يولِّد البشر يومياً ما يقرب من أربعة ملايين طن من النفايات الصلبة وغيرها كالنفايات البلاستيكية، أي عشر مراتٍ أكثر مما كانوا ينتجون، القرن الفائت، الأمر الذي يدعونا لضرورة التفكير في إيجاد حلول لتقليل حجم وكمية نفاياتنا، وكيفية تحويلها الى مصدر حقيقي للطاقة، وصولاً الى تحقيق حلم النفايات الصفرية.
ففي حين أن حجم كوكبنا محدود، فإن إنتاجنا من النفايات لامتناهٍ، وهي مصدر أساسي لتلويث الماء والتربة والهواء، وتُمثل تهديداً خطيراً على التنوع البيولوجي، ومسبباً أساسياً لتدهور الصحة العامة، علاوةً عن كونها مُدمراً حقيقياً للحياة الطبيعية.
وتدعو الدول المتقدمة والجمعيات والمنظمات المعنية بالبيئة، ومن بينها جمعيتنا Green Area الى بناء اقتصاد دائري، صديق للبيئة، مؤكدةً باستمرار على ضرورة التنسيق و العمل بين كل مكونات المجتمع، من أجل التركيز على إعادة تدوير القمامة وعدم طمرها أو حرقها، وحث السكان على مقايضة النفايات (الورق والكرتون وعلب الألمنيوم والزجاج وغيرها)، بسلعٍ من استهلاكية، والإستفادة من النفايات العضوية بتحويلها الى سماد حيوي يستخدم لتغذية النبات.
كذلك تحث الجميع على التوقف عن استخدام أكياس البلاستيك واستبدالها بأكياس من الورق والقماش، وشراء ما أمكن من السلع والمنتجات دون تغليف، واستبدال أكواب وقشات العصائر (الشليمونات ) والصحون البلاستيكية بأخرى مصنوعة من الورق المقوى والعجين، كما تدعو الى منع التدخين في الأماكن العامة منعاً باتاً، أضف الى ذلك الدعوة الجدية لتوسيع المساحات الخضراء داخل المدن، وعملها الدائم على وضع برامج للتثقيف البيئي ونشرها.
والجدير ذكره هنا أنَّ دولاً عدة اتخذت إجراءاتٍ صارمةٍ في هذا الشأن، حيث فرضت 33 دولة أسيوية، و12 ولاية في الولايات المتحدة الأميركية، غرامات كبيرة تجاه استخدام البلاستيك، وتبعتها في ذلك سبع دولٍ من حوض الكاريبي، فيما اعتمدت فرنسا مشروع قانون لمكافحة النفايات البلاستيكية، يقضي بأن تكون جميع الأطباق التي تستعمل لمرة واحدة، مصنوعة من مواد ذات منشأ حيوي، في حين حُظِرَ في العاصمة الأرجنتينية “بوينس آيريس”، استخدام كافة أدوات الطعام المصنوعة من البلاستيك، أما العاصمة البرتغالية “لشبونة”، فقد فرضت غرامات (قد تصل الى 250 يورو) على من يرمي بأعقاب السجائر على الأرض، وتسعى دول أخرى مثل ماليزيا، جنوب إفريقيا، الصين وحتى الهند وبنغلادش، للتخلص من كل النفايات البلاستيكية.
أما عندنا في لبنان، فيمكنك أن تجد على طول البلاد وعرضها، كافة أشكال وأنواع النفايات والملوثات، مع عجزنا التام عن تحويل أي نوع من تلك النفايات إلى أي شكل من أشكال طاقة!!.
ونفتقد للبرامج التوعوية، من إرشادات وتعليمات ، حول طرق التخلص من النفايات، وخطر طمرها أو حرقها أو حتى رميها في المياه والأنهار أو تلويث الهواء بها!!.
وبدل فرز ومعالجة النفايات، قمنا بزرع المحارق في جسد لبنان الأخضر، وقمنا بتكديسها في جبال (الكرنتينا وغيرها)، أو طمرها، في مطامر عشوائية، حتى أننا ردمنا البحر بها!!.
ليس لدينا قوانين مشددة أو حتى مخففة على من يرمي النفايات في البحر او البر!!.
أخيراً، هل سيبقى وصول لبنان الى نقطة “صفر نفايات”، مجرد حلم؟؟
من يعش يرى.