يلتقي القادة السياسيون وسفراء المناخ في العالم، لمدة أسبوعين في العاصمة الإسبانية مدريد؛ لمناقشة القضايا التي أصبحت تنذر بأزمة تهدد كوكب الأرض. ويرى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن «نقطة اللاعودة لم تعد بعيدة عن الأنظار» وقد تكررت تلك الرسالة على ألسنة المتحدثين بعد افتتاح المؤتمر. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر إن على البشرية أن تختار بين “الأمل” في العيش في عالم أفضل من خلال التحرك أو “الاستسلام”.
وقال غوتيرش – مخاطباً ممثلي نحو 200 دولة موقعة على اتفاقية باريس، وبينهم نحو 40 رئيس دولة وحكومة: “هل نريد حقًا أن يصفنا التاريخ بأننا الجيل الذي حذا حذو النعامة، الذي كان يتنزه بينما كان العالم يحترق؟”.
تقول منظمة “انقذوا الأطفال” إن الصدمات المناخية جعلت الملايين في أفريقيا يواجهون المجاعة. وتفيد المنظمة بأن 33 مليون شخص يعيشون، اليوم، دون حاجتهم الدنيا من الغذاء بسبب الأعاصير والجفاف. وتقول إن ما تسميه “الصدمات المناخية” يهدد عشرات الملايين من الأشخاص في شرق آسيا وجنوبها.
وتضيف المنظمة أن الفيضانات، وانجراف التربة، والأعاصير جعلت 33 مليون شخص، أكثر من نصفهم أطفال، يعيشون دون حاجتهم الدنيا من الغذاء . وتفاقمت ظروف هؤلاء بعدما تعرضت القارة الأفريقية إلى اثنين من أقوى الأعاصير في التاريخ خلال أسابيع فقط؛ إذ عصف إعصار إيداي بكل من موزمبيق وزيمبابوي ومالاوي في مارس/ آذار. وبعد ستة أسابيع تعرضت موزمبيق أيضا إلى إعصار كينيث، الذي أصابت فيضاناته الملايين.
كان يفترض أن تعقد قمة المناخ 25 في تشيلي، لكن الحكومة ألغتها بسبب الاضطرابات التي تعصف بالبلاد منذ أسبوعين. وبادرت إسبانيا بتنظيم الحدث، الذي يشارك فيه 29 ألف شخص على امتداد أسبوعين من المحادثات. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، في مداخلته عشية انعقاد القمة، قد قال إن الأزمة المناخية أصبحت وشيكة ولابد أن يتحرك القادة السياسيون. وأضاف أنه “خلال الشهور الـ12 المقبلة يتعين علينا أن نحقق المزيد من الالتزامات الوطنية، خاصة أكبر الدول المسببة للاحتباس الحراري، حتى نشرع فورا في تقليص انبعاث الغازات الدفيئة، بوتيرة تسمح لنا بالوصول إلى الصفر، بحلول عام 2050”. وتابع يقول: “علينا بكل بساطة أن نتوقف عن الحفر والتنقيب، وأن نستغل الفرص المتاحة لنا في الطاقات المتجددة والحلول البيئية المتوفرة”. وقد وقعت أغلب دول العالم على اتفاقية باريس للمناخ وصدقت عليها. وعلى هذه الدول، وفق بنود الاتفاقية، أن تقدم التزامات جديدة قبل نهاية 2020.
يستمر المؤتمر، الذي يحضره القادة السياسيون وسفراء المناخ في العالم، لمدة أسبوعين في العاصمة الإسبانية مدريد، لبحث لمناقشة القضايا التي أصبحت تنذر بأزمة تهدد كوكب الأرض.
يعد مؤتمر مدريد نقطة البداية لسلسلة من المفاوضات الحادة التي تتواصل لمدة 12 شهرا وتنتهي بقمة غلاسغو للمناخ 26، المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام المقبل. ويُتوقع أن يحضر مؤتمر مدريد، 50 من قادة العالم، ولكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سيكون غائبا. وستحضر رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، المؤتمر برفقة وفد برلماني. ورحب الناشطون في مجال المناخ بحضور بيلوسي، ولكنهم طالبوا الولايات المتحدة بخطوات ملموسة. ويقول جون سو، الذي يعمل في المركز الأمريكي للتنوع الإحيائي، إن “حضور رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، مؤتمر مدريد بدلا من ترامب له قيمة معنوية، ولكنه لا يحل محل القرارات الشجاعة”. ويضيف أن “الولايات المتحدة تاريخيا من أكبر الدول تسببا في الأزمة المناخية العالمية، وحتى السياسيون الديمقراطيون لم يتلزموا بتحمل حصتنا من المسؤولية”.