” الناس ما معها تاكل …” كثيرًا ما تتردد هذه العبارة على مسامعنا في هذه الايام وسط غلاء الاسعار والازمة الاقتصادية الخانقة التي جعلت اغلبية الشعب اللبناني مهددة حتى في لقمة عيشها وطريقة ونوعية مأكلها خصوصا وان موسم الاعياد مر دون اي نكهة من الفرح بل اصبح نقمة نظرا للضيقة المادية حتى في شراء ابسط الحاجيات للمنزل ليبقى السؤال : كيف يمكن للبناني ان يتأقلم مع وضعه المعيشي المتأزم في الحصول حتى على الغذاء السليم ؟
العودة الى جدودنا
كم من عائلات تعيش خط الفقر خصوصا في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها لبنان من ازمة مالية واقتصادية ضيقة مما ينعكس ذلك سلبا على الحالة الغذائية والنوعية التي باتت العائلة اللبنانية بالكاد تحصل عليها مما كانت للاختصاصية في طب التغذية الدكتورة نيكول الصايغ بعض النصائح عبر ال greenarea.info:” ما يجب معرفته ان الصحن المثالي يكون عندما يتوفر فيه مقدار ثلث كل من اللحمة مع الحبوب و الخضار والفواكه والاجبان والالبان ولكن بما ان اللحوم قد ارتفعت اسعارها يمكننا في هذه الحالة استبدالها بالحبوب كونها الارخص ثمنا و تحتوي ايضا على كميات عالية من البروتيين والحديد مع الانتباه إلى ان الجسم لا يستوعبه منافعها مثل اللحوم من ناحية كمية الحديد لذلك هنا علينا الانتباه الى نوعية الحبوب التي نتناولها مثل الفاصوليا علينا الاضافة عليها كمية من الحامض لكي يستوعب الجسم الحديد في حال لم يستطع الشخص تناول اللحوم كما يمكن استبدالها بمشتقات الحليب في تحضير اللبنة والجبنة في المنزل كونها الارخص بكتير من شرائها مع اهمية تخفيف شراء الماكولات المصنعة واستبدال السمك والدجاج في تناول اللحوم مرتين في الاسبوع ويترافق معها الخصار. اما سائرالايام في الاسبوع فيمكن تناول الحبوب والقليل من النشويات الغنية بالبروتين .باختصار هناك بدائل في المأكولات الارخص ثمنا في حال عرفنا محتوياتها مع اهمية وجود مزرعة بالقرب في المنزل لكي يعرف الانسان مصدر ونوعية الاكل الذي يحصل عليه مع التركيز على الاكل المنزلي كونه صحي وامن سواء في تصنيع المربى في المنزل او تناول المجدرة مع التركيز على تناول السلطة او الحلوى المنزلية واهمية الرجوع الى الاكل على ايام جدودنا كونه الاضمن صحيا وللتوفير بدل الطهو ثلاث اربع اصناف في اليوم يمكن الاكتفاء بصنف واحد كما هو الحال في اوروبا.”
الغلاء لم يرحم حليب الاطفال
ازاء ذلك كون الاطفال هم الاكثر ضحايا التقنين الغذائي في ظل ارتفاع الاسعار فكان للاختصاصية في طب الاطفال الدكتورة سابين نجاريان عدة ارشادات صحية الا وهي عبر ال greenarea.info :” بكل اسف لم يرحم الغلاء اسعار الحليب للاطفال خصوصا وان استهلاكه يرتفع في عمر ثلاثة الى اربع اشهر عند الطفل خصوصا اذا كانت الام لا ترضع مولودها لاسباب طبية ام نفسية ام غير ذلك عدا اذا كان الطفل لديه حساسية على الحليب عندها ترتفع كلفته الى حوالي 50 الف لمجمع الحليب الواحد فضلا عن ارتفاع سعر اللحوم والدجاج والفواكه .انطلاقا من ذلك بات الشخص ينظم اكله وفق امكانيته المادية من خلال التنويع في الاكل من دون نوع واحد بمعنى التركيز على البروتين والنشويات والخضار والفواكه في كل وجبة طعام وتغيير نوعية اللحمة من غنم الاغلى ثمنا الى بقر الارخص ثمنا لان المهم ان يحصل الطفل على كمية معينة من البروتيين المتوفرة ليس فقط في اللحوم بل في السمك والدجاج والبيض والحبوب فضلا عن اهمية النشويات كالرز والبطاطا والمعكرونة والخضار كالبندورة والخيار والخس لان المهم ان يتناول الطفل من كل انواع الاكل خصوصا الذي يناسبه من اجل نموه الذهني والجسدي والبروتيين لنمو العضلات والسمك لنمو الذهن والدليل التركيز دائما على تناول زيت السمك من اجل تعزيز قدرة التركيز والانتباه.”
الحبوب بدل اللحوم
اما في ما يتعلق باهمية اختيار الاطعمة المناسبة خصوصا الذين يعانون من الامراض المزمنة سواء مرض في القلب والضغط فكان للاختصاصية في مجال التغذية في أمراض القلب الدكتورة مايا باسيل عدة توجيهات من اهمها عبر ال greenarea.info: ” ما يجب معرفته ان هناك ماكولات رخيصة وصحية في الوقت نفسه كما وان هناك ماكولات غالية الثمن وليست صحية مثل اللحوم الحمراء غالية الثمن لا يجوز تناولها يوميا كونها تحتوي على الكثير من الدهون منها الحيواني والمشبع مما يزيد من نسبة الكوليسترول وبالتالي ارتفاع الامراض المزمنة لذلك يستحسن اكل اللحمة مرة في الاسبوع على شكل طهو في الطبخ مع اهمية تناول المأكولات الرخيصة والصحية في ان معا مثل الحبوب كالفاصوليا والفول والعدس الغنية بالبروتيين والمعادن والفيتامينات والالياف فضلا عن اهمية التركيز على الاكل اللبناني الصحي مثل المجدرة والمدردرة والمخلوطة جميعها ماكولات رخيصة الثمن ومفيدة في ان معا مما يعني لا يجوز الاكثار من تناول اللحوم كونها مضرة مع التركيز على النشويات الاقل كلفة خصوصا الجيدة منها كالقمحة الكاملة والخبز الاسمر مثل النخالة دون التركيز على الخبز الابيض بل على الشوفان فالمهم معرفة اختيار المأكولات التي فيها معادن والياف وكل شيء يفيد الصحة.”
الزراعة وغياب الرقابة
في المقلب الاخر علق الاختصاصي في الطب الداخلي الدكتورعماد عازار عبر ل greenarea.info على اهمية تشديد الرقابة على الغذاء ازاء الفوضى العارمة خصوصا في عملية ريّ المزروعات مما قال : ” لا شك ان الماكولات المعلبة تزيد من حالات السرطان وأمراض القلب اما من ناحية الزراعة فالرقابة خجولة في نوعية ونظافة مياه الريّ للمزروعات حيث لم نعد نعرف اذا كانت الخضار و الفواكه صالحة للاكل واذا كانت تحتوي على الفيتامينات لان اي تلوث في مياه الري تزيد من الاصابة بالامراض مع العلم ان الاكل اللبناني من اهم المأكولات في البحر المتوسط المفيدة للانسان يجب الاعتماد عليه لصحة افضل نظرا لمايحتوي من مكونات غذائية مفيدة للانسان .”