هل تساءل احد منا اي حالة نفسية يعيشها الاطفال في لبنان ازاء ما يجري من احداث اخيرة يمر بها البلد وما ينتج  عنها من حراك وشعارات منها “هيلا  هيلا هو”  الى تأثير الازمة الاقتصادية الخانقة التي وضعت الاهل امام مستقبل ضائع ينعكس سلبا على نفسية الاطفال ليصابوا بالاحباط النفسي المبكر وامراض نفسية جسدية كالتبول اللارادي في الليل والخوف والكوابيس الليلية نتيجة عدم الشعور بالامان . ليطرح السؤال نفسه :كيف يمكن للاهل تحصين اطفالهم من التأثيرات السلبية بفعل الازمة الخانقة على شخصيتهم المستقبلية ؟

تغيير الصورة دون التأثر بالازمة 

ان العائلة  تعتبر الركن الاساسي لشخصية الطفل فكيف اذا كان الجو العام الضاغط بفعل  الازمة الاقتصادية الخانقة بات يكبل العائلة اللبنانية من ضغط نفسي متأزم مما تحدثت الاختصاصية في علم النفس العائلي الدكتورة ديالا عيتاني باسهاب عبر ل  greenarea.info مما قالت:”على الاهل ان يعرفوا جيدا انه مهما تعرضوا للضغوطات دون التعبير عنها  بالمبالغة عن مشاعرهم وغضبهم لانها ستنعكس على ولدهم كونه ذكيا منذ صغره يشعر بما يجري حوله.على سبيل المثال اذا كان الوضع سيئا في العمل لا يجب انعكاس تداعياته على الولد بل دعمه وحمايته وشرحه للامر بطريقة منطقية دون مبالغة  بانهم غير مرتاحين في العمل نتيجة الضغط النفسي وهذا منطقي ان  يحصل  في بلد يمر بظروف صعبة  وبعدها يأتي الفرج  وبهذا الاسلوب من التعبير يظل الولد يحب وطنه دون ان نزيد النقمة عليه .باختصار المهم ان يعرف الاهل انهم هم من يتحملون الضغوطات وليس الولد  عليه ان يتحمل  ضغط اهله  دون الكذب عليه لانه يشعر بذلك.بالمقابل على الاهل ان يخصصوا لولدهم ولو لمدة نصف ساعة محاوطته وابعاده عن الاجواء المتشنجة كمشاهدة الاخبار بل مشاركته في اللعب  او حضور فيلم سويا لان المهم  ان يشعر الولد  انه رغم كل الظروف  الضيقة لا تتزعزع العلاقة مع اهله وانها مرحلة وتمر، فالاهم ان نعيش اللحظة بما يعني ان كل تفكير الاهل يكون ولدهم لان الدراسات اثبتت ان الانسان الذي يعيش اللحظة تخفف عنده  الضغط النفسي ومنالانهيار النفسي، لذلك اهمية حوار الاهل الايجابي  مع ولدهم  دون نقل اليه الطاقة السلبية لانه ياخذها من اهله  مما يكون  التشديد على الطاقة الايجابية  ليتلقاها  بسلام  بمعنى اذا اهتمت الام بمظهرها وبدت فرحة يعكس ذلك  على  نفسيته ايجابيا  كما وانه  يقلد اهله في حب الوطن او تفاؤله  بالخير كونه لا يتعلم بالوعظ بل في تقليد اهله  فكلما كانت الصورة ايجابية من الاهل كلما ساعدوه في العلاقة الجدية الايجابية معهم .”

تداعيات الازمة على نفسية الطفل               

 من جهة اخرى شدد الاختصاصي في العلاج النفسي الدكتور ميسرة سري الدين عبر ال   greenarea.info:” لا شك انها مرحلة  صعبة  على الاهل التحلي بالتوعية  انه عند عودتهم الى المنزل  الانتباه الى  اسلوب  التحدث مع ولدهم  في تفادي الطاقة السلبية  كي لا تؤدي الى المشاكل تعكس على نفسية اولادهم  حيث تبين ان هناك شريحة من الاولاد في لبنان  باتوا يشعرون بالخوف والرعب لدرجة  يحلمون بهاجس موت اهاليهم، كل ذلك نتيجة  ما يرونهم  من مشاهد تعنيف واعتداءات خلال الازمة التي يمر بها لبنان مما يعتقدون ان في  ذلك  سيؤدي الى حرب  مستقبلا وهذا ما يولد  في داخلهم عدم الامان واللا توازن العاطفي في المنزل . انطلاقا من ذلك على الاهل امتصاص اي طاقة سلبية من غضب او خوف دون  اظهارها امام الاولاد كي لا يتاثروا بذلك  فكم من المرات  نسمعهم يقولون لاهاليهم  ان كل حديثكم  يتركز  حول ما يجري من احداث  دون التحدث عما هو جديد مما يعني ان الاولاد يتأثرون بما يسمعون من احاديث من اهلهم عن الازمة الاقتصادية الخانقة وهذا يشكل ضغطا نفسيا عليهم طوال  الوقت  مما ينتج عن ذلك خوف  لديهم  يرافقهم عندما يكبرون  وهذا ما اثبت عند جيل الحرب  الاهلية حيث نجدهم مصابين في اضطرابات  نفسية منها  الانهيار  العصبي  والقلق  والخوف الدائم عند سماع على سبيل المثال اي صوت طيران حربي .من هنا اهمية الوعي عند الاهل  في معرفة ايصال الرسالة الايجابية  لولدهم مهما كانت الظروف صعبة  كونه مثل الاسفنجة  يمتص كل شيء حوليه  حيث لا يستطيع تحليل  المشاكل التي يتلقاها  من منطق الاهل بل حسب ما يراه اذ ان  الضغط النفسي  يستطيع الكبار تجاوزه  انما الولد لا يستطيع  ذلك خوفا من ان  يحصل مكروه لاهله  ويتزعزع الامان عنده  من هنا اهمية حمايته .”

الاطفال “فشة خلق “

الا ان الاختصاصية في العلاج النفسي الدكتورة نيكول هاني  اوضحت عبر greenarea.info: ” انه على الاهل  التنبه  في مراقبة  تصرفاتهم ازاء الضغط النفسي الذين يعانون منه  دون انعكاسه على اولادهم  كون  الاهل  يمثلون الصورة لهم  خصوصا اذا كان الولد في عمر 9  سنوات يكون الاكثر تأثرا  بأهله  بمعنى اذا رأى امه  حزينة يحزن معها والعكس ايضا . اما في  ما يتعلق بتأثير الازمة الاقتصادية وما ينتج عنها  من ضغط النفسي وارتفاع الصوت في المنزل  من الاهل على الاولاد  فيكونوا “فشة خلق” ينعكس  ذلك سلبا عليهم  مما يزداد عندهم الشعور بالخوف والقلق وقلة النوم وتكون النتيجة  صعوبة التركيز  في درسه وبالتالي  تراجعه  في التحصيل الدراسي  من هنا اهمية استيعابه وتفهمه  دون تحميله الطاقة السلبية التي يعكسوها اهله عليه بل عليهم  مساعدته  اقله ممارسة الرياضة وسماع الموسيقى للخروج من الجو  الضاغط نفسيا .”

الاكتئاب عند الاطفال

في المقلب الاخر شرح  الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور ايلي سالم ل greenarea.info حول مدى انعكاس الضغط النفسي الذي يتعرض له الطفل من اهله وما تترك من امراض نفسية جسدية مما قال : “ما نلمس اليوم ان نسبة حالات الاكتئاب عند الاطفال الى ارتفاع فضلا عن قلة التغذية لان هناك عائلات لا تستطيع تامين الغذاء لاطفالهم نتيجة الازمة الاقتصادية الخانقة  عدا انزوائهم في المنزل  والمكوث فيه في اغلب الاوقات كون اهلهم  عاجزين  ماديا عن  ادخالهم الى النوادي الرياضية  للراحة النفسية  كما  انهم بالتالي  يصابون بالتبول اللارادي  في الليل  كل ذلك بفعل  الضغط النفسي الذي يعيشونه من اهاليهم  مما يؤثر عليهم نفسيا وجسديا  وهنا  على الاهل  ان ينتبهوا لذلك في ضبط  تصرفاتهم السلبية على اولادهم دون ان يشعرونهم بالمعاناة  اليومية بل التركيز على اراحتهم نفسيا  اقله اللعب في الهواء الطلق  والتنزه في الحدائق العامة.”

اخيرا  الى رأي الاختصاصية في طب الاطفال الدكتورة سابين ابي عبود ل greenarea.info التي اعتبرت  :” ان الازمة الاقتصادية اثرت مباشرة على الوضع المادي عند الاهل لمعالجة اطفالهم خصوصا في فترة اللقاحات الان انني لم ار لغاية اليوم  بعد انه  بفعل الازمة التي يمر بها لبنان ان تكون هناك  حالات نفسية يعاني منها الاطفال  وتداعياتها على صحتهم سواء عدم النوم او التبول اللارادي .”

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This