منذ بدء بداية انتشار فيوس “كورونا”- كوفيد 19 وكل المؤشرات تدلّ على أن الأطفال هم الأقل عرضة لتداعياته الخطيرة، وذلك بالإستناد ألى الأرقام المتتالية والرسوم البيانية من كل أقطار العالم . رغم واقع عدم تفاقم الامور لدى اصابة الأطفال، إلا أن الخطورة تكمن في نشرهم للعدوى تماما كغيرهم من الفئات العمرية، وبالتالي فإن الإحتياط واجب!
وكان الطبيب الإيطالي أندريا سيلا، رئيس قسم الإسعافات الأولية في مستشفى للأطفال في منطقة بياسينزا، شمال إيطاليا، قد قال إنه في حال صحّت فرضية “نجاة” الأطفال من العواقب المميتة إذا أصيبوا بفيروس كورونا، إلا أنهم غير محصنين، قطعياً، من الإصابة به، مؤكداً أنهم في تلك الحالة من التغافل، سيتحولون إلى وسيلة سهلة، لنقل العدوى بالمرض إلى آبائهم وأجدادهم. وفي هذا السياق، طالب سيلا، بإبقاء الأطفال داخل المنازل، مع أخذ جميع الاحتياطات للحفاظ عليهم وعدم انتقال العدوى إليهم، وهو الأمر الذي أدى إلى إقفال المدارس ومنع تجمعات الأطفال…
هذه الوقائع أراحت الاهالي بعض الشيء بأن المرض إن حصل لا سمح الله لن يؤذي أطفالهم، ولكن فيروس كورونا يتطوّر يوماً بعد يوم ويكتشف العلماء الجديد عنه مع مرور الأيام، وأكثر ما بات يزرع القلق هو تسجيل وفيات لأطفال في عدة بلدان دون تحديد الأسباب غير الإصابة بفيروس كورونا!!
بعض الوفيات للقصّار او الاطفال ارتبطت بمرض سابق او مشاكل في المناعة لكن المشكلة الأساسية تكمن في الخطورة التي باتت تحدق بحياة الأطفال بعد أن كانت بعيدة بعض الشيىء.
ففي 29 من شهر أذار – مارس الماضي أعلن في ولاية ألينوي عن وفاة رضيع أصابه الفيروس، الأمر الذي أثار قلقا بالغا، إذ تعد هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن وفاة رضيع عمره أقل من عام بهذا الفيروس، لكن لم يتبين بعد إن كان فيروس كورونا هو السبب الوحيد للوفاة، أو أن الرضيع كان يعاني أمراضا أخرى.
ويوم أمس، أعلنت السلطات البريطانية عن وفاة طفل في 13 من عمره في البلاد، بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”. وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم الحكومة البلجيكية إيمانويل أندريه، أن “فتاة يافعة تبلغ من العمر 12 عاماً، لقيت حتفها بفيروس كورونا، لتصبح بذلك أصغر شخص في أوروبا يموت بسبب هذا الوباء”. فضلاً عن تسجيل وفاة لصبي عمره 17 عاماً في مقاطعة لوس انجلس بعد إصابته بالمرض..
يبدو أن الأمور لم تعد محصورة بفئة معيّنة دون أخرى، ورغم ان أرقام وفيات الأطفال لا تزال تعدّ على الأصابع، إلا ان الحقيقة المؤلمة بدأت تتجلّى بشكل أكبر وخفايا الفيروس لا تزال مجهولة رغم كل الجهود المبذولة، ومجرّد تسجيل تلك التطورات المخيفة فإن الحرب لا تزال في بدايتها ، وفي حين أنها كانت محصورة بالشباب والمسنين، هل انتزع كورونا الحصانة عن الأطفال؟
في ظل كل هذه التساؤلات من جهة والوقائع من جهة أخرى، يبقى مبدأ الوقاية أمر أساسي والحجر المنزلي قدر الإمكان هو السبيل الأنسب لتفادي وصول الفيروس إلينا وإلى اطفالنا!