توفّر الحياة النباتية على الأرض 80 في المائة من الغذاء البشري، كما يعتمد البشر على الزراعة كمورد اقتصادي هام وكأحد أهم وسائل التنمية. كما توفر الغابات التي تغطي 30 في المائة من سطح الأرض الموئل الطبيعي لملايين أنواع وسلالات النباتات والحيوانات، فضلا عن كونها مصادر هامة للهواء النقي والمياه، وما لها من دور حاسم في مكافحة تغير المناخ.

ويشير تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أننا نشهد اليوم تدهورا غير مسبوق في الأراضي، إذ يتم فقدان الأراضي الصالحة للزراعة بمعدل يتراوح بين 30 و35 ضعف المعدل التاريخي. كما أن الجفاف والتصحر آخذان في الازدياد كل عام، بما ينتج عنه خسارة 12 مليون هكتار تؤثر بشكل كبير على المجتمعات الفقيرة على الصعيد العالمي. ومن بين 8300 سلالة حيوانية معروفة، انقرضت بالفعل 8 في المائة منها بينما تواجه 22 في المائة منها كذلك خطر الانقراض.

في المقابل، حذر علماء من “تدهور عالمي للحياة على الأرض” في دراسة نُشرت في مجلة “العلوم”، إن البشر هم المسؤولون عن ذلك. وكشفوا أن ما يصل إلى مليون نوع من النباتات والحيوانات عرضة للانقراض، حيث قد يختفي الكثير منها في غضون عقود. ويأتي التحذير في أول تقييم عالمي للروابط بين الناس والطبيعة. ويوضح العلماء في الورقة الأولى من تقرير التقييم العالمي لـIPBES، وهي هيئة حكومية دولية تقوم بتقييم التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية في العالم، أن النشاط البشري هو السبب في الانخفاض السريع في “نسيج الحياة الذي نعتمد عليه جميعا”. وترتبط معظم الأضرار بالارتفاع الحاد في “التأثير البشري” منذ سبعينيات القرن الماضي. ويقول العلماء إن هذا الأمر يرجع إلى النمو السكاني والاقتصادي، الذي يزيد الاعتماد والطلب على الطبيعة. كما أفاد فريق البحث أن ما يقرب من ¾ الأرض و66% من البيئات البحرية، قد “تغيرت بشكل كبير” بفعل نشاط الإنسان. والآن، أكثر من 85% من مناطق الأراضي الرطبة فُقدت.

وكشف العلماء أن جزءا من المشكلة يتمثل في أن عدد سكان الأرض تضاعف منذ سبعينيات القرن الماضي. وبحسبما ورد، زاد الاستهلاك بنسبة 45% للشخص الواحد.

ووجدت الدراسة أن الاتجاهات الضارة للتأثير البشري، قد تزداد سوءا في العقود القادمة. لذا يحث العلماء على “العمل السريع” للحد من استخدام اليابسة والبحر، والاستغلال المباشر للعديد من النباتات والحيوانات، وكذلك التلوث وإدخال الأنواع الغازية.

وتستضيف الحكومة الألمانية IPBES، وتتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة واليونسكو ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتعمل من مجمع الأمم المتحدة في بون، بألمانيا.

تسعى أهداف التنمية المستدامة إلى حفظ واستعادة استخدام النظم الإيكولوجية الأرضية مثل الغابات والأراضي الرطبة والأراضي الجافة والجبال بحلول عام 2020. كما أن وقف إزالة الغابات أمر حيوي للتخفيف من آثار تغير المناخ. ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من فقدان الموائل الطبيعية والتنوع البيولوجي التي تشكل جزءا من التراث المشترك للبشرية كلها.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This