أغلقت الحكومات التي تواجه فيروس كورونا المدارس وألغت فعاليات جماهيرية وشرعت في تجهيز مستلزمات طبية يوم الخميس في سباق مع الزمن لاحتواء الانتشار العالمي السريع للفيروس.
وللمرة الأولى تخطى عدد حالات الإصابة الجديدة في أنحاء العالم العدد المسجل في الصين حيث ظهر المرض قبل شهرين في سوق غير مرخصة لكائنات برية لكنه يتراجع هناك بعد حملة احتواء صارمة.
وثار قلق خاص في اليابان التي ارتفع بها عدد حالات الإصابة إلى مئتين بعد اكتشاف إصابة مرشدة سياحية بالفيروس للمرة الثانية وهي واحدة من عدة حالات شبيهة قليلة للغاية في أنحاء العالم.
وأوقفت طوكيو التجمعات الكبيرة والأحداث الرياضية لأسبوعين وقررت إغلاق المدارس لعطلة الربيع مبكرا لكنها لا تزال تخطط للمضي قدما في تنظيم أولمبياد 2020 الذي سيمثل إلغاؤه أو نقله إلى مدينة أخرى ضربة كبيرة لليابان.
وبلغ عدد الإصابات في الصين أكثر من 78500 فضلا عن وفاة 2746. وانتشر الفيروس في 44 بلدا آخر مسجلا 3246 حالة إصابة و51 وفاة.
وتحجم منظمة الصحة العالمية حتى الآن عن وصف الفيروس بالوباء رغم احتوائه على كل أركان التعريف العلمي وهو عدوى واسعة الانتشار في منطقة كبيرة.
وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ”هذا ليس وقت الخوف. هذا وقت اتخاذ إجراءات لمنع العدوى وإنقاذ الأرواح الآن“.
ماكرون: الأزمة قادمة
أطلقت أستراليا إجراءات طوارئ ورفعت تايوان مستوى الاستجابة للوباء إلى أعلى درجة بعد يوم من تكليف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نائبه مايك بنس بالاستجابة الأمريكية للأزمة الصحية العالمية التي تلوح في الأفق.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مستشفى في باريس توفي فيه مواطن فرنسي يبلغ من العمر 60 عاما ليصبح ثاني شخص يلقى حتفه بسبب المرض في البلاد ”نواجه أزمة. هناك وباء في الطريق“.
وحذرت ألمانيا أيضا من وباء وشيك.
وتراجعت الأسواق العالمية لليوم السادس على التوالي مما بدد أكثر من 3.6 تريليون من قيمتها السوقية.
وذكرت تقارير إعلامية أن الدنمرك أكدت أول حالة إصابة لرجل عاد من عطلة تزلج على الجليد في إيطاليا وأعلنت إستونيا أول حالة إصابة لرجل عائد من إيران.
ولا يوجد علاج للفيروس الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالتهاب رئوي وقد تستغرق جهود تطوير مصل له 18 شهرا.
وارتفع عدد الإصابات بالفيروس في كوريا الجنوبية إلى 1261 فضلا عن وفاة 12 شخصا بينما سجلت إيطاليا أكبر عدد للإصابات في أوروبا وهو 453 و12 حالة وفاة، وأعلنت إيران عن 245 حالة إصابة ووفاة 26.
وأعلنت سنغافورة أن طالبا يبلغ من العمر 12 عاما كان من بين ثلاث حالات إصابة جديدة يوم الخميس ليصل العدد الإجمالي للمصابين إلى 96 شخصا.
* إيطاليا تحذر من ”وباء“ المعلومات المضللة
وفي إيران، مددت الحكومة إغلاق دور السينما وإيقاف الأحداث الثقافية والمؤتمرات أسبوعا آخر كما حثت الناس على تجنب السفر غير الضروري. وفرض ظهور الفيروس في إيران مزيدا من العزلة على البلد الذي يخضع لعقوبات أمريكية.
وحذرت إيطاليا التي تسعى جاهدة لدرء ركود محتمل من أن ”وباء المعلومات المضللة“ قد يكون أسوأ من الفيروس ذاته.
وأثار انتشار الفيروس اضطرابات في حركة الطيران الدولية فألغت شركات طيران رحلات في حين منعت دول الزوار من مناطق التفشي وألغى مسافرون قلقون سفرهم.
وسجلت الولايات المتحدة 59 حالة إصابة معظمهم أمريكيون نقلوا من سفينة سياحية خضعت لحجر صحي في اليابان.
وقال ترامب إن مخاطر الفيروس ”منخفضة جدا“ في الولايات المتحدة التي وصفها بأنها ”مستعدة جدا جدا“.
واقترب عدد الإصابات المؤكدة بين ركاب السفينة السياحية دايموند برنسيس المسجلة في لندن من 700 حالة وأربع وفيات منذ أن رست السفينة في ميناء ياباني يوم الثالث من فبراير شباط.
وقالت السلطات الصينية إن عدد الوفيات الجديدة بلغ 29 حالة يوم الخميس وهو أقل معدل يومي منذ 28 يناير كانون الثاني. وجرى تسجيل 433 حالة جديدة في الصين في اليوم السابق مقارنة بنحو 586 حالة في دول العالم.