” صرت انسى كتير هل يعني انني خرفت ؟” كم من المرات نسمع هذه العبارة بان الذاكرة بدأت تخوننا نتيجة كثرة الضغوطات التي نتعرض لها انما الاسوأ اذا طالت كبار السن فتدخل في خانة مرض الزهايمر حيث تضافرت الجهود العالمية ولبنان ايضا في كيفية دعم المصابين به بوضع خطة وطنية انقاذية بعدما وصلت الاصابة به في لبنان إلى31 ألفاً في العام 2015 ويتوقع أن يرتفع إلى 56 ألفاً في سنة 2030 حسب ما افادنا خبراء الصحة  ان نسبة الإصابة بالخرف حالياً تبلغ 9 في المئة من كبار السن  ليبقى السؤال : كيف يمكن احتضان المصاب بالزهايمر في ظل العلاج غير الشاف ؟

التعامل مع  الخرف بدقة متناهية

في البداية يجب التوقف حول مدى معرفة التعامل مع المصاب بالخرف او الزهايمر خصوصا الاقربين له كعائلته، مما شرحت الاختصاصية في علم النفس العائلي الدكتورة ديالا عيتاني ل greenarea.info:”ان هناك نوعين من الخرف فالاول عندما  يكون المريض مازال عنده وعيا و لكنه ينسى ما يعمله  مما يشعر بعصبية من حالته  كما وانه عنده شك  بحاله  ومتعب نفسيا  اما الثاني فيكون المريض في وضع  ينسى كليا  كل ما يحيط  به عندها لا يشعر بقيمة الحياة  مما يتجه الى الانعزال  وبعصبية زائدة مع الشعور بالضياع  الى درجة انه يصاب بالاكتئاب وفي بعض الحالات الى الانتحار اذا لم يجد من يعتني به ويكون محاوطا.

مما لاشك انها مرحلة صعبة في كلا الحالتين  فلا بد من احاطته من اهله  دون تركه حيث يجب ان يخضع اهله ايضا  للعلاج النفسي العائلي لمعرفة التعامل مع مريضهم فلذلك استشارة  المعالج  النفسي مهمة في هذه المرحلة الصعبة في مساعدة المصاب بالزهايمرفي تقبل وضعه  دون وصوله الى مرحلة الانهيار النفسي  خصوصا وانه ينتابه شعور الغضب بان العالم حوله لا يفهمه مما يصاب بالعصبية  في اي عمل يقوم به  ليعبر عن ما في دخله من انزعاج نفسي. كما انه بالمقابل ان الذي يعتني به يشعر بحزن خصوصا اذا كان اهله  لا يتوقعون ان الشخص امامه مصابا بالخرف بعدما كان مهما في حياته  لذلك ضرورة الاهتمام بالمصاب بالخرف وتقبل الوضع الجديد الصعب ودعم المريض بان الحياة مازالت حلوة مع اخذه الى اماكن فيها من الترفيه  كي لا يعيش في دوامة مرضه  لان الذي يعيش الخرف يكثر من  الاسئلة  والتساؤلات  بهدف الاهتمام به اكثر متسائلا في نفسه لماذا وصل الى هذه المرحلة الدقيقة.”

الاهتمام به  ومعرفة مخاطبته

ابرز ما ذكرته الاختصاصية في التدريب الحياتية وفي البرمجة اللغوية العصبية الدكتورة دارين داوود مفرج ل greenarea.info حول  اهمية تقبل واقع المريض بالزهايمر: ” عادة  ليس لدينا قدرة على تقبل المرض  خصوصا الامراض المزمنة  حيث نفكر انها ستحصل لغيرنا ومستحيل  ان تصير الى اقرب المقربين لنا. لذلك عندما يصاب احد من افراد العائلة بمرض مزمن عندها تقع المصيبة ويبدأ الاكتئاب على جميع مستويات  في العائلة مع العلم في بادىء الامر يجب تقبل ان الانسان معرض لفكرة المرض كون جسمه البيولوجي معرض ان يكون مصابا بالسرطان او الخرف او اي نوع من  المرض فمبجرد تقبل  المرض  بحد ذاته وبحياته العائلية عندها تخف المعاناة تدريجيا  لذا على افراد العائلة ان يخففوا من توقعاتهم  من المريض كأن يقال له  “شدّ حالك خفف دلع “معتقدين في ذلك ان مثل هذه العبارة تحفز المريض  لكي لا يرضخ او يستسلم في المراحل الاولى من مرضه  ولكن في المقابل علينا نحن ان نخفف من توقعاتنا منه نظرا للتغييرات البيولوجية والهورمونية التي تمنعه  ان يكون سليما صحيا ومن هنا  ضروري ان نفصل بين الشخص ودوره في المجتمع  وانه بحجة المرض خسر اهميته بعدما كان فعالا  في منزله  ولكن  في الحقيقة لم يخسر شخصيته مهما كان وضعه وعندما نتمكن  من هذه النقاط  عندها نعامل الانسان انه كتلة مشاعر بحاجة  الى عطف وحنان لكي يتخطى  الاوقات الصعبة التي فيها وجع  خصوصا وان المريض  المصاب بالخرف ربما محظوظ  لانه غير موجوع  بل ناسي الواقع الذي يعيشه  وعلى اهله تقبله مثل ما هو وعلى  الطبيب المعالج  ان يساعد الاهل  في  معرفة التعامل مع مريضهم حسب مرحلة المرض ودرجة وعيه.”

مريض الزهايمر يحق له ببطاقة من “الشؤون”

في المقلب الاخر هل من حلول ناجحة لحماية المصاب بالخرف و احتضانه ؟ مما  توقف عند ذلك الاختصاصي في طب الشيخوخة الدكتور نبيل نجا عبر  ل greenarea.info:”ان الاصابة بالخرف او الزهايمر تعتبر اعاقة حيث  يحق للمريض ان يطلب  بطاقة  اعاقة من وزارة الشؤون الاجتماعية للحصول على بعض التقديمات  مثل حصول الحفاضات مجانا و كرسي متحرك او اعفاء له من ضريبة البلدية فضلا عن سيارة خاصة به  كما وانه بالمقابل وفق ما طلبته الامم المتحدة  من كل  دولة بينها لبنان في التحضير لخطة وطنية في كيفية التعامل مع ظاهرة الزهايمرحيث بدأت وزارة الصحة التحضير لها كون مرض الخرف يزيد بسرعة رهيبة في لبنان وعلينا ان نكون مجهزين لها كون الانسان بات  يعيش  اكثر مما يزيد الزهايمرعند كبار  السن  حيث من المتوقع في ان نصل  خلال عشر سنوات الى 50 الف حالة  من الخرف. وبما انه ليس هناك من دواء شاف للمرض عندها علينا التركيزعلى طريقة  التعامل مع المريض المسنّ واحتضانه  كون عدد المراكز التي تحتضنه لا تكفي للاصابات الكثيرة  بالخرف فضلا عن التغيير الديموغرافي والاجتماعي حيث كتير من العائلات في لبنان اولادها في الغربة  مما لا يجدون من يهتم بهم و هناك قسم اخر غير متزوجين واخرين ليس عندهم اولاد. من هنا اهمية التعامل مع المريض  المسن ووضع خطة  في كيفية التصرف تجاه هذه الظاهرة لان اذا لم توضع خلال السنوات القادمة عندها  نسمع بالمريض يموت في بيته ولا احد يسمع فيه ومنهم  من ينتحرون اذا عندهم ظروف عائلية واجتماعية قاهرة لذلك المهم ايجاد خطوات استبقاقية لهذه الازمة الاجتماعية للحد منها .”

الى رأي الاختصاصي في الطب النفسي  الدكتور شارل بدورة  لgreenarea.info :”ان عوراض الخرف نفسية اما الاصابة في الاكتئاب  اما  يكون طباعه سلبي مما  يؤثرا ذلك نفسيا ليكون  العلاج مضاعفا  خصوصا وان العوراض النفسية  تكمن في الاصابة بالانهيار النفسي والشراسة  واضرابات نفسية في الطبع والمزاج  مما نستطيع معالجتها الا ان الاهم ما يجب التوقف عنده  بدلاً من ان يدفع الاهل  كلفة دواء الخرف  لمريضهم عليهم احتضانه  اكثر في المنزل  لان العلاج يقتصر فقط  على العوارض  النفسية مع اهمية توعية للناس كيف يبدأ الخرف  لكي يستطيعوا معرفة  الاهتمام  والتعامل مع المريض بالزهايمر واكتشافه  باكرا   للحد من تفاعلات العوارض النفسية عليه .”

دورات تدريبية للتعامل مع الخرف

الا ان الابرز ما شدد عليه  الاختصاصي في الطب النفسي الدكتورجورج كرم  لgreenarea.info :” بعدما اعلنت وزارة الصحة الموافقة على الخطة الوطنية لمساعدة المصابين بالزهايمر تحت اطار لنعمل سويا على خطة 2020  عندها توضع سياسة صحية  لها علاقة بالخرف حيث تكثر النشاطات في هذا الخصوص فضلا عن ان المستوصفات التابعة للدولة يجب تزويدها بفريق متدرب  يعرف ماهية الخرف للتوعية  لان كلما استطعنا  تشخيص  المرض باكرا كلما يتم معالجته  بصورة افضل  وبالتالي مساعدة  المريض لان هناك خوف  من ان يقدم الى  الانتحار التي نسبته قليلة في لبنان  لان المشكلة التي نواجهها اليوم انه ليس هناك  من توعية عن الخرف خصوصا في المستوصفات  لذلك بات تدريب فريق العمل امر ضروري ليس فقط في اعطاء الادوية مجانا بل في مساعدة  العائلات التي تهتم بمريض الزهايمر اي الخرف كونه يحتاج الى  الصبر  و طول البال لان الاهتمام به على درجة  كبيرة من الصعوبة كمن يسال السؤال عشر مرات  او يضع اغراضا ليس في مكانها  كل نتيجة مرضه و في الوقت  نفسه علينا دعم كل من يعتني بالمريض في تبرير عطلته عن العمل  حيث جهزنا دورات توعية مجانية في الجمعية لمساعدة مريض الزهايمرالذي يصاب بالعصبية الزائدة   التي تصل نسبتها  الى 80 % لذا  ضروري فهمه  كون السبب  الاساسي للعصبية ان هناك في المحيط يعصبه  ولا يستطع  التعبير عنه .”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This