انها ترسم المعالم الاثرية التاريخية في اي بلد لتعكس مدى حضارته والمحافظة عليها بات امر ضروري. انها المغاور في لبنان تحتاج اليوم لمن يحميها من مغارة المتعدين عليها من التلوث ليجعل جوف المياه في خطرفي حال لم تتخذ التدابير اللازمة لحمايتها ومن العبث بها عشوائيا دون تشديد الرقابة عليها بل نجدها متروكة لمصيرها حفرت في داخلها اثار تعديات الانسان عليها. لذلك اليوم بات الامر ملحا في اتخاذ القرار الصارم من الدولة للحد من العبث بالمغاور خصوصا اذا استعملت للسياحة البيئة ولم نجد من يحاوطها بالصيانة والرقابة الجدية عليها فضلا عن عشوائية بناء السكن بالقرب من المغاور دون وضع خطة مدروسة للحد من تشوهها بل نجدها مهملة عن سابق تصور وتصميم ليطرح السؤال نفسه : اذا لم نحافظ على المغاور كيف يمكن ان نحافظ على البيئة في لبنان وسط ارتفاع درجات التلوث دون معالجة في ظل اتباع سياسة الترقيع ؟
هوية المغاور البيئية
هل تعلم ان 70% من الأراضي اللبنانية تتألف من الحجارة الكربونية، تشكلت بين منتصف العصر الجوراسي والعصر الفجري، مع وجود الحجر الجيري من العصر الجوراسي في بعض المناطق، خاصة في الجنوب. حسب المعلومات انه توجد الصخور البازلتية في عدد قليل من الأماكن، خصوصا في عكار في شمال لبنان وقد نحتت الطبيعة والزمن في الجيولوجيا اللبنانية تشكيلات وأعداد من المغارات والكهوف مما يقدرعددها منها حوالي 700 مغارة بأشكال وأحجام متفاوتة منها مغاور كوادي قنوبين، التي تصل لخمسين مغارة مما تنتشر عبر جبال لبنان حيث تجذب الكثير من المهتمين والباحثين والجيولوجيين والسياح في إطار سياحة جبلية في لبنان تتوفر على عدة مؤهلات طبيعية وثقافية يمكن أن تتعدد وظيفتها السياحية، من السياحة البيئية والايكولوجية وجذب الباحثين العلميين في علم الجيولوجيا وعلم الأركيولوجيا وعلوم لأرض.
الحد من الاضرار في المغاورة
امام اهمية المغاور سواء على صعيد تعزيز السياحة البيئية والحفاظ على جوف المياه وكيفية المحافظة عليها من اي تعديات اي كان نوعها، لا بد من الحفاظ عليها ضمن الشروط البيئة اللازمة حيث تحدث أحد مؤسسي للجمعية اللبنانية لدراسة المغاور بدر جبور جدعون ل greenarea.info :”نحن نمد يدنا الى كل الفعاليات كما فعلنا سابقا حيث انجزنا عدة اعمال مأهولة لتقليل الاضرار وتحجيمها في المغاور. فصحيح اننا لسنا اصحاب القرار بل نحن الجندي المجهول حيث نعمل وراء الكواليس بهدف المنفعة العامة في الحماية المستدامة لفترة اطول مما وجدنا الحلول تعلمناها في بحر السنين ومن وراء المؤتمرات العالمية التي شاركنا فيها كما وانه اكتسبنا خبرتنا من سنوات على مدى 25 سنة صار بامكاننا ان نعرض مشاريع داخل المغاور من دون التأثير على البيئة الداخلية حيث لعبنا دورا مهما في تقليل الاضرار وتحجيمها وبتنظيم التدهور الموجود في المغارة وان اي مغارة نخرج منها المياه فسيكون بالاتفاق مع الدولة فضلا عن اننا اعطينا للمغارة المنحى السياحي بهدف نمو فكرة السياحة البيئية المنظمة لخلق مشاريع لاهل الضيعة. كما شجعنا السياحة الرياضية في المغارة وتسهيل تنظيم التنقل بداخلها بهدف تخفيف الضرر فيها لان دخول الانسان الى المغارة يسبب مشاكل عدة كضرورة منع تحويل المياه الاسنة الى المياه الجوفية او رمي النفايات الى المعلم الاثري القريب من المغارة لذلك اي مشروع محلي منظم سواء في الدخول والخروج اليه ان لا يسبب اضرارا ضخمة.”
تحديد مكامن الهدر
من جهة اخرى اوضحت المهندسة المعمارية والاختصاصية في الترميم و الابنية القديمة وسابقا منقبة للمغاور الدكتورة اوسامة كلاب ل greenarea.info :”رغم كل شيء مازلنا نحافظ على بعض المغاورفي لبنان حيث ان هناك طبقة عازلة على الف متر تقريبا والينابيع غير ملوثة على مستوى مرتفع اذ ان المشكلة التي نعاني منها اليوم تكمن عندما يكون هناك سكن فوق المغاور وحفر الابار عشوائيا تؤثر على معالم المغارة. الجدير ذكره ان الجرد العالي مازال غير مسكونا الا ام هناك خطر يهدده من كثرة المشاريع السكنية حوله ستؤثر في ما بعد على المغاور . كما وانه بالمقابل ما يجب معرفته ان هناك في لبنان شبكة مائية غير منظورة من الضروري الحفاظ عليها بدل التركيز على السدود الكبيرة. من هنا اهمية ان نعرف اين مكامن الهدرفي المياه وان الناس ايضا مشاركة بالتلوث. كما يجب التوقف عند موضوع السياحة البيئية فهل هي فعلا كذلك ومدروس فيها الاثر البيئي لان ما نلاحظه عندما بدا الناس يزورون المغاوربتنا نجد فيها التلوث واغراض مرمية، لذلك التوعية ضرورية لدى الناس حول اهمية معرفة ان المغاور رصيد مهم في لبنان فاذا تعرضت للتشوه لن تعود كما هي خصوصا و ان هجمة بعض السواح على زيارة المغاور باتت تستبيح كل شيء فيها فضلا عن قيام حلقات توعية في المدارس حول اهمية المحافظة على المغاور كون لها قيمة كبيرة مائية و تاريخية و اثرية .”
لبنان يهمل بيئته
بدورها رأت الخبيرة في البيئة الدكتورة فيفي كلاب ل greenarea.info انه :” اذا لم نحافظ صحة على الناس وعلى المياه التي نشربها والانهار وعلى الشاطىء من التلوث ولا حتى على الاشجار وايضا على بواليع المياه فكيف سنحافظ على اي تراث عندنا في لبنان وعلى اهمية المغاور الاثرية مما نشعر بحزن عميق نتيجة الاهمال في المحافظة على البيئة دون وضع اي استراتيجية او خطة فاعلة للحد من الفلتان والتدهور البيئي وتداعياته على صحة الانسان .”
اما الخبير في الجيولوجيا الدكتور ولسون رزق ل greenarea.infoفاعتبر انه :” للاسف هناك عدة مغاور مهمة في لبنان جرى تخريبها و استعملت لاغراض تجارية كما وانه بالمقابل هناك مغاور تلوثت واخرى استعمل في داخلها للزينة والديكور اما المغاورالتي مازالت محافظة على وضعها فانها نادرة و بدل المحافظة على ما تبقى من مغاور وان تكون في يد الجهات الرسمية تشرف عليها نجد البعض منها مهملة دون عناية مع العلم ان لها قيمتها الاثرية في لبنان .”