟

على الاهل تحمل المسؤولية

في هذا الاطار اهم ما شددت عليه الاختصاصية في المتابعة النفسية الجسدية شنتال خليل الى ضرورة احتضان الاهل ولدهم مهما كانت الظروف قاسية كون الطفل بحاجة ماسة الى الرعاية مما قالت  ل greenarea.info: ” اهم ما في الامرعلينا النظرالى الاسباب التي دفعت بالاهل ان يضعوا ولدهم ” داخلي ” منها  انهم قرروا رميه في المركز  الداخلي لوحده مما يشعر انهم تخلوا عنه عندها سيعاني  من نقص عاطفي  كتير مما يولد عنده جرحا في داخله يتراكم  مستقبلا مما لا يكون الشخص القائد في المستقبل  غير المستقل في قرارته  وغير الواثق من حاله دون ان يكون  لديه  اي طموح او اهداف  كما انه في المقابل علينا النظر في المركز  الرعاية الذي يأويه   حول المنهجية  المتبعة التي يتم التعاطي فيها  مع الولد الذي يعيش فيه خصوصا في حال تلقى   القصاص العنيف  الى  حد العنف اللفظي او الجسدي  او حتى  التعرض للتحرش الجنسي مما على القييمين على تلك المراكز الرعاية تشديد الرقابة عليها تجنبا  لحدوث ذلك .”

و  الجدير ذكره حسب خليل :”  المهم معرفة كيف تتم المتابعة  من قبل المشرفين  في تلك المراكز الرعاية اذا كانوا مؤهلين  في تربية الاولاد  و كيفية  التعاطي مع الولد الداخلي  كونها تمثل  جزء مهما  في حياته فضلا عن القيم الاجتماعية  التي  يكتسبها منها عدا طريقة التفكيرالتي تنطبع فيه  من تلك المراكز  لذلك  يكمن الحل  هو عند الاهل  في معرفة الاعتناء بولدهم و انه امانة  عليهم المحافظة عليها  لان  لا يجوز رميه  في مراكز الرعاية  دون اهتمام به فهو الوحيد الذي  يدفع الثمن كونه  سيعاني عندما يكبر من  نقص عاطفي خصوصا في عمر المراهقة  حيث يريد ان  يشبع الفراغ العاطفي بالمخدرات و بالانحرافات الاجتماعية . لذلك يجب ان يكون هناك وعيا عند القدوم على عملية الزواج   خصوصا عند الانجاب مما يجب  ان يكون الاهل مسؤولين لتامين احتياجات للطفل  دون ان يفكر ان اهله تخلوا عنه  و انه غير مرغوب او محبوب  من قبلهم مما تتحطم شخصيته  خصوصا ان صورته  يستمدها  من نظرة  عيون اهله له  و عندما تكون  هذه الصورة محطمة بعيون اهله تلقائيا تلك  صورته ستتحطم و يكره حاله  ممايفقده ثقته بحاله .”

ضايعة الطاسة

الا ان  الاختصاصية في المعالجة النفسية للاطفال الدكتورة ميشلين سمور  كشفت عبر greenarea.info: ” ان هذا الملف مؤلم جداعندما لا يكون الولد  مع اهله بل  داخل مؤسسة الرعاية التي لا تحتضنه  بعناية بل العلاقة مقتصره على العلاقة المهنية  و هنا تضيع الطاسة عند  الطفل حيث لم يعد عنده مرجع واحد لكي يتعلق فيه   خصوصا و ان بعض مؤسسات الرعاية  تجعل من الولد رقما  على اساسه يتم التعامل معه مما نجد بعض الاولاد  يصابون  بامراض نفسية  الى حد الانتحار عدا التحرش الجنسي و  التعلم كل انواع الادمان حيث تفلت معه كل النزوات الطفولية  و لا يجد من يضع لها ضوابط اخلاقية فضلا عن شعوره بالقسوة ان حقه ضائع بين الاولاد الموجودين في مركز الرعاية مما نشدد في هذه الحالات الاجتماعية    في ايجاد العائلة البديلة  اي التبني  حيث نجدها كثيرا في فرنسا  اي العائلة البديلة  من ام و اب مسؤولين عن  رعاية ولدهم المتبني  .”

الاهل يحتاجون الى تربية !

الى رأي الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتورعبدو قاعي ل greenarea.info:” ما نلاحظه ان اكثرية الطبقة البرجوازية  تضع ولدها  في  المدرسة الداخلية كونها تمثل لهم نوعا من الارتياح الاجتماعي مما نسميه حالة انعتاق من مسؤولية التربية  الا ان  المهم  معرفة اذا كان المحيط الذي وضع فيه الطفل جيدا وصالح للتربية و في حال يعود الى بيت اهله في الويك اند  يعني ذلك انه  ليس  بعيدا عنهم كليا  اما المشكلة تكمن بصورة افدح اذا كان الطفل لا يراهله كليا في حال  كان يتيما  ام  اهله غير ميسورين ماديا و هنا تكر سبحة الازمات النفسي عند الطفل في ظل اهل عديمي المسؤولية الذين هم بحاجة للتربية و ليس الاولاد .”

الشؤون الاجتماعية والكشف المستمر

في المقلب الاخر اوضح مدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية القاضي عبد الله احمد ل greenarea.info عن ما هية الاجراءات المتخذة لحماية الطفل الداخلي من اي اعتداء اي كان نوعه مما قال :” من المؤكد هناك رقابة على مؤسسات الرعاية  اما رعاية اطفال و ايتام و فقراء  و مشردين و غيرهم او رعاية  اطفال عندهم ذوي  احتياجات خاصة مما لدينا  عدة  انواع من مؤسسات الرعاية  منها التي يتواجد فيها المنامة و الرعاية حيث الطفل يقيم فيها  في اغلب  الاحيان يعود الى اسرته خصوصا في  الويك اند تلك المؤسسات الرعاية فيها رقابة عليها  من وزارة الشؤون  الاجتماعية  و عندما نعرف  اي في التجاوزات لا نسمح بها  حيث تكون الرقابة مشددة لكي نكون ضابطين  التجاوزات و عندما يحصل اي خطا  لا  نتساهل به  على الاطلاق  مع اي جمعية تعنى في هذا الموضوع . مع الاشارة الى انه في المقابل  هناك نوع اخر من المؤسسات الرعاية ترعى الاطفال داخل المؤسسة  من الساعة 8 الى  الساعة 6  مما يعني يعود  الطفل الى اسرته و يتلقى حنان  من اسرته   انما  في الوقت عينه يحصل على التعليم واالغذاء و الملبس هذه  الطريقة من افضل انواع الرعاية لان الطفل  يتم الاهتمام فيه داخل المؤسسة  و بعد ذلك يعود الى اسرته  محاطا بها   و تتم متابعته  من قبلها  لذلك نشدد  دائما على الرعاية داخل الاسرة  و التركيز على  المراقبة في  مركز الرعاية  حول مدى هناك احترام حق الطفل المصانة بشكل صحيح  خصوصا  في حال كان هناك اخطاء بحقه حيث نعمل للمرحلة القادمة الى  الوصول الى مرحلة ممتازة .”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This