كانت تنقصه “الكورونا” .. واليوم اكتمل النصاب! فلبنان الذي يصبّ فيه العالم جام غضبه رغم صغر مساحته، كان لا بدّ له من استضافة  نتائج حرب بيولوجيّة تشنّها أميركا على الصين بنشرها وباء من صنع يديها ومسجّلة براءة اختراعه منذ سنوات قليلة.

إذا اشتعلت الحرب في سوريا، يدفع لبنان الثمن تماماً كالعراق وفلسطين وكل الدول المجاورة، فكل الطرق تصبّ في بيروت، وهذا ما حصل مع اكتشاف أوّل حالة إصابة بفيروس ال”كورونا” منتقلاً من ايران إلى لبنان.

اكتملت بذلك سّلة مصائب اللبناني، بدايتها كانت اقتصادية وسياسية فتحوّلت لتصبح معيشية تهدّد بلقمة العيش وانتهت بالصحة التي لا حول له ولا قوّة في مواجهتها..

رغم خطورة انتشار الفيروس في لبنان بسبب عدم أهليته لاحتواء فيروس بهذا الحجم، إلا أنه لا داعي للهلع حاليًا بسبب انحصار الإصابة بشخص واحد. وفي حين يسجّل البعض الانتقادات على آلية تعامل المعنيين وخصوصاً وزارة الصحة مع المسافرين الذين رافقوا السيدة المصابة في طائرة واحدة إلى لبنان، من الضروري عدم نشر الهلع والإشاعات بأنه فيروس قاتل.

فباعتراف كل الأطباء، “كورونا” هو فيروس سريع الإنتشار، تبدأ أعراضه بحمى، ثم سعال جاف، وبعدها يبدأ المريض في المعاناة من صعوبة في التنفس قد يحتاج المصاب على إثرها إلى رعاية طبية داخل المستشفى. وتشير الإحصائيات الحالية إلى أن واحدا من كل أربعة تكون إصابته خطيرة. ومن النادر أن تتضمن الأعراض الأولية للمرض رشح الأنف والعطس.

وفي أحدث النتائج ، توصلت دراسة صينية حديثة إلى كشف احتمالية الموت بفيروس كورونا المتحور “كوفيد-19” إذا أصيب الشخص به، وذلك بناء على عمره وحالته الصحية. وتشير أكبر دراسة صدرت حتى الآن عن تفشي الفيروس إلى أن أغلب الحالات إصاباتها خفيفة، وأن المرضى وكبار السن هم الأكثر عرضة للخطر. وقد نشر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين الدراسة التي شملت أكثر من 70 ألف حالة مرتبطة بفيروس كورونا حتى تاريخ 11 فبراير/شباط الجاري، من بينها حالات إصابة مؤكدة وأخرى مشتبه بها بدون ظهور أعراض عليها. وتوصلت الدراسة إلى أن نسبة حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس هي 2.3%، وأن الفئة العمرية الأكثر عرضة للخطر هي فئة كبار السن.

كما يواجه المرضى الذين يعانون من ظروف صحية موجودة مسبقا خطرا أكبر للوفاة مقارنة بأقرانهم غير المصابين بأمراض مسبقة. وبلغت نسبة الوفيات بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 80 عاما 14.8%، في حين تراجعت إلى 8% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاما، و3.6% لمن تتراوح أعمارهم بين 60 و69 عاما. أما بين الفئة العمرية التي تتراوح بين 10 أعوام و39 عاما فقد كانت نسبة الوفيات 0.2%، وارتفعت إلى 0.4% بين المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و49 عاما.

 

وقد أظهر تحليل بيانات مجموعة فرعية تضم نحو 20 ألف شخص أن نسبة الوفيات بين المرضى الذين لم تكن لديهم أي ظروف صحية مسبقة كانت 0.9%. وجاءت نسبة الوفيات بين من يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية 10.5%، يليهم مرضى السكري بنسبة 7.3%، ثم الحالات التي تعاني من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة بنسبة 6.3%. وكشفت الدراسة أن أغلب الحالات -ونسبتها 80.9%- ظهرت عليها أعراض خفيفة، في حين ظهرت أعراض شديدة على 13.8% من المصابين، وأظهرت 4.7% من الحالات أعراضا حرجة.وتوصلت الدراسة إلى أن العاملين في المهن الطبية يواجهون خطرا أكبر من الأشخاص العاديين.

في المقابل، وبالنسبة للجزء الأكبر ، لا يبدو الأطفال عرضة للفيروس. وقال ريتشارد مارتينيلو ، أستاذ مشارك في الأمراض المعدية في كلية ييل للطب ، لـ Business Insider: “من كل ما رأيناه ، ولأسباب غير واضحة لنا ، يبدو أن هذا يؤثر بشكل أساسي على البالغين”. “بعض التقارير التي صدرت حتى الآن من الصين كانت من مستشفيات للبالغين وليس من مستشفيات الأطفال ، لذلك قد لا نرى هذه البيانات بعد”.

 

في هذا الإطار، أصدرت مصلحة الطب الوقائي، في وزارة الصحة العامة، بياناً تضمن معلومات عن فيروس “كورونا” وطرق الوقاية منه، مشيرة الى أن”فيروسات كورونا تشكل فصيلا كبيرا، يشمل فيروسات يمكن أن تسبب نزلات البرد، ومعظم حالات الإصابة بهذا الفيروس بسيطة، يشفى منها المريض بشكل تلقائي. ومن أبرز عوارض المرض ارتفاع درجة الحرارة، آلام في الحنجرة، سعال وضيق في التنفس. اما فترة حضانة المرض فهي حوالى يومين إلى أسبوعين”.

واشار البيان إلى أن “طرق العدوى بالفيروس غير معروفة بدقة، ولكنها قد تشبه طرق انتقال الانفلونزا من حيث الانتقال المباشر من طريق الرذاذ المتطاير من السعال، العطس، اللعاب، والانتقال غير المباشر عبر تلوث اليدين، ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين.

وعن طرق الوقاية من هذا الفيروس، نصحت الوزارة المواطنين “بعدم السفر إلى البلدان الموبوءة إلا عند الضرورة. وفي حال الاضطرار إلى السفر، يجب التقيد بالإرشادات الصحية التالية للحد من انتشار الامراض التنفسية الحادة عموما والكورونا خصوصا وهي: المداومة على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون، أو المواد المطهرة الأخرى التي تستخدم لغسيل اليدين، خصوصا بعد السعال أوالعطس، وتجنب الاتصال المباشر مع أي شخص يعاني العوارض المذكورة أو الالتهاب التنفسي الحاد، واستخدام المنديل لتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطاس، ثم التخلص منه في سلة النفايات. وإذا لم يتوافر المنديل فيفضل السعال أو العطس على أعلى الذراع وليس على اليدين. وحاول قدر المستطاع تجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد، فاليدين يمكن أن تنقل الفيروس بعد ملامستها للأسطح الملوثة بالفيروس.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This