ضربت الكوارث الطبيعية، على مدار العام الفائت 2019، الكوكب من القطب الى القطب، فأتت على عناصر الطبيعية الأكثر حيوية لمواجهة ظاهرة الإحتباس الحراري، فمن حرائق الأمازون (اندلعَ حواليّ 74,155 حريقًا في البرازيل من كانون الثاني/يناير إلى آب/أغسطس 2019؛ دمرت معظم غابات الأمازون المطيرة) وحرائق نيلسون – “نيوزلندا”، مروراً بفيضانات إيران الفظيعة (ضربت 25 محافظة في إيران)، وفيضانات “إندونيسيا” (قتلت حوالي مئة شخص)، وصولاً الى العديد من الأعاصير المدمرة “ليكيما”، “فانون”، “دوريان” وإعصار”إيدي” (أودى بحياة 615 شخصا على الأقل في موزمبيق ومالاوي وزيمبابوي) هذا عداك عن ثوران حوالي 15 بركاناً في كل أنحاء المعمورة.
يرى خبراء البيئة حول العالم، أنَّه يترتب على الدول التي وقعت على اتفاق المناخ في باريس، عام 2015 ، والتي لم تُحدِد(يومها) تفاصيل العمل بهذا النص بدقة، حسم كل مايتعلق بالتفاصيل في مؤتمر المناخ الذي سيعقد أواخر عام 2020 في مدينة “غلاسكو” الاسكتلندية، ماذا وإلا فإنَّ ارتفاع درجة حرارة الأرض لن يقتصر على درجتين فقط ، وإنما سترتفع درجة الحرارة أكثر من ثلاث درجات.
وفي السياق وتحت الخطر الداهم، الذي تستشفه الشعوب والحكومات حول العالم، فإنها لم تقف مكتوفة الأيدي حتى يبدأ وينتهي المؤتمر المذكور، بل تتسابق اليوم، لتكون مدنها الأنظف، وتتباهى في طرح مشاريع لتوفير مياه الشرب النظيفة، ومشاريع أخرى ذات فاعلية، للتخلص من النفايات، وفي تطبيق أحدث التكنولوجيات في مجال الصرف الصحي، وتلوث الهواء، وتسخير بعضها الآخر للذكاء الصناعي في حل مشكلة الإزدحام المروري.
فمثلاً وضعت مدينة “كالغاري” ، الكندية، إدارة شاملة لجمع النفايات ومعايير صارمة لإعادة التدوير. بالإضافة إلى ذلك، و للحفاظ على المدينة خالية من القمامة، تم فرض غرامات صارمة ( قد يُكلف رمي عقب السجائر حوالي 1000 دولار).
أما في مدينة “أديليد” ، الأسترالية، فمعظم وسائل النقل لديهم مستدامة، ويتبعون نظام إدارة النفايات الخاص بهم ممتاز، حيث يتم إعادة تدوير 85 ٪ من النفايات.
في حين فرضت السلطات في مدينة “سنغافورة”، أكثر المدن إستدامة في العالم ، و الأنظف على الإطلاق، غرامات عالية على كل من يساهم في تلوث البيئة ، وحظرت بشكل تام، قطع الأشجار وحتى مضغ العلكة على الطرق العامة.
فيما يتباهى اليابانيون في مدينة “كوبي” بأن لديهم نظام حديث لتصريف مياه الأمطار بشكل منفصل عن مياه الصرف الصحي، بحيث يستفيدون من الأمطار الغزيرة.
نحن فقط من بقي مكتوف الأيدي!!!
نعم نحن حيث جبال النفايات التي يصعب التخلص منها في ظل حكومات الطوائف!!
ونحن من يعاني من التلوث بكافة أشكاله (براً وبحراً وجواً)!!
نحن من يشهد على اختفاء أخر أشجار الأرز.
ونحن من يعاني من شح في مياه الشرب صيفاً شتاءاً.
ونحن من لاتزال معظم أحيائنا تغرق من أول (شتوة)!!
ونحن الذين لم نحرك ساكن تجاه الصيد العشوائي، والرعي الجائر في الجرود!!
أي نوع من الخلاص ستأتي به السنة الجديدة؟؟
في انتظار الجواب يطرح السؤال الأكثر إلحاحاً، نفسه: هل هذا لبناننا أم أرض الغرباء؟؟