هل لبنان سيعيش المجاعة ؟! كثيرا ما سمعناها  في هذه الفترة  على لسان بعض المسؤولين يحذرون من ان يقع لبنان في المجاعة نظرا للضيقة الاقتصادية والازمة المالية الحادة التي يمر بها، الا ان  الخبراء في المجال البيئي والزراعي اعتبروا انها مجرد تهويل له ابعاد سياسية لان من الصعوبة حصول مجاعة على غرار ما حصل ازاء الحرب العالمية الاولى كون الظروف تغيرت  مهما قست بفعل الازمة الخانقة اقتصاديا الا ان  العامل  المساعد يكمن  في ان لبنان منفتح على عدة دول يستطيع بحكم صداقته الدولية تأمين الغذاء  ولكن المشكلة تكمن في غياب الدعم للزراعة بشكل كاف خصوصا وسط الاقبال اليوم اكثر من قبل على استصلاح الاراضي الزراعية بهدف زرعها تحسبا لاي طارىء قد يستجد مستقبلا . مما يطرح السؤال نفسه :كيف يمكن للمواطن اللبناني ان يبعد عنه شبح المجاعة المتربص به اذا كان ذلك صحيحا؟

     الجوع والخوف من  الفلتان

   في هذا السياق اهم ما حذرت منه  الخبيرة في مجال البيئة  الدكتورة فيفي كلاب من ان اي غياب خطة طارئة اقتصادية توقع لبنان في فوضى من الفلتان من السرقات  نتيجة ارتفاع حدة الجوع مما قالت ل greenarea.info  :” ما نلمسه اليوم ان الامور تتجه بطريقة سريعة في ارتفاع الاسعار مما يؤثر ذلك على القدرة الشرائية عند  الناس مما يكون التوجه الى شراء اراضي زراعية بهدف الاستفادة من الزراعة  للاكتفاء الذاتي فضلا عن  اهمية دعم الصناعة الوطنية  التي ستتحسن  تدريجيا  كونها الاوفر ثمنا لذلك التهويل  بالمجاعة ليس في مكانه بل فقط  لزيادة  الهلع عند الناس لا لزوم له لان مهما حصل من ضيقة اقتصادية سيظل يأتي من اغذية سواء  من قبرص  او تركيا عن طريق البواخر مما يعني انه ليس هناك  من حصار  مهما كان نوعه  لا يمنع من دخول المساعدات  الى لبنان.  الا انه في  المقابل في ظل غياب  اي خطة انقاذية داعمة هناك تخوف من ان نمر في ايام  سيئة  مما نقع في الفوضى والفلتان والثورة الشعبية تكبر دون توقف  واي رادع لها والناس تجوع كتيرا وينتج عن ذلك على سبيل المثال تهجم على الصيدليات والسوبرماركت وعلى المنازل  بهدف السرقة والخوف من ان يكون السارق مسلحا وينتج عن ذلك عدد من الضحايا مما يتطلب الامر المساعدة الجماعية  وخطة سياسية اقتصادية انقاذية  طارئة .”

الاكتفاء بالامن الغذائي صعب تحقيقه

بدورها الخبيرة في البيئة الدكتورة مي الجردي اسفت انه ليس هناك من قوننة للمياه  اقله لتسهيل عملية الرّي للمزروعات واي رؤية  مستقبلية مما قالت ل greenarea.info:” لا اعتقد انه سيحصل مجاعة في لبنان كل ذلك مجرد تهويل ليس اكثر انما بالمقابل ما نعانيه هو انه  ليس هناك من قوننة لخطة المياه وخصوصا في ما يتعلق  في الزراعة  وكيفية  اتمام عملية الزرع  كل ذلك يحتاج الى خطة  مدروسة واستراتيجية  ورؤية مستقبلية  الا انه بكل اسف   ليس هناك  من  خطط انمائية  في القطاع الزراعي، لذلك الاكتفاء الامن الغذائي من الصعب جدا  تحقيقه  حتى لو تم ّ التركيز على الزراعة البديلة فهي  ليست خطة  للزراعة حتى لو تمّ اللجوء الى زراعة الحشيشة فهي ليست الحل لان المهم اليوم ان يكون هناك رؤية مستقبلية  على اساسها تبنى المقترحات لتنفيذها  فضلا عن  اهمية المياه لتغذية الابار الجوفية والتي منذ السبعينات لم يعد النظر بها .”

المهم تغيير الذهنية

في المقلب الاخرعرضت مديرعام التعاونيات غلوريا أبي زيد عبر لgreenarea.info بعض من الحلول المساعدة مما قالت : “اهم شيء دعم الزارعة خصوصا المشروع الاخضرلكي يستطيعوا الناس استصلاح الاراضي بهدف زرعها فضلا عن اهمية البرك الاصطناعية  الارخض كلفة والاقل ضررا على البيئة  حيث تجمع مياه الشتاء فيها   لكي تستعمل للري المزروعات وعلينا  تشجيع كل شخص عنده قطعة ارض  ان يزرعها  لان المهم الاكتفاء الذاتي واللبناني معروف شاطريعرف “يدبر حاله” كما وانه  بما  ان لبنان منفتح على العالم فليس هناك خوف من ان تصبح مجاعة  مثل ايام زمان انما يستحسن التوقف عند امر مهم  كون اللبناني مشهور بالكرم من الافضل  ان يقتصد بمعنى  فاذا بقي فضلات من الطعام الذي طلبه من المطعم يمكنه  ان يأتي بها معه الى المنزل وهذا ليس  عيبا خصوصا وانه في دول الخارج كاميركا واوروبا  يلجؤون الى مثل هذه الطريقة  كما وانه ليس بالضرورة ان نطلب  الكتير  من المأكولات في المطعم لنبرهن  عن الكرم انما  المهم تغيير الذهنية في التعاطي مع طلب الماكولات في المطعم .”

استصلاح  الاراضي وزرع القمح

من جهة اخرى  اعلن الباحث الايكولوجي ورئيس مجلس ادارة المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان الدكتور جورج طعمة عبر ل greenarea.info سلسلة اقتراحات يمكن للبناني ان لا يصل الى  مرحلة المجاعة ويستطيع بالتالي التأقلم مع الوضع الاقتصادي الصعب في حال عرف كيف يتأقلم مع الوضع الحالي المتأزم مما قال: ” هناك عدة اقتراحات يمكن اتباعها في حال احتاج اللبناني الى القمح باتت الدولة  تساعده  ماديا في زرعه مما  جرى فتح طرقات زراعية  من خلال تحديد العقارات التي فيها قمح تفاديا للغش  وان البطاطا متوفرة بكميات هائلة  عدا  الاراضي  الشاسعة خصوصا بالقرب من الشاطىء  التي تزرع الخضار والفواكه  حيث بتنا نجد معظمها في  موسم الشتاء مثل الدراق والباذنجان و الكوسا  و ان الموز متوفر بكميات كبيرة  انما المهم ان لا نستعمل في الزراعة  اسمدة كيماوية في غير مكانها خلال  زرع الفواكه  او الخضار عندها لا تصلح الاخيرة  للاكل بمعنى  انه هناك مجالات كتيرة  يستطيع الانسان من خلال الزراعة ان يعمل و يكسب المال لذلك ان التهويل بالمجاعة  ليس الا دعايات غير صحيحة ولن تحصل  مثلما جرى على ايام الحرب العالمية الاولى لان يومها كانت الظروف غير اليوم حيث بتنا نقضي على الجراد فضلا عن ان  لبنان  يستورد اللحوم  بكميات هائلة من الخارج  سواء من البرازيل ام الارجنتين بكميات هائلة  كما و انه يستطيع اللبناني تربية المواشي و الدجاج ليحصل  على البيض كل ذلك يدل ان اللبناني يستطيع ان يدير نفسه عند اشتداد الازمات .”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This