هل صحيح  ان المصيبة جمعتهم اذا صح القول ؟ ما نلمسه  اليوم اكثر من قبل انه بالرغم من ضيق الازمة الاقتصادية الصعبة مازلنا نرى التضامن والتعاون وروح المساعدة اكثر من قبل هل يعود ذلك الى طبيعة اللبناني المعروف بالكرم؟ ام لها ابعاد اخرى لحماية الجماعة من اي تعرض للعوز تحت اطار طائفي “جماعتنا ومنطقتنا وطائفتنا ” ونحن اولى من البعيد”مما يطرح السؤال نفسه: ما السر ّ بتعزيزالمساعدات على نحو طائفي ام مذهبي بدلاً من أن يكون على صعيد المواطن اللبناني بحد ذاته دون البعد الطائفي ؟

المساعدة تنقذ المجتمع من الانهيار النفسي !

أن عدم الحصول على الحماية الاجتماعية يشكل العقبة الرئيسية أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث لا يمكن التطرّق إلى دراسة أنظمة الحماية الإجتماعيّة دون وضعها في سياق مراجعة معمّقة في دور “الدولة الإجتماعية فيما يتعلق بالتضامن والتكافل الإجتماعيين والإعتراف بالحقوق الإقتصاديّة-الإجتماعيّة. فالتضامن الإجتماعي يعني مثلا العائلة الممتدة، “الطائفة”، القوى العاملة، الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، المؤسسات الدينيّة، الشركات، شركات التأمين والدولة. مما تختلف الأدوار ومستوى طغيان أطراف على أخرى حسب واقع كل دولة ومجتمع من جهة، وتحولات الرسماليّة على الصعيدين العالمي والمحلّي .

هذا بشكل عام اما على صعيد لبنان  فكثيرا ما نتساءل انه بالرغم من الازمة الاقتصادية و المالية مازال عند اللبناني حب المساعدة و التضامن و العطاء ودعم الاخر ماديا  حتى لو لم يملك فلس ارملة فهل هذا يعود الى طبيعة اللبناني المعروف بكرمه المتربي عليه ؟ و الى اي مدى ذلك له بعد نفسي و اجتماعي مما اعتبرت  الاختصاصية في علم النفس الدكتورة نيكول هاني ل greenarea.infoان مد يد العون خلال الازمة تنقذ المجتمع من حالات الانهيار العصبي و هذا ما حاولت تفسيره من الناحية الشق النفسي مما قالت :” ان المساعدة في الازمة الصعبة  تاتي نتيجة  كون  اللبناني يتمتع بصفات العطاء و الكرم والمحبة و الالفة الاجتماعية فضلا عن الايمان الذي يتميز به كونها  رسالة محبة  و مساعدة و عطاء و انطلاقا من ذلك كانت المساعدة للاخر المشتركة بمعنى المصيبة جمعت اللبنانيين تحت اطار التعاون و التضامن لتجاوز المحنة الصعبة التي يمر بها لبنان ان كان من خلال المبادرات الفردية  او من خلال الجمعيات او المعالجين النفسيين لمساعدة الناس ان كانت المحتاجة ام القابعين تحت الضغط النفسي جراء الازمة الاقتصادية الخانقة و عندما يجدوا من يساعدهم نفسيا و معنويا و اجتماعيا في مد يد العون لهم  يتخلصون من الضغط النفسي منعا للانهيار العصبي و الاكتئاب اوالانتحار بل في اعطاء لهم الامل في البقاء وحب الحياة  .”

 التضامن المشترك

 في المقلب الاخر الملفت للنظراذا كانت  ظاهرة المساعدات الاجتماعية تضاعفت حسب رأي الاختصاصية في علم النفس الدكتورة شهناز بارودي ل greenarea.infoان المساعدات تأتي نتيجة  ليس فقط الشعور بحب العطاء بل الشعور ايضا بالذنب مما قالت :” كلنا نعرف ان طبيعة اللبناني معطاء وكريم يحب المساعدة  سواء  على صعيد المساعدات الفردية ام من خلال المشاريع الفردية كما و انه  ايضا بفعل الحراك  لمسنا كثرت مساعدات الناس لبعضها البعض سواء  من خلال الدعم المادي  ام المعنوي ايمانا بالمشاركة الجماعية .هذا الشيء لم نكن  نراه  من قبل بل اليوم  مما كثرت ايضا  المساعدات ضمن الشعور بالذنب  بانه على اي فرد منا  عليه ان يمد يد العون للاخر حتى لو لم يشارك في الحراك الذي يمثل صوت الناس  ووجعهم مما جعلنا ننظر  اكثر بالحالة الاجتماعية الاكثر فقرا  التي لم نكن كنا نراها في السابق و النتيجة تضاعف عندنا الشعوربالعاطفة و العطاء  و حب التعاون و التضامن تحت اطارالمساعدة الانسانية  .”

التعاون الاجتماعي محاصر

امام ظاهرة المساعدة و حب التضامن بفعل تأثير الازمة الصعبة التي يمر بها لبنان كيف يعلق عليها من ذوي الاختصاص في علم الاجتماع خصوصا  بعد تبين ان المساعدات في لبنان مازالت في اغلب الاحيان على نحو ضيق و لها ابعاد طائفية مذهبية  و محصورة  تحت اطار ” جماعتنا و مناطقنا  و طائفتنا و القريب اولى من البعيد ” فهل من تفسير اجتمتعي  لذلك بدل ان  تكون شاملة لجميع الفئات من كل الطوائف  دون اي تمييز ؟

مما فسرّ الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور محمد بدرا باسهاب  ل  greenarea.info عن خلفية المساعدات الاجتماعية في اطارها الضيق  اكثر مما تكون شاملة حيث قال  :”ان ظاهرة مد يد العون ان كثرت بفعل الازمة الصعبة التي يمر بها لبنان لها بعدين  حيث ان البعد الاول له علاقة بالشق الشخصي اي  بالثقافة التي تربينا عليها  كون الشعب اللبناني مضياف و كريم ضمن ادبيته و بيوته حتى ايضا  كريما على نفسه اما  البعد الثاني فيتعلق الامر  بالوضع العام نظرا للازمة المستجدة اذ انه عندما يشعر الاشخاص بخطر اجتماعي  مما يدفعهم كافراد داخل الجماعة في السعي الى مساندة بعضهم البعض بهدف النجاة  حيث يكثر التكافل و التضامن في ما بينهم من اجل الحفاظ على الجماعة لان الفرد  يشعربالتهديد في حال فقدها  لذلك تكثر المبادرات الاجتماعية في سبيل حب الجماعة المبنية على الشخصية المعطاة و الكريمة انما بكل اسف شديد مازلنا لم نصل الى المواطنية الحقة اي عند كل تهديد اجتماعي تكون المساعدات ضمن  الجماعة الضيقة على غرار مناطقنا بشكل مذهبي و طائفي   اكثر مما هي  تكون لجميع المواطنين دون التمييز في ما بينهم . ”

و الامر ذاته حسب ما جاء  على لسان الاختصاصي في علم الاجتماع  الدكتور عبدو قاعي الذي اعتبر ايضا ان المساعدات الاجتماعية مازالت تأخذ البعد الطائفي مما قال ل greenarea.info :”لقد  لاحظنا ان  التضامن عاد بزخم بين اللبنانيين خلال هذه الفترة الصعبة  انما للاسف  مازال محصورا على صعيد مناطقي وفئوي  خصوصا على صعيد الجماعات البدئية بدل ما تكون المساعدات  تحت خانة  جماعات مجتمعية  بشكل عام من قبل الدولة انما نجدها مرتكزة على اساس طائفي بدئي نظرا  لغياب التضامن الاساسي في المجتمع بل طائفي لكي نحمي حالنا عند اي اهتزاز اجتماعي الذي بكل اسف لم يعد هناك خيار اخر.”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This