لقي 21 شخصا على الأقل حتفهم في أقوى زلزال شهدته ألبانيا منذ عشرات السنين وهز العاصمة تيرانا وغرب وشمال البلاد يوم الثلاثاء مما أسفر أيضا عن انهيار مبان ودفن سكان تحت الأنقاض.
وفر سكان، بعضهم يحمل أطفالا، من مبان سكنية في تيرانا وميناء دوريس غربا بعد الزلزال الذي بلغت قوته 6.4 درجة ووقع قبيل الساعة الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي (0300 بتوقيت جرينتش).
وأعقب الزلزال الرئيسي 100 هزة ارتدادية اثنان منها بقوة خمس درجات.
وفي بلدة ثوماني الشمالية القريبة، كانت ماريانا جويكا (48 عاما) نائمة في شقتها في الطابق الرابع من مبنى مكون من خمسة طوابق عندما دمر الزلزال سطح المبنى.
وقالت جويكا التي كانت طفلة من أقاربها تبلغ من العمر ثلاث سنوات بين أربعة أشخاص في الشقة عندما وقع الزلزال ”انهار السقف فوق رؤوسنا ولا أعرف كيف نجونا. ساعدنا الرب“.
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن مركز الزلزال كان على بعد 30 كيلومترا غربي تيرانا وشعر به سكان منطقة البلقان ومنطقة بوليا بجنوب إيطاليا.
وبعد الزلزال بساعات، قال مراقبون إن زلزالا قوته 5.4 درجة هز البوسنة وكان مركزه على بعد 75 كيلومترا جنوبي سراييفو. ولم ترد تقارير عن إصابات حتى الآن.
وقال مسؤولون إن السلطات انتشلت 13 جثة من أسفل مبان انهارت في دوريس، ميناء ألبانيا الرئيسي والمقصد السياحي، مضيفين أنه جرى انتشال 44 شخصا أحياء من تحت الأنقاض.
وبعد محنة استمرت 14 ساعة، انتشلت الشرطة امرأة حية عمرها 30 عاما من تحت أنقاض مبنى مؤلف من ستة طوابق في دوريس بعد ساعتين من انتشالها جثة ابنتها البالغة من العمر ثماني سنوات.
وتشهد ألبانيا، الواقعة على البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني بين اليونان ومقدونيا، أنشطة زلزالية متكررة.
وهز زلزال بقوة 5.6 درجة البلاد في 21 سبتمبر أيلول مما أسفر عن وقوع أضرار بنحو 500 منزل وتدمير عدد آخر. وقالت وزارة الدفاع في ذلك الوقت إنه أقوى زلزال تشهده ألبانيا منذ 30 عاما.
وتظهر صور المباني المنهارة أو المتضررة في المناطق الحضرية أن زلزال يوم الثلاثاء كان أقوى من زلزال عام 1979 الذي دمر ضاحية في بلدة شمالية. ولم يتسبب الزلزالان السابقان في سقوط قتلى.
وألبانيا هي أفقر دولة في أوروبا ويقل متوسط دخل الفرد فيها عن ثلث متوسطه في دول الاتحاد الأوروبي وفقا لبيانات مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات).
”كل شيء كان يتساقط“
في ثوماني انتشلت السلطات سبع جثث، اثنتين منها لأم وابنها، من بين أنقاض مبنى سكني كما توفي رجل في بلدة كوربين عندما أصيب بنوبة فزع وقفز من مبنى.
ويشارك عمال الإطفاء ورجال الشرطة والمدنيين في إزالة أنقاض المباني المنهارة التي حاصرت الناس في ثوماني.
وأغلب المباني المنهارة كانت مبنية بالطوب.
وقال مراسل رويترز إن شخصين سُحبا من تحت الأنقاض في ثوماني بعد أربع ساعات من وقوع الزلزال ويقول الأطباء إنهما في حالة سيئة.
ووصف أحد سكان تيرانا لرويترز ما حدث لشقته في الطابق السادس من مبنى سكني قائلا ”كل شيء في المنزل كان يتساقط“. وأضاف ”استيقظنا بسبب الهزات السابقة لكن الأخيرة هزتنا تماما“ في إشارة إلى عدد من الهزات الأضعف التي وقعت خلال الساعة السابقة للزلزال.
وقال عمال الإغاثة لوسائل إعلام محلية إن من بين القتلى سيدة عجوز حمت حفيدها بجسمها.
وقالت وزيرة الدفاع أولتا جاتشكا إن 135 شخصا أصيبوا. وأضافت أن مركز الزلزال كان في دوريس ووقعت 100 هزة ارتدادية بعده. وقالت إن 72 شخصا نقلوا للمستشفى.
وأضافت الوزيرة أثناء سحب القوات أحد الضحايا من تحت أنقاض فندق في دوريس ”دوريس وثوماني هما الأكثر تضررا، وتتواصل فيهما أعمال الإنقاذ عند المباني المنهارة“.
وأرسلت إيطاليا وفرنسا ورومانيا وتركيا واليونان وكرواتيا معدات إنقاذ متخصصة، كما أرسلت كوسوفو المجاورة وحدة خاصة تصحب كلابا لتعقب الأثر، في حين أرسلت صربيا 13 عسكريا.
وذكر رجل مصاب بجرح في خده لشبكة تلفزيون نيوز24 أن ابنته وقريبة له محاصرتان وسط أنقاض مبنى سكني.
وقال ”تحدثت مع ابنتي وقريبتي على الهاتف. قالتا إنهما بخير وتنتظران إنقاذهما. لم أتمكن من الحديث مع زوجتي. هناك أسر أخرى لكن لم أتمكن من الحديث مع أحد منها“