في لبنان تماماً كأي دولة أخرى وخصوصاً الصين اليوم، يحاول المواطنون حماية أنفسهم من شتّى أنواع الفيروسات بسبب تكاثرها في الآونة الأخيرة. ففي لبنان يتخوّف الناس من فيروس الـ h1n1 في حين يرتعب العالم من فيروس “كورونا” الذي سجّلت الإصابات به بالآلاف في البلد المنشأ الصين وصدّرت إلى الخارج ، مما اضطرّ منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حال طوارىء دوليّة.
بين ذعر هذا الفيروس وذاك، يحاول المواطنون حماية أنفسهم عبر ارتداء الكمامات أو أقنعة الوجه الجراحيّة، التي وصل الطلب عليها في الصين إلى 200 مليون قناع يوميا، بحسب رويترز، فهل تنجح الوقاية؟
يقول رئيس قسم الأمراض المعدية والحيوانية المنشأ في مؤسسة الصحة العامة البريطانية، جيك دانينغ، إن هناك “أدلة قليلة للغاية على وجود فائدة واسعة لدى أفراد الجمهور ممن يرتدون هذه الأقنعة. ويشرح الطبيب أن هناك عدة أسباب لعدم فعاليتها، حيث “يجب ارتداء أقنعة الوجه على نحو سليم، وتغييرها بشكل دائم، وإزالتها بشكل صحيح، والتخلص منها بأمان، واستخدامها جنبا إلى جنب مع سلوكيات النظافة العامة الجيدة، حتى تكون فعالة”.
كذلك فإن معظم البدائل الورقية لهذه الأقنعة لا تحتوي على جهاز تنفس لتنقية جزيئات الهواء المعدية. وإذا لم يتم ارتداؤها بشكل صحيح، وإذا لم تكن محكمة على الوجه، فهذا يعني أن البكتيريا والفيروسات يمكن أن تصل بسهولة إلى الأنف والفم. وحتى عندما يمتثل المستخدمون لهذه القواعد مبدئيا، فإن الأبحاث تؤكد على أن الأشخاص عادة ما يملّون من استخدامها لفترات طويلة، حيث نشرت دراسة عام 2008، تشير إلى أن “الامتثال” لاستخدام الأقنعة المناسبة كان أقل من 50%، ما يعني أن نصف الأشخاص التي شملتهم الدراسة لم يستمروا في ارتدائها حسب التوجيهات. كذلك أكدت هيئات الصحة العامة الأخرى والمركز الوطني الأمريكي للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي عدم وجود أدلة كافية تشير إلى ضرورة ارتداء العامة تلك الأقنعة.
في المقابل، يقول أستاذ الصحة العامة الدولية للصحة والطب الاستوائي، جيمي وايتوورث: “هناك أدلة قليلة على أنها فعالة للغاية. لكنها أكثر فائدة إذا كان لديك فيروس ولا ترغب في نقله أكثر من منعها اصطياد أي شيء”. وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2014 بعد انتشار فيروس السارس، حيث تم ارتداء الأقنعة آنذاك على نطاق واسع في آسيا، نتائج غير حاسمة على فعاليتها. حيث “تم العثور على نتائج غير متناسقة في المراجعة المنهجية لتقييم الدراسات المتعلقة بالجهاز التنفسي.
“لذلك، ولضمان حماية أكبر، تنصح منظمة الصحة العالمية بغسل الأيدي بشكل متكرر، بفرك اليدين بالكحول أو بالماء الدافئ والصابون، وتغطية الفم والأنف بالكوع أو بنسيج مرن عند العطس أو السعال، وتجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص يعاني من الحمى أو السعال. كما تنصح المنظمة بطلب المساعدة الطبية المبكرة، حال ظهور أي حمى أو سعال أو صعوبة في التنفس، ومشاركة تاريخ السفر مع مقدمي الرعاية الطبية. وتنصح كذلك بتجنب الاتصال المباشر، غير المحمي، مع الحيوانات الحية، والأسطح الملامسة للحيوانات عند زيارة الأسواق في المناطق المتأثرة. وتنصح المنظمة بتجنب تناول المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطهوة جيدا والحذر في التعامل معها أو مع الحليب أو الأعضاء الحيوانية لتجنب تلوث الأطعمة غير المطهوة.