منذ شهر ايلول – سبتمبر 2019 ، والعالم يصلّي لغابات استراليا التي اندلعت فيها الحرائق ولم تنطفىء حتى اليوم. كارثة بيئية وصحية ونوعيّة أتت فعلاً على هكتارات كبيرة من المساحات الخضراء فضلاً عن تسجيل خسائر فادحة في أنواع الحيوانات النافقة وأعدادها الهائلة!!

فقد قدّر خبراء نفوق نحو 500 مليون حيوان بسبب حرائق الغابات مما يثير مخاوف من انقراض أنواع من الحيوانات بأكملها. ونقلت صحيفة التايمز البريطانية، عن خبراء البيئة بجامعة سيدني الأسترالية، تقديرات بأن حوالي 480 مليون من الثدييات والطيور والزواحف قد نفقت بشكل مباشر أو غير مباشر بسبب الحرائق المدمرة التي اندلعت في غابات أستراليا مؤخرا.ويشمل ذلك ما يقرب من 8000 من حيوانات الكوالا النادرة، والتي يُعتقد أنها احترقت حتى الموت على الساحل الشمالي لأستراليا.

تتكرّر سنوياً هذه الحرائق  بسبب الطقس الجاف الذي يسيطر على استراليا، ناهيك عن ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، الأمر الذي يزيد الوضع سوءا، وقد خرجت هذا العام حرائق الغابات عن السيطرة بسبب قوة الرياح، وحذرت السلطات الأسترالية من أن الأسوأ لم يحدث بعد، وتم اعلان حالى الطوارىء القصوى لمدة سبعة أيام على الأقل بدءأً من صباح يوم الجمعة الماضي  قل

ويقول خبراء الأرصاد الجوية إن نظام المناخ في المحيط الهندي، المعروف باسم “ثنائي القطب”، هو السبب الرئيسي وراء الحرارة الشديدة في أستراليا. لكن أجزاء كثيرة من أستراليا عانت من ظروف الجفاف، التي استمر بعضها لسنوات، ما فاقم من انتشار الحرائق… أما بالنسبة لأسباب قوة الحرائق هذا العام، فيعود إلى أن الحرائق اندلعت في غابات طبيعة أشجارها عالية جدا و كثيفة، حيث ان السبيل الوحيد لاخمادها لا يكون سوى بالطائرات وليس بخراطيم المياه من أسفل، وهذا أبطأ وتيرة سرعة اخماد الحرائق.

في المقابل، توصل علماء أستراليين لاكتشاف تم وصفه بالغريب، بشأن المتهم الأول في انتشار الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من الغابات في أستراليا. ووفقا لما نشرته صحيفة “ديلي ميل”، وجد العلماء أن طائر الحدأة هو أكبر مسبب للحرائق في أستراليا منذ 6 أشهر تقريبا. ويتعمد الطائر نشر الحرائق عبر التقاطه النار المشتعلة في غصن صغير، ثم يطير به ليرميه في مكان آخر من البرية، صانعا بؤر مشتعلة في أماكن جديدة. وبهذه الطريقة ينتشر الحريق أكثر في كل مكان، في ظل قيام عشرات الطيور بفعل الشيء ذاته.

علماء جامعة سيدني أشاروا إلى أن كل ما ينبت على الأرض من أعشاب وأشجار، يعيق رؤية الحدأة، لهذا فهو يتبع هذا التكتيك لحل الأمر. ودرس علماء الجامعة الأسترالية هذه الظاهرة وقالوا إن الغاية مما يفعله الطائر، هو أن يقتات من الحيوانات التي تلقى حتفها. وانتشر مقطع فيديو للعشرات من طيور الحدأة يلتقط كل منها بمنقاره عشبة مشتعلة ويطير به ليلقيه في مكان آخر متسببا في إشعال حريق جديد.

ودمرت الحرائق نحو 20 مليون فدان من الأراضي في أنحاء البلاد، وأودت بحياة 25 شخصا كما دمرت آلاف المباني وحرمت بعض البلدات من الكهرباء وخدمات الهاتف المحمول.

لا تزال العديد من الطرق مغلقة بسبب استمرار الحرائق والأخطار الأخرى المتعلقة بها، ولا تزال حالة الطوارىء مستمرة، وإذ ارتاح الاستراليون بعض الشيء لتساقط المطر، إلا أن الفرحة لم تدم طويلاً، وبالتالي فإن ارتفاع السنة الدخان باتت تشكّل عائقًا أمام قدرة الدفاع المدني على القيام بدورهم بشكل كامل بسبب انعدام الرؤية بالشكل المطلوب  .

ونشر السكان على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للسماء التي اكتست باللونين الأسود والأحمر بسبب الدخان والحرائق المشتعلة، تشمل صورا في بلدة مالاكوتا في ولاية فيكتوريا، التي أجلي نحو مئة من سكانها عن طريق البحر يوم الجمعة. وأطلقت الحكومة الاتحادية استغاثة غير مسبوقة لقوات الاحتياطي في الجيش لدعم رجال الإطفاء، وطالبت بموارد أخرى منها سفينة بحرية ثالثة مجهزة لعمليات الإغاثة الإنسانية والإنقاذ من الكوارث. وأوضحت أن الجنوب الغربي لأستراليا المعروف بتنوعه الحيواني والنباتي يشهد تضررا كبيرا جراء الحرائق العنيفة الممتدة على مساحات شاسعة، مما أدى إلى تلف قاعدته البيئية، وذلك على الرغم من التدخلات التي قام بها آلاف رجال الإطفاء واستخدام الطائرات لإطفاء الحرائق.

تم اعتبار الحرائق الاخيرة في استراليا كارثة وطنية في البلاد بعد نفوق اكثر من نصف مليار من الكائنات الحية، والكثير منها مهدد بالانقراض ولا يعيش سوى في استراليا، اضافة الى الخسائر المادية وممتلكات السكان وتلويث الأدخنة لكبرى مدن استراليا وأكثرها سكانا ووصول الأدخنة الى نيوزيلاندا التي تعتبر الدولة الوحيد في العالم التي تحتوي على هواء شديد النقاء و الأقل احتواءً على غاز ثاني اكسيد الكربون كونها مناطق معزولة وبعيدة عن الدول الملوثة كالصين و الولايات المتحدة الامريكية.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This