لقد بات همّ  اللبناني ليس فقط تأمين معيشته وازمة السيولة، بل الهمّ الاكبر اذا اصيب بمرض ما  فهل سيستطيع ان يتعالج ويؤمن له الطبابة والاستشفاء  في ظل صرخة قطاع صحي وصلت الى الخط الاحمر في صعوبة تأمين المعالجة لاي مريض الا في حالات الطارئة كعمليات العظم والدماغ وشرايين القلب، كونها تعرّض حياة المريض للخطر؟ كما وان عدد العمليات الجراحية قد تراجع، حتى ان المعاينة الطبية صارت على “واتساب”  وان  اسرة المستشفيات بدت خالية من  عدد مهم من المرضى  خصوصا ان هذا الجو القاتم  طبيا  قد اثر على عمل  العاملين في القطاع الصحي على صعيد  رواتبهم، مما ينعكس ذلك على طبيعة الخدمة الطبية .مما تكر سبحة الاسئلة “الى اي مدى سيستطيع اللبناني الصمود في ظل حصاره ليس فقط اقتصاديا ومعيشيا بل طبيا  حيث تشير المعلومات الى ان بعض أنواع أسطرة القلب لم تعد موجودة وكذلك بالنسبة لمستلزمات العظم  مما يجعل حياة المريض ع كف عفريت الازمة دون حل ؟!

ليس كل ما يشاع صحيح !

امام هول الازمة الاقتصادية وانعكاسها على الشق الصحي والتخوف من انقطاع المستلزمات الطبية  او الادوية او ما شابه  باتت تؤثر على حياة المريض  في حال اراد ان يدخل المستشفى صار يعد للعشرة خوفا  من ان لا يجد من يطببه، والاسوء ان الادوات الطبية للعلاج ربما تكون غير متوفرة مما اثر ذلك حول تراجع العمل الطبي  وحتى ايضا على عدد اجراء العلميات الجراحية  التي تراجع عددها يوميا مما تحدث  في هذا الخصوص الاختصاصي في الجراحة الدكتورحكمت الحسيني ل greenarea.info : ” لا شك ان الازمة الاقتصادية الخانقة اثرت  على العمل الطبي في المستشفى ولكن ليس مثلما يشاع  بنحو كبير حيث تبين ان 30 % الى 40 %  تراجع في العمل الطبي كما وان المرضى لم  يعد يأتون الى المستشفى مثل قبل  لعدة اسباب منها  صعوبة تأمين المال في دفع الفروقات المالية  بنسبة 15 %سواء  على عاتق وزراة الصحة او الضمان الاجتماعي مما يعني  ان الناس باتوا يعملون اشبه بفرملة لدخولهم الى المستشفى  للعلاج الاستشفائي الا اذا كانت الحالة المرضية طارئة . اما بالنسبة للمستلزمات الطبية فما زلنا نستعملها ضمن  المعقول  وليس  بنحو كارثة  مثلما ما يشاع كون الشركات الطبية   لديها مخزون مسبق انما اذا طلعت الصرخة تجنبا من الوقوع بازمة قد تعيق العمل في القطاع الطبي .”

عدد المعاينات الطبية ضئيلة

بدوره اعلن الاختصاصي  في امراض القلب الدكتور سلام معماري ل greenarea.info:” لقد لمسنا تراجعا في عدد المعاينات الطبية بفعل تأثير الازمة الخانقة التي نعيشها  مما خفت كثيرا حيث لم يعد يأت المريض الى الطبيب للمعالجة  الا في حال كان تعبا وحالته المرضية متأزمة والامر ايضا اثر على عملية تناول  الادوية حيث يأتي بها من تركيا  كونها الارخص ثمنا بالنسبة له مع العلم ان الادوية في لبنان  اسعارها مقبولة.”

المعالجة صارت على “واتسأب “

الا ان الابرز  ما ذكره  الاختصاصي  في طب الاطفال الدكتور روبير صاصي  انه بفعل الازمة الصعبة التي  يمر بها لبنان جعلت من الناس تؤجل زيارتها للطبيب  للمعاينة مما قال ل greenarea.info:”لقد لاحظنا في الفترة الاخيرة نتيجة الازمة المادية ان الناس لم تعد  تأتي الينا مثل قبل للمعالجة  بل صارت تكتفي  عبر الاتصال الهاتفي في حال شاءت الاستسفسار عن اي مشكلة صحية تعترضها  او اللجوء ايضا عبر استخدام الوتسأب  او الاستعانة باستشارة الصيدلي  كل ذلك بسبب السيولة غير المتوفرة  لتمكنهم من المجيء الى الطبيب للمعالجة  او خصوصا وان هذه الازمة طالت المستشفيات حيث خف عدد الاسرة فيها  منها المستشفيات الحكومية كمثل الحال في مستشفى  الكرتينا .”

تراجع القدرة الشرائية

من جهة اخرى اهم ما توقف عنده الاختصاصي  في الطب الداخلي الدكتور ايلي فرح عبر ل greenarea.info  ان تأثير الازمة الاقتصادية ضاعفت  المشاكل النفسية في ظل عامل القلق  على المصير مما قال:” هناك  تراجع  في اهتمام الناس في صحتها  كل ذلك ناتج عن عدة امور منها  اقفال الطرقات  وانخفاض القدرة الشرائية عند الناس  وعدم سحب المال مما انعكس سلبا على عدد المعاينات  الطبية  حيث بدأت الناس تقلق في كيفية  تأمين المال للمعالجة عدا العامل النفسي  الذي توزع عند الناس اما بشكل ايجابي في التعبير عما يريدونه و اما  الشعور بالاحباط  نتيجة التدهور الاقتصادي  الذي انعكس على التدهور النفسي بالكثير من الاحباط     دون الاهتمام بمظهره اوحتى بصحته .”

الازمة الطبية الى تفاقم

في المقلب الاخر  اطلق نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون  عبرل greenarea.info   اشبه بانذار يدق ناقوس الخطر على طريقة “اللهم بلغت “حسب ما اختصر الحالة الاستشفائية  الصعبة مما قال :” ان  الوضع سيء جداً لجهة تأمين المستلزمات الطبيّة، فالاستيراد متوقف والموجودات في طور النفاد، والأزمة تتفاقم يوماً بعد يوم بمعنى ان الازمة الاقتصادية الخانقة  اثرت بنسبة   50 % الى 60 %  اي على نحو تراجع  مما سعينا تاجيل الحالات الباردة نظرا  لوجود نقص في المستلزمات الطبية  لان منذ شهر ايلول الماضي ستوكات  المستلزمات الطبية لم تتجدد لذلك تجنبا  من حصول انقطاع في هذه المواد الطبية على النهاية قررنا تاجيل الحالات  المرضية الباردة  و ركزنا على المعالجة للحالات الخطرة و الطارئة  لذلك  انخفض  عدد  العمليات الجراحية  في اليوم الواحد في عدد مهم من المستشفيات مما قررنا لكي نتجاوز هذه المرحلة الصعبة لجأنا الى التقنين  في معالجة الحالات  الطارئة الضرورية   على سبيل المثال الجرحة القلبية او النزيف في الدم ام  كسر في رجل  اما تغيير مفصل  الركبة فنعتبره ليس طارئا لاجراء عملية مستعجلة  مما نسعى الى تأجيلها .عدا ذلك نسعى  بما نملك من امكانيات  معالجة المرضى بانتظار ايجاد حل جذري لمسألة القطاع الصحي باختصار ” ما فينا نكفي ” على هذا النحو والدليل على ذلك ان بعض المستشفيات اعطت  نصف راتب للعاملين لديها  بمعنى المسالة مخبوطة ع بعضها وصلنا إلى حدود الكارثة ولا نعلم إلى أين سيصل بنا الأمر و الاسوء في ذلك  ان المسؤولين على علم في هذا الوضع الخطير دون ايجاد بعد حل جذري له.”

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This