تتوالى الأحداث سنة بعد أخرى، وفي حين تطغى في الفترة الأخيرة الكوارث البيئية، فإن جردة عام 2019 جديرة بالإطلاع عليها في ظل تعاظم حدة تداعيات التغير المناخي.

من حيث الحرائق، شكّل عام 2019 ذروة الخسائر إن في الغطاء الأخضر أو في موائل الحيوانات، فقد اشتعلت حرائق هائلة في أنحاء كثيرة من العالم، وتسببت في أضرار للنباتات والحيوانات والأشجار التي تخزن الكربون وهددت التنوع الحيوي، فضلاً عن تدمير منازل البشر وحيواتهم.

لأسابيع احترقت أكبر غابة مطيرة في العالم خلال عام 2019، على نحو غير مسبوق منذ سنوات وزادت الحرائق بغابات الأمازون بنسبة 82 في المائة مقارنة بالفترة الزمنية نفسها من العام الماضي، أما في لبنان  اجتاحت الحرائق مساحات شاسعة مزروعة بالأشجار وغابات الصنوبر في أنحاء عديدة من لبنان لا سيما في منطقة “جبل لبنان” حيث سجلت السلطات 104 حريق خلال 24 ساعة.

المزيد من الحرائق اندلعت بغابات السافانا في سيرادو جنوب البلاد. تلك المنطقة واحدة من أكثر مناطق العالم من حيث التنوع البيولوجي. وسيرادو أكثر مناطق التنوع الحيوي عرضة للخطر، حيث فقدت نحو نصف مساحاتها الخضراء من أجل زراعة فول الصويا. كما  دمرت حرائق الغابات التي استمرت لمدة شهر في منطقتي سومطرة وبورنيو الإندونيسية أكثر من 40 ألف هكتار هذا العام. وقُتلت حيوانات من إنسان الغاب المهددة بالانقراض، وتلك التي نجت تضررت مساكنها. وواجهت السلطات صعوبات في إطفاء تلك حرائق تلك الغابات الغنية بالكربون مما تسبب في أضرار كبيرة على المناخ بعد إطلاق 700 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون في الجو. كما اشتعلت النار في أكبر الأراضي الاستوائية الرطبة في العالم بمنطقة بانتانال هذا العام. تقع معظم غابات بانتانال في البرازيل لكنها تمتد إلى بوليفيا وباراغواي. حطم عدد الحرائق هناك جميع الأرقام القياسية هذا العام مع تسجيل 8 آلاف حريق. ودُمر نحو 1.2 مليون هكتار من الغابات في بوليفيا وحدها. ووصفها العلماء بأنها أكبر كارثة تشهدها البلاد من حيث التنوع البيولوجي. أيضاً طالت الحرائق غابات ولاية كاليفورنيا الأمريكية هذا العام. ويعتقد أن تلك الحرائق ناجمة عن الشرر المنبعث من البنية التحتية القديمة والمدفوعة بالرياح الحارة والجافة والتي تسارعت بسبب الظروف الجافة في المنطقة وتحولت بسرعة إلى جحيم، ودمرت المنازل والأراضي مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وأُجبر عشرات الآلاف على الإخلاء وتُرك مليون شخص بلا كهرباء. حتى داخل الدائرة القطبية الشمالية اندلعت فيها الحرائق هذا العام. في سيبيريا، دمرت مئات الحرائق على مدى ثلاثة أشهر أكثر من 4 ملايين هكتار من الغابات، مما خلق سحابة سوداء ورماد بحجم الاتحاد الأوروبي بأكمله. وكان لا بد من نشر الجيش الروسي. عبر ألاسكا، كان هناك 400 حريق هائل هذا العام. كما لم تنجُ غرينلاند وكندا من الحرائق أيضاً.

حرائق غابات أستراليا لم يسبق لها مثيل هذا العام واحترقت بكثافة عالية للغاية. وخلّف الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة والرياح الجافة أكثر من مليون هكتار محترقة

للزلازل حصّة كبيرة أيضاً ، فقد هز زلزال بلغت قوته 8 درجات بمقياس ريختر ، بيرو ، وأثر هذا الزلزال على الإكوادور والبرازيل وكولومبيا،  نتيجة لحركة التلوريك القوية . في المقابل، يعتبر  زلزال اندونيسيا الأعنف هذا العام، حيث بلغت قوته 7.3 على مقياس ريختر، والذى ضرب السواحل الإندونيسية، فى 14 نوفمبر، وفقاً لما أفادت به دائرة المسح الجيولوجى بالولايات المتحدة، وأسفر عن تشريد الآلاف من العائلات فى إندونيسيا التى تعد مكاناً نشطاً للزلازل. وفي نيسان 2019 ضرب زلزال بقوة 6.1 درجة على مقياس ريختر جزيرة لوزون في الفلبين، مما أسفر عن مقتل 18 شخصًا على الأقل وفقدان 3 أشخاص. وإصيب 243 آخرين على الأقل. على الرغم من أن مركز الزلزال كان في زامباليس، إلا أن معظم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية وقعت في مقاطعة بامبانجا المجاورة ، والتي لحقت بها أضرار بـ 29 مبنى وعمارة.  ضرب زلزال جنوب ولاية كاليفورنيا بلغت قوته 7,1 درجات، حسبما أعلن المعهد الأمريكي للجيوفيزياء.. وعلى الرغم من أن هذا الزلزال هو الأقوى منذ العام 1994 إلا أنه لم يتم بعد الإبلاغ عن سقوط ضحايا.

من جهة أخرى، أغرقت الفيضانات مناطق عديدة في العالم أهمها مدينة البندقية الإيطالية  فغمرت كاتدرائيتها التاريخية وأغرقت العديد من ميادينها ومبانيها التي ترجع لقرون.وغمرت السيول الجارفة الشوارع وحطمت الكتل الحجرية وأطاحت بالقوارب ودمرت الجنادل في مراسيها، فيما وصل المد إلى ارتفاع 187 سنتيمترا قبل منتصف الليل بفترة قصيرة. وكان هذا أعلى مستوى منذ الرقم القياسي البالغ 194 سنتيمترا الذي سجل عام 1966.

في الفيليبين، خلفت الانهيارات الطينية والفيضانات المدمرة الناجمة عن وصول الكساد الاستوائى إلى الفلبين 85 قتيلاً و 20 مفقودًا فى يناير، و تسببت الانهيارات الطينية بعد عدة أيام من الأمطار الغزيرة فى العديد من مقاطعات الدولة الآسيوية فى الانهيارات الأرضية. وأدت سلسلة من الأعاصير التى ضربت مدن ولاية ألاباما الأميركية ، إلى مقتل ما لا يقل 23 شخصا،بينهم العديد من الأطفال،والتى دمرت حوالى 400 متر.

في حين ضرب إعصار دوريان جزر الكاريبى هذا العام ويعد من أشد الإعصار المدارى سجلا فى جزر البهاما، ويعتبر أسوأ كارثة طبيعية فى تاريخ البلاد، وبحسب العلماء فإنه أقوى الأعاصير المسجلة فى المحيط الأطلسى من حيث رياح مدتها دقيقة واحدة، وبلغت سرعة هذه الرياح 295 ميلاً فى الساعة. وأسفر الاعصار عن مقتل 60 شخصًا على الأقل وأكثر من 1200 شخص فى عداد المفقودين.

 

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This