لا عجب في أن التغيّر المناخي بات يهدّد مختلف دول العالم، ورغم وجود من ينكره، إلا أن واقع الحال يظهر وسع التداعيات غير المحمودة. في هذا الإطار، وإذ ينشغل بعض قادة العالم بالتفكير بسياسات تنموية طويلة المدى تساهم في الحد من الإنبعاثات المسببة بالدرجة الأولى للإحترار المناخي، خرج المواطنون في تظاهرات واحتجاجات في استراليا وأوروبا يطالبون بمزيد من التحرك لمكافحة تغير المناخ بهدف الضغط على الزعماء السياسيين للتوصل إلى حلول عاجلة في مؤتمر للأمم المتحدة الذي يعقد الأسبوع المقبل.
وفي حين يشكل الأوروبيون العدد الأكبر، فقد أفادت دراسة لبنك الاستثمار الأوروبي أن نصف الأوروبيين تقريبا يخشون تغير المناخ أكثر من خسارة وظيفة أو التعرض لهجوم إرهابي، بينما أعلن نواب الاتحاد الأوروبي “حالة طوارئ مناخية”. ويهدف التصويت الرمزي للنواب إلى الضغط من أجل التحرك لمواجهة الاحتباس الحراري خلال قمة مقبلة للأمم المتحدة.
وأظهر المسح الذي أجراه البنك وشمل 30 ألف شخص من 30 دولة، بينها الصين والولايات المتحدة، أن 47 بالمئة من الأوروبيين يعتبرون تغير المناخ التهديد الأول في حياتهم، متفوقا على البطالة والهجرة واسعة النطاق والمخاوف المتعلقة بالإرهاب. وقالت إيما نافارو نائبة رئيس بنك الاستثمار الأوروبي المسؤولة عن التحرك بشأن المناخ والبيئة ”المواطنون الأوروبيون قلقون بشدة من تغير المناخ وتأثيره على حياتهم اليومية ومستقبلهم“.
والبنك المملوك لحكومات الاتحاد الأوروبي هو أكبر مؤسسة دولية للإقراض العام ويضطلع بمهمة تمويل الاستثمار المرتبط بتغير المناخ الذي يمثل أولوية للمفوضية الأوروبية الجديدة.
وأظهر المسح، وهو الأول في أربعة مسوح يعتزم البنك إجراءها، أن مستوى القلق بشأن تغير المناخ أعلى في الصين من الاتحاد الأوروبي، إذ يعتبر 73 بالمئة ممن شاركوا في المسح أنه أكبر تهديد للمجتمع، مقابل 39 بالمئة في الولايات المتحدة، حيث يشعر معظم الناس بقلق أكبر إزاء الفرص المتاحة في الخدمات الصحية.
وجاء في الدراسة ”في المجمل يرى 82 بالمئة من الأوروبيين أن لتغير المناخ تأثير على حياتهم اليومية، وهو اعتقاد يرتفع إلى 98 بالمئة في الصين و76 بالمئة في الولايات المتحدة“.