حوالي مئة عام تفصلنا عن “الإنفلونزا الإسبانية” التي انتشرت  عام 1918  في جميع أنحاء العالم تقريباً، وأودت بحياة ما بين 50 و 100 مليون شخص، والتي كانت ذات منشأ حيواني، مثلها في ذلك مثل، فايروس الجهاز التنفسي “كورونا”، السريع الإنتشار، والذي له تسلسلًا وراثيًا يطابق  “سارس” بنسبة 80 في المائة، غير أنَّ حالات الإصابة بهِ تتجاوز حالات الإصابة بوباء “سارس” ، فيما معدل الوفيات به أقل. إلا أنَّ الوبائين ذات منشأ حيواني!!

لعلنا سنتكلم في مقال أخر عن أعراض الــ”كورونا”، أنواعه، أعراضه ومن هم الأكثر عرضة للإصابة به، وطرق الوقاية منه، كما أننا لن نتعرض لفيلم “كونتيجن -Contagion” الذي أخرجه “ستيف سوديربيرغ”، والذي يوثق انتشار مرضٍ معدٍ يُهدد البشرية، معتبراً أنَّ الخفافيش، أصل تفشي الفايروس، مصوراً ذات الرعب الذي تعيشه البشرية اليوم، نتيجة انتشار فايروس “كورونا” وخصوصاً بعد أن ظهر مجدداً فايروس إنفلونزا الطيور “إتش 5 إن 1” المميت في مقاطعة هونان، في ذات البلد(الصين)و من ذات المصدر (حيواني)، أيضاً!!.

في ظل كل هذا الخوف العالمي، يستمر المسؤول,ن وحيتان المال في لبنان، من مالكي الشركات العملاقة(الناهبون)، ومنتجي ومستوردي المواد المُضرة بالصحة(المسممّون)، وصولاً الى أصحاب الكسارات والمرامل ومعامل الكيماويات(الملوثوّن)، ومن لف لفيفهم، يستمرون بتخريب الحياة الطبيعية في جبال وسهول ووديان لبنان، لدرجةٍ حوّلوا البلاد طولاً وعرضاً، الى بيئةٍ مثاليةٍ لاحتضان فايروس “كورونا” كما “انفلونزا الطيور”، وكل مشتقاتها من الأمراض، وهم على دراية تامةٍ بأنَّ:

لبنان من البلدان الكثيرة ذات النظم الصحية الضعيفة، والتي ليست مستعدة لمواجهة أي نوعٍ من هذه الأمراض !!

وأنه في لبنان  تكاد تنعدم، وسائل توعية الناس بأهمية النظافة الخاصة والعامة!!!

لايوجد في هذا البلد، مياه صالحة للشرب!!.

وأنَّ شبكة الصرف الصحي، عندنا متهالكة، وخاصة في المناطق ذات  الكثافة السكانية العالية!!.

أضف الى ذلك أنه في لبنان لا يوجد أي نوع من الرقابة على مصادرالمواد الغذائية، منتجين (معامل) ومخدمين (مطاعم) وغيرهم!!!.

ولكن يبقى الأخطر من كل ذلك أن مزارع تربية الدجاج في لبنان والبالغ عددها 600 مزرعة، تُسرب للدجاج، عن طريق مياه الشرب، عقار الـ”كوليستين”، (مضاد الحيوي يُعطى لمرضى السرطان، في حالات المرض المتقدّمة)، بكمياتٍ كبيرةٍ وبطرقٍ غير خاضعة للرقابة، وذلك بغية تسريع نمو الدجاج وتصريفه في الأسواق.

لحظة لو سمحتم، فالأمر هنا ليس بهذه البساطة،  فقد أشارت  منظمة الصحة العالمية، الى أنه في عام 2050 سيتسبب إعطاء مثل هذا العقار للفراخ، بوفاة نحو 10 ملايين شخص سنوياً، وأعتبرته واحداً من أكبر الأخطار التي تهدد الصحة العالمية، والأمن الغذائي!!!

ياترى، أين الجهاز الرقابي في وزارة الزراعة؟

وماهي الإجراءات الإحترازية التي قامت بها وزارة الصحة، كي لا يصل إلينا “كورونا” الخبيث، وغيره ؟؟

ثم متى ستظهر ما يعرف بـ”وثائق بنما” بنسختها اللبنانية، لتفضح كل المسؤولين عن تدمير الطبيعة، في قطعة السما،  لبنان؟.

يتساءل لبنانيون.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This