شهد العالم منذ أيام أشهر كارثة بيئية دولية بعد أن استعرت حرائق غير مسبوقة في غابات الأمازون المطيرة، وتصاعدت خلال شهر أغسطس/آب الماضي، ما أثار قلق وغضب المجتمع الدولي الذي دعا إلى تضافر الجهود لإنقاذ “رئة العالم” من الاحتراق.وقد أصبحت التأثيرات الاقتصادية والبيئية لحرائق الغابات تستحوذ على اهتمام دولي كبير، لما تشكله من تهديدات للتنمية المستدامة، والأنظمة الإيكولوجية، وما تسببه الحرائق أيضا من تخفيض قدرة الغابات على تنحية غاز الكربون، فمسألة حماية وإدارة الغابات لم تعد شأنا محليا بالنسبة إلى الحكومات الوطنية، بل أصبحت محور الاهتمامات الدولية ومحل مناقشات واتفاقات ثنائية متعددة.لذا اجتذبت حرائق غابات الأمازون في البرازيل الاهتمام الدولي، لأهميتها في الحفاظ على التوازن البيئي في العالم، حيث توافق زعماء دول العالم الصناعية الكبرى في اجتماعهم الطارئ في باريس على خطورة استمرار الحرائق الناجمة في البرازيل، واعتبارها كارثة بيئية كبرى لها تداعيات جسيمة على العالم .
وفي حين تغطي الغابات نحو 31% من مساحة الكرة الأرضية، وهي ضمن النظم الإيكولوجية الأكثر تنوعا واتساعا على وجه الأرض، حيث يعتمد أكثر من 1.6 مليار نسمة عليها في معيشتهم، ويسكن بها أكثر من 300 مليون نسمة حول العالم… أظهرت بيانات حكومية جديدة أن التصحر في غابات الأمازون المطيرة في البرازيل اتسع هذا العام لأقصى حد منذ ما يربو عن عقد فيما يؤكد حدوث زيادة حادة في ظل قيادة الرئيس اليميني جايير بولسونارو.
وقال المعهد الوطني لأبحاث الفضاء، وهو الوكالة البرازيلية لأبحاث الفضاء، إن التصحر أتى على مساحة 9.762 كيلومتر مربع بزيادة نسبتها 29.5 في المئة على مدار 12 شهرا حتى يوليو تموز 2019.
وهذا أسوأ معدل للتصحر منذ عام 2008 فيما يزيد الضغوط على السياسة البيئية لبولسونارو الذي يفضل الاستغلال الاقتصادي لمنطقة الأمازون.
والأمازون هي أكبر غابة استوائية مطيرة في العالم، ولها أهمية بالغة في مكافحة تغير المناخ بسبب الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها.
وأثارت المخاطر التي تهدد الغابة قلقا عالميا في أغسطس آب عندما اندلعت الحرائق في الأمازون.