ما اقسى مشهدية العنف الذي يمارسه الطفل على الحيوان الاليف خصوصا وان هذه الظاهرة اذا صح القول قد انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي في تصوير الطفل يعنف هرّ ام كلب وكأن في ذلك نوعا من الافتخار،مع العلم ان هذا المشهد يمس في صلب الشعور المرهف الا ان المشكلة تكمن اذا فقد هذا الاخير عند الطفل عندها يقع في دائرة الخطر لينقله من التلذذ في تعنيف الحيوان الاليف الى مرحلة القتل وهنا الخطورة اذا لم يعرف اهله كيف يحاوطونه انما الاسوء اذا تعلمّ التعنيف من اهله ليطرح السؤال نفسه : ماذا يمكن فعله لانقاذ الطفل من هواية التعنيف اذا اكتسبها من اهله ؟
عدوى انتشار ممارسة العنف عند الاطفال
في هذا الاطار ابرز ما توقف عنده الاختصاصي في الطب النفسي للاطفال الدكتور نزار حجيلي ل greenarea.info :” ان ممارسة الطفل العنف على الحيوان الاليف له عدة اوجه منها وراثية او في تربيته حيث يتأثر بشخص ابيه ان كان مجرما ام مسجونا ام في تعامله تجاهه الى حد تقليده في تصرفاته، واخر يتعلق بشخصيته حيث تظهر عندما يكبر مما يكون فاقد الحنان ولا يشعر بالذنب في اي عمل يقوم به من سوء او عنف على الاخر حيث يترجمه في عدة عوارض منها العنف على الحيوانات او على الخادمة في المنزل وكل شخص اضعف منه مما تزيد مشاكله في المدرسة فتسمى حالته بالسلوك غير الاجتماعي والعنفي .”
واضاف الدكتور حجيلي :” اما من جهة التلذذ في تعنيف الحيوانات فانها مسالة خطرة تتعلق بشخص الطفل خصوصا اذا كان لديه ميلا لذلك والذي يزيده في هذا الشعور الالعاب على الانترنت وما تتضمن من اساليب تعنيف فضلا عن الافلام المعنفة. في المقابل فقد نجد طفلا فيه من الاحساس المرهف يرفض التعنيف ولا يحبذ المشاهد المعنفة في الافلام. لذلك نشدد على اهمية المعالجة بما يسمى العلاج العائلي اي انه يبدا من حسن تربية الاهل الى معالجة الولد المعنف واحيانا نلجا الى المعالجة بالادوية في حال بدأ ممارسة العنف في المنزل من تكسير في اثاث المنزل الى ما هنالك والجدير ذكره ان انتشار فيديو تعنيف الطفل للحيوان الاليف يصبح على شكل موضة بين الاطفال في تقليد بعضهم البعض في ممارسة العنف مما لا بد هنا رفع الوعي والتركيزعلى التربية وعلى معرفة الجينات الوراثية عند الولد للمعالجة المسبقة كي لا يقدم الطفل الى خطوات فيها الكثير من الخطورة على الحيوان الاليف .”
العقاب و الاصلاح
بدوره اوضح الاختصاصي في الطب النفسي ومؤسس في مدرسة الوعي الدكتور انطوان سعد لgreenarea.info : “ما نلاحظه اليوم ان الانسان لم يعد يتحمل نفسه مما يعكس ذلك في اذية غيره خصوصا الاضعف منه كونه غير قادر ان يؤذي نفسه مما “يفش خلقه” باضعف منه انما الخطورة تكمن اننا بتنا نواجهها عند الاولاد يقلدون اكبرمنهم في التصرفات اي بات الولد الصغيرعندما يرى سلوك معين يعمل مثله غير واعي لذلك دون ان يعرف ان يميز بين الصح والخطا حيث انه لم يعد هناك من تربية في احترام النبات والحيوان والانسان معا مما نجد التعدي عليهم من دون محاسبة وهذا ما يفسر ان المجتمع اللبناني جاهل فلا عجب ان نجد الولد يمارس التعنيف على غيره مما نشدد الى انه لا بد من تحويله الى اصلاحية لكي يعوض بهذه الاساءة بخدمة اجتماعية كالاعتناء الانساني للحيوان او تنظيف شارع ما او ان يعمل اي خدمة لكي تبث فيه روح الانسانية اما اذا لم يحصل التجاوب يجب ان يحاسب على اي عمل يقوم به كي لا يكرره او وضعه في سجن كعقاب حسب عمره .اما في ما يتعلق بالاهل فيجب محاسبتهم الى حد سجنهم اذا لم يفعلوا اي شيء تجاه تصرفات ولدهم الذي يمارس التعنيف على الاخر حيث يتحملون جزءا من المسؤولية . فكم من المرات نسمع من الاهل بالقول لولدهم اذا احد وجه لك اساءة لا تتركه بل عليك ملاحقته بالاذى فلا عجب ان نراه يلحق الاذية بالحيوان الذي هو اضعف منه حيث تخلى عن وعيه لكي يتصرف بشكل غرائزي لان كل شخص يقوم بعمل اذية يكون قد تخلى عن انسانيته وفق لتصرفاته .”
التعنيف مرض نفسي
اما الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ايفي شكور فرأت عبر ل greenarea.info:” ان التعنيف اي كان يكون جسديا ام لفظيا ام صمتيا واقتصاديا ام على التصرفات وعلى الحيوانات ام على الانسان جميعها تصب في المصدر نفسه الا وهو التعنيف الذي هو نتيجة مرض نفساني داخلي عند الانسان وهذا المرض يتطور لكي يصبح اصعب الى حد الاذية وصولا الى القتل لذلك كل طفل يعنف الحيوان الاليف فانه يحتاج في اسرع ما يمكن الى المعالجة لان قد يؤدي به الى تعنيف البشر الى حد القتل فالذي يقتل الحيوان او يمارس عليه الاجرام او التعنيف يعتبر غيرسليم نفسيا .”
المهم تربية الاهل لولدهم
في المقلب الاخر رأت المستشارة في الصحة راشيل بطيش عبر ل greenarea.info :”ان تعنيف الطفل للحيوان الاليف له عدة ابعاد اما ان يكون متأثرا باهله كون التربية هي الاساس في المنزل بتوجيه الاهل للابنهم اذا كان هناك حوار في ما بينهم وتخصيص له الوقت الكاف في الاستماع اليه عندها يستطيع تخطي ازمته اما اذا كان الولد غير متمكن في منزله عندها يتاثر بالمجتمع وما يقوم به اصحابه خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي كونه مثل الاسفنجة يتأثر بكل شيء يتلقاه لذلك على الاهل تحمل المسؤولية الكبرى في حماية طفلهم في ظل المصاعب التي يواجهها في المجتمع لان اذا لم يكن هناك من تأسيس له بشكل صحيح في منزله عندها سيتجه الى وسائل اخرى لكي يتعلم منها و التي قد تكون سيئة مما نشدد على اهمية الانتباه الى ابنهم و اعطاءه الوقت الكاف و اذا كانوا غير مؤهلين لذلك هناك برامج عدة تثقيفية للاهل لحسن تربية اولادهم .”
الى الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور برنار جرباقة ل greenarea.info الذي تساءل قائلا:” كيف يتم تربية الطفل الذي يمارس التعنيف اذا كانوا اهله السبب في سوء التربية ؟ ان الذي يتعامل بهذا الاسلوب المؤذي على الحيوان الاليف فيعامل الانسان ايضا في الطريقة نفسها لذلك لا عجب ان يأخذ الطفل العدائية من اهله مما نعمل حاليا الى مشروع الحث التربوي الابوي كاول مدرسة و الاساس لحياة الطفل .”