من المتعارف عليه أن الألعاب الأولمبية أو الأولمبياد هي حدث رياضي دولي يشمل الألعاب الرياضية الصيفية والشتوية، يشارك فيه الرياضيون من كلا الجنسين في المنافسات المختلفة ويمثلون دولاً مختلفة. وينظم هذا الحدث كل سنتين في بلد معيّن.وقد وقع الإختيار هذه الدورة على اليابان، وتجرى المباريات في عام 2020.
وفي حين تتخذ الدولة المضيفة شعاراً محدداً للدورة، فإن اليابان اختارت في دورتها ان تضع البيئة في أولوباتها. وعلى هذا الأساس، فإنه لعل أبرز ما سيميز استضافتها لدورة الألعاب الأولمبية هو الحرص على الحفاظ على البيئة بكل التفاصيل، وفي مقدمتها الميداليات، التي قررت اليابان صناعتها من أجهزة قديمة تبرع بها. !
وبالتالي فإن التحضيرات بدأت منذ فترة طويلة، وعلى مدار عامين كاملين، تبرع اليابانيون بما لا يحتاجونه من أجهزتهم الإلكترونية بهدف استخدامها لصناعة الميداليات، التي سيتم إهدائها للفائزين بمسابقات دورة الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها بالعاصمة طوكيو العام المقبل.
وعبر الموقع الخاص بدورة “طوكيو 2020” للألعاب الأولمبية، وجهت اللجنة المنظمة “الامتنان لكل من تعاون في ذلك المشروع”، حيث كانت اللجنة قد أطلقت مبادرة لإعادة تدوير مكونات الأجهزة الإلكترونية القديمة لصناعة جميع ميداليات الدورة، سواء الذهبية أو الفضية والبرونزية، والتي يبلغ عددها حوالي 5000 ميدالية.
وتجاوز عدد الهواتف المحمولة القديمة التي سيتم استخدامها لصناعة الميداليات، 6 مليون هاتف،.
سعي اليابان في المساهمة على الحفاظ على البيئة لم يقتصر على صنع ميداليات رفيقة بالبيئة، حيث سيرى العالم العديد من الابتكارات اليابانية الاخرى الصديقة للبيئة مثل أرصفة قادرة على خفض درجات الحرارة وقادرة على امتصاص المياه، وطرق تحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى تخصيص مناطق باردة للمشاة بغرض الهروب من الحرارة المرتفعة خلال الصيف.
كما سيتم استعمال بلاستيك مُعاد استخدامه في ملابس العاملين والمشاركين في الدورة، والاستفادة من الخشب المُستخدم ببعض المواقع وعقب انتهاء الدورة في بناء العقارات وتصنيع المقاعد بالأماكن العامة.
وصرح مسؤول بمكتب مدينة طوكيو للبيئة بأن الأدوات المخطط استخدامها خلال دورة الألعاب الأولمبية عام 2020 يمكنها أن تكون من السمات الدائمة للمدن سواء اليابانية أو غيرها فيما بعد.
وتسعى اللجنة الدولية للألعاب الأولمبية تحقيق الاستخدام الأمثل للمنشئات القائمة بالفعل في المدينة، فضلا عن إقامة منشئات جديدة من شأنها إفادة المجتمع المحلي والحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون التي ستنتج عن إقامة الحدث الرياضي الضخم.