منذ انتشار فيروس “كورونا” أو “كوفيد 19” والعيون شاخصة حول الأخبار اليومية المتناقلة عن أعداد ترتفع في بلد أو تكتشف في بلد آخر من جهة وتقارير منظمة الصحة العالمية من جهة أخرى.

وبين تلك الأرقام وهذه المعلومات، نعود لالقاء الضوء على المشكلة الأكبر في عصر وسائل التواصل الإجتماعي، حيث تنتشر الكثير من الأخبار غير الصحيحة، ويتم تناقلها فتنشر الهلع بين الناس، الأمر الذي يزيد من طينة المصيبة بلّة وتضيع الحقيقة بين صفحات مواقع التواصل ويغدو البحث عن حلّ أصعب من أي شيء آخر.

في المقابل، وما أن يبدأ الهلع تنتشر الحالات الهستيرية التي تطرح حلولاً للحد من تفاقم الأزمة وكأنها تعيش لوحدها في هذا العالم، لا بل تقدّم الدواء الشافي وتنشر المعلومات حول الاولويات والضروريات، إن عبر تناول الدواء الذي يستعمل ضد الملاريا، أو عبر شرب العرق لاستخدامه كمطهّر، فيتهافت العالم ليتعلّقوا ببصيص أمل صغير قد لا يكون العلاج الفعّال لهذا الفيروس!!

أخبار كثيرة تم تناقلها في الفترة الأخيرة مع وصول الفيروس إلى لبنان، ورغم الإنتشار السريع الذي يتم تسجيله في مختلف دول العالم، ورغم عدم اقتناع الكثير في لبنان بالإجراءات الإحترازية المتخذة وبالتالي عدم تصديق الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة.. تبقى الحقيقة الأساس من منظمة الصحة العالمية، التي ورغم تخوّفها من “كورونا” إلا أنها لم تعتبره “وباء” حتى الآن، فضلاً عن أنها تؤكّد إمكانية الشفاء بشكل كبير اذ ان نسبة الوفيات لا تتخطى الـ 2,3% والتي قد تطال ذوي المناعة الضعيفة.

في الجهة المقابلة، المسؤولية تتوزّع على جهات متعددة، أوّلها الجهة الحكومية المعنيّة، بدءاً بوزارة الصحة مروراً بوزارة الأشغال التي أصدرت قرارها بمنع السفر من وإلى البلدان الموبوءة، وصولاً إلى وزارة التربية التي تقع عليها مسؤولية نشر الوعي في المدارس وتتبّع تطوّرات الإصابات إن حصلت لتبني على الشيء مقتضاه، وصولاً إلى وزارة الإعلام التي تقع على عاتقها مسؤولية نشر الحقيقة دون غيرها من أرقام وتسجيل حالات ومعلومات عن طرق الوقاية والعلاج!!

هي خطّة عمل شاملة لم يتسنّى للبنان الحكومي أن يرسمها بدقة متناهية بل هندسها تحت ضغط الوقت الذي لا يلعب لصالح العالم بل يسابق سرعة انتشار الفيروس بشكل كبير في مختلف أصقاع الأرض. إلا أنه بين هذا الدور وذاك، يبقى الوعي الأمر الأساس لكل مواطن على الأرض اللبنانية أن يشارك في عملية مواجهة هذا الفيروس، إن عبر التقيّد بتعاليم الوقاية والنظافة الشخصية، أو عبر نشر المعرفة حول إمكانية تجنّب الفيروس وزيادة مناعة الجسم، وعبر التبليغ عن أي حالة يرصدها على الأرقام المخصصة لوزارة الصحة، وأن يقتنع أولا وآخراً أن الفيروس سريع الإنتشار لكنه ليس بقاتل، والعلاج الضروري هو الأساس.

فيروس “كورونا” وصل إلى لبنان، شئنا أم أبينا، وهو لن يطال عونياً ويترك قوّاتياً، كما لن يستثني لا شيعي ولا سني ولا درزي ولا أقليات حتى، لا صغير ولا كبير، وهذا هو الوقت الأنسب لتكاتف الجهود للحؤول دون تمدّد الفيروس وتغلغله في مجتمعنا وضمان شفاء بلدنا.

التنظير والتحديات والمهاترات لا تفيدنا بشيء اليوم، وكل من يملك معلومة فليضعها في مكانها الصحيح كي يصمد اللبنانيون معاً في مواجهة فيروس يستعمله الأغراب لتصفية حسابات في ما بينهم!

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This