عارف موناندار رجل إندونيسي أُعلنت وفاته قبل أن يفيق في كيس للجثث بعد أربعة أيام من اجتياح موجة مد عاتية (تسونامي) قريته في إقليم آتشيه، شمال إندونيسيا، قبل 15 عاما.
وعندما أحدث زلزال بلغت شدته 9.1 درجة صدعا عميقا تحت المحيط الهندي، تسبب في حدوث موجة مد عاتية بلغ ارتفاعها 17.4 متر مما أودى بحياة أكثر من 230 ألف شخص في إندونيسيا وسريلانكا والهند وتايلاند وتسع دول أخرى.
وتحمل اقليم آتشيه العبء الأكبر للكارثة.
فسجلات الحكومة ووكالات الإغاثة تقول إن 128 ألفا و858 شخصا لاقوا حتفهم في الإقليم. وما زال 37 ألفا و87 شخصا مسجلين في عداد المفقودين.
وفقد موناندار 24 من أفراد أسرته بينهم زوجته وأطفاله الثلاثة ثم عاش لمدة ست سنوات في مخيم للإغاثة قبل أن يتسنى له إعادة بناء منزله القديم بمساعدة الحكومة. وتزوج بعد ذلك وأنجب طفلين.
ويعمل موناندار (49 عاما) حاليا تقنيا متخصصا في مجال الاتصالات اللاسلكية بوكالة لتخفيف آثار الكوارث في آتشيه معتبرا أن مهمته الشخصية تتمثل في الصيانة المنتظمة لنظام الإنذار المبكر من تسونامي في قريته.
وقال موناندار ”نحتاج لتقديم المعلومات للمجتمع من أجل تقليل عدد الضحايا للحد الأدنى عندما تحدث مثل هذه الكارثة مرة أخرى“ مشددا على أهمية توقع حدوث الأسوأ.
وتم إنفاق ما يزيد على 400 مليون دولار في 28 دولة على نظام الإنذار المبكر من تسونامي الذي يضم 101 مقياس لمستوى سطح البحر و 148 جهازا لقياس الزلازل.
وقال سرينيفاسا تومالا، رئيس نظام الإنذار المبكر والتخفيف من آثار تسونامي بالمحيط الهندي، الذي أُنشئ في 2013 ”منطقة المحيط الهندي أكثر أمانا بخصوص تهديد تسونامي مما كانت عليه في 2004“.
ويوضح موناندار أنه على الرغم من ذلك فإن عدم توفر عوامات تسونامي بشكل كاف وكذلك معدات الكشف الأخرى وتبادل البيانات وقت حدوثها وصعوبة صيانة نظام الكشف عن تسونامي لا تزال تمثل أكبر العقبات أمام نظام الإنذار.
من جانبه قال تومالا إن تهديدات مماثلة من أمواج مد عاتبة مزدوجة، التي أحدثتها انهيارات أرضية تحت الماء في منطقتي بالو وبانتين بإندونيسيا العام الماضي، والتي ضربت الشاطئ في إطار زمني أقصر، ما زالت تشكل تحديا لنظام الإنذار المبكر.
ويستكشف الخبراء تقنيات جديدة مثل تطبيقات الهواتف المحمولة وشبكة النظام العالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية لتعزيز سبل الاستعداد.
وقال تومالا إن تركيز نظام تخفيف الإنذار من كارثة تسونامي ينصب الآن على استعداد المجتمع بما في ذلك إجراء تدريبات منتظمة.
وفي قرية بان نام خيم الساحلية في جنوب تايلاند والتي فقدت أكثر من نصف سكانها في تسونامي عام 2004، يُعزف النشيد الوطني كل أسبوع على برج الإنذار من كارثة تسونامي كشكل من أشكال الاختبار لكابوس يتمنى سكان القرية ألا تتكرر أبدا.
وقال برايون تشونكرايتشاك، أحد قادة المجتمع بالقرية ”لا ينبغي استخدام البرج فقط للتحذير من تسونامي.
”يجب أن يُستخدم لأغراض أكثر بما يناسب الميزانية (التي تُخصص له)، والأهم من ذلك، ليتسنى للناس أن يثقوا بها أكثر“.