تحدث الحروب بكل أشكالها وتتنوّع بين إعلامية، إقتصادية، نفسيّة … ومع تنوّعها تختلف الأسلحة المستعملة، وأكثرها استهلاكاً تلك المتعارف عليها في الحروب العسكرية، أما الأكثر إبادة فقد تكون الأسلحة البيولوجيّة!
وفي جولة سريعة على أبرز الأسلحة البيولوجية المستخدمة في العالم، نجد أن بعضها لا يزال مستشرياً حتى يومنا هذا في بعض الدول ، فسلاح “الجمرة الخبيثة” الذي تسببه بكتيريا الجمرة الخبيثة bacillus Anthrax استخدمته بريطانيا كسلاح بيولوجي في الحرب العالمية الثانية على جزيرة جرونارد الأسكتلندية، التي لم تتعافَ من آثار المرض إلا في عام 1987، كما استخدمتها الوحدات اليابانية في منشوريا خلال ثلاثينيات القرن العشرين. وفي عام 1979 وقعت أكبر حادثة استنشاق لجراثيم الجمرة الخبيثة، ذلك عندما أطلقت خطأ في المركز البيولوجي العسكري في سفيردلوفيسك في روسيا، مما أدى إلى إصابة 79 شخصًا، لم ينج من الموت منهم إلا 11 فردًا فقط.
اما في عام 1763 ، قامت القوات البريطانية في عام 1763 بإرسال عدوى مرض “الجدري” إلى رؤساء القبائل الهندية مما أدى إلى قتل معظم السكان الأصليين بسبب انتشار الوباء، ذلك عندما أرسل قائد القوات البريطانية بطانيتين ومنديل ملوثين بالجدري إلى رؤساء هذه القبائل كهدية، حيث أن الجدري من الأمراض الفيروسية، شديدة العدوى في الهواء، ولديه القدرة على الإصابة لفترات طويلة بسبب تميزه بدرجة عالية من الاستقرار البيئي.
سلاح “الطاعون” الذي عرف باسم “الموت الأسود” كان السبب الرئيسي لهلاك سُكان أوروبا في القرن الـ 14، لذلك يُصنف ضمن أخطر فئة من الأسلحة البيولوجية. وقع هذا الوباء في الصين عام 1940، ذلك بعد الهجوم الياباني عندما قامت القوات اليابانية بإسقاط قنابل تحتوي على البراغيث المصابة من الطائرات.
في 2008 اتهم الرئيس الزيمبابوي الحكومة البريطانية باستخدام “الكوليرا “كسلاح بيولوجي أدى إلى مقتل مئات الأشخاص للإطاحة بنظامه. أما ما بين عام 1816 وحتى نهاية سبعينيات القرن الماضي، وقعت 7 أوبئة للكوليرا، كان الوباء الثالث هو أكثرهم شراسة، حيث تجاوز عدد القتلى مليون شخص خلال 1852-1860 في روسيا.
“ سم البوتولينوم” يُعتبر هذا السُم من الأسلحة البيولوجية الهامة جدًا، والمفضلة من بين برامج الأسلحة البيولوجية، نظرًا لقوته، والإمكانية المحدودة للعلاج لأنه عديم اللون والرائحة، ولا يتم اكتشافه إلا بعد حدوث الإصابة. ففي عام 1990 نشرت الجماعة اليابانية أوم شينريكيو السم على عدة أهداف سياسية.
لا تقتصر الحروب البيولوجية على نشر الأمراض والأوبئة بصورة مباشرة ضد العدو، لكن قد يستخدمها البعض لإلحاق الضرر بمصادر الغذاء، وقطع الإمدادات الغذائية الأساسية للعدو مما يؤدي إلى نشر المجاعات. أحد هذه الأسلحة البيولوجية هو “لفحة الأرز”، فقد استخدمته العديد من البُلدان، حيث قامت الولايات المتحدة الأمريكية بجمع عينات من الفطريات الضارة والمسببة لأمراض المحاصيل في هجوم محتمل على آسيا، بعد أن قامت باستخدام المحاصيل المقاومة للفطريات كأسلوب دفاعي للحفاظ على محاصيلها.
وعندما غزا جنكيز خان أوروبا في القرن الـ 13، قال إنه أطلق العنان عن غير قصد لسلاح بيولوجي مخيف وهو “طاعون الماشية أو الطاعون البقري“، فيتسبب في هذا المرض فيروس يؤثر على الماشية، الماعز، الثيران، والزرافات. وعلى الرغم من أن هذا المرض لا يصيب الإنسان لكنه كان ذو تأثير خطير للغاية، حيث أدى إلى وفاة ملايين المواشي، مع غيرها من الحيوانات البرية الأخرى. وقد تفشى المرض في أفريقيا فأدى إلى حدوث المجاعات، وإقدام الرعاة على الانتحار نظرًا لضياع كل ما يملكونه، ثم تمت السيطرة بعد ذلك على المرض عن طريق التطعيم واسع النطاق للماشية.
في هذا الإطار، وعقب انتشار فيروس “كورونا” واكتشاف خباياه بات من المؤكّد أنه من الأسلحة البيولوجية التي تستعمها أميركا في حربها الإقتصادية مع الصين، خصوصاً مع ما رتّبه انتشاره في البلاد من خسائر اقتصادية فادحة فضلاً عن الخسائر البشرية التي لا تعوّض بثمن!
ففي اليومين الأخيرين، أعلنت الهند انها توصلت لتركيب الحمض النووي لفيروس كورونا الجديد والمفاجأة ان الفيروس ليس فيروس كورونا حقيقي. اكتشفوا ان فيه اربع احماض نووية من فيروس الايدز تم زرعها في الفيروس و هذا معناه انه فيروس مركب صناعيا في المخابر . ويبدو هذا الأمر جلياً بحيث أن فيروس “كورونا” مسجّل في سجل براءات الإختراع الأميركية منذ عام 2015 ، وقد تم تصنيفه مثل العديد من الفيروسات التي تستخدم في الأسلحة البيولوجية كوسيلة لجني الأرباح بعد ان تبيع الشركة المصنّعة للفيروس اللقاحات لدول العالم كافة.
ولكن الوضع اليوم يختلف بحيث أن الصين وبعض الدول الأخرى التي انتشر فيها الفيروس يعملون بجهد لإيجاد اللقاح او الدواء الشافي للحد من عدد الخسائر البشرية، من دون أن يرفّ لأميركا أيّ جفن للمساعدة!
يذكر أن الأسلحة البيولوجية، والنووية، وكذلك الكيميائية تندرج تحت مُسمى أسلحة الدمارالشامل لكن الأكثر تميزًا هي الأسلحة البيولوجية وذلك لأنها أول أسلحة الدمار الشامل المستخدمة في الحروب، ولما تتميز به أيضًا من صِغر الحجم، وسهولة الحُصول عليها وسهولة استخدامها، وانتشارها السريع بالإضافة إلى قدرتها التدميرية الفتاكة.