هل تساءلتم ما هي التداعيات النفسية التي سببها كورونا نتيجة الهلع الى درجة الوسواس القهري في الحجر المنزلي ؟ اما نتيجة المعلومات الطبية الخاطئة من مصادر غير موثوقة سواء من مواقع التواصل الاجتماعي بهدف زرع الذعر في النفوس بدل التعلم في كيفية مواجهة المرض ام بفعل تأثير الافكار السلبية المسيطرة على الدماغ و هاجس الاصابة بالمرض كونه سريع الانتشار خصوصا انه حصد عدد مهم من الوفيات ام بفعل تأثير الحجر المنزلي الذي يجعل الشخص اسير افكاره المتشائمة؟
المواطن ضحية المعلومات الخاطئة
في هذا الاطار ما هو التأثير النفسي عند تلقينا المعلومات الصحية الخاطئة خصوصا عندما تكون الحالة المرضية دقيقة مثل حال الاصابة بالكورونا ؟ مما كان للاختصاصي في الطب النفسي الدكتور وائل سلامة رأيا توضيحيا عبر ل greenarea.info في وضع النقاط على الحروف حول بعض المغالطات العلمية في ما يتعلق بالكورونا مما قال :” ان ما نلاحظه اليوم حالة من الهستريا او الهوس عند اللبنانبين حول ما يتعلق بفيروس الكورونا نتيجة المعلومات غير الصحيحة التي تلقلوها اي بمعنى ليس هناك من تطابق للمعلومات الطبية التي تنشراليهم نتيجة موضة رمي النظريات دون معرفة مصدرها مما لمسنا نتيجة ذلك حالة من الخوف او قلة الثقة من الجسم الطبي في عملية المصارحة معهم على سبيل المثال اذا طبيب تحدث انه خمسة من اصل تعسة للتأكد من عوارض الاكتئاب وطبيب اخر يقول ست اسباب فقط عندها يكون شكا بالمصداقية في المعلومات الطبية التي تصل الى الناس و بالتالي يشعرون الخوف في مثل هذه الحالة مما ستزيد عندهم حالة الهلع اذا جرى تهاونا في الموضوع او تساهل فيه نتيجة المعلومات الطبية التي تنتشر غير مطابقة لبعضها البعض.”
و اضاف الدكتور سلامة :”كما وان اللبناني يحب الحياة لذلك بالنسبة له غير معتاد ان يبقى في المنزل لان حتى ايام الحرب الاهلية لم يمتثل لذلك مما يجد الحجر المنزلي صعبا عليه لان في تفكيره ان القذيفة لم تخفه و لم يبق في المنزل فكيف اليوم يريدونه التزام بالحجر المنزلي من اجل فيروس الكورونا فضلا انه اذا عانى من امراض نفسية نتيجة ذلك فمازال يعتبر انه من المعيب ان يعلن عنها او يتعالج عند طبيب نفسي على سبيل المثال اذا شعر من الانهيار العصبي او من مشاكل نفسية فلم تتم معالجتها بالطرق الصحيحة حيث نجده يأخذ ادوية اعصاب عشوائيا معتقدا في ذلك انه سيتجاوز مرحلة كورونا و هذا خطأ لان يكون عنده حالة قلقية من الاساس و لم تتعالج لذا عندما يتناول دواء الاعصاب فلا يفيده كل ذلك نتيجة الخوف من زيارة الطبيب النفسي و ايضا قلة ثقة بالمعلومات الطبية كما وانه لاحظناه انه للمرة الاولى شعر اللبنانيون بالمسؤولية الوطنية في التجاوب مع نداء الاطباء في التزام في الحجر المنزلي كون اللبناني صعب عليه التعايش مع الفكرة مما بات يخاف من اي شخص يصادفه يعاني سواء من الرشح العادي او السعال من هنا نشدد على التنبه حول مصدر المعلومات الطبية دون التأثر بالرسائل التي تصلنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي انما يجب الاتكال على المعلومات الطبية التي تاتي من مصادر موثوقة كمنظمة الصحة العالمية و ليس من اي شخص اعطى معلوماته عبر شاشة التلفزة ليزرع الخوف حول الكورونا مما نشدد على ان الوقاية خير من علاج كونه هذا الاخيرغير متوفر حاليا .”
الافكار السلبية المدمرة
من المعلومات الطبية غير الصحيحة حول الكورونا التي تجعل اللبناني مقيدا بالافكارالسلبية في الحجر المنزلي الذي فرض عليه نقله الى عالم الانعزال حيث شرحت بالتفاصيل الاختصاصية في علم النفس العائلي الدكتورة ديالا عيتاني ل greenarea.info حول التداعيات النفسية جراء الهلع من كورونا الى التزام بالحجر المنزلي مما قالت : ” ان الذي يحصل انه هناك شيء جديد دخل على حياة اللبناني الا هو الكورونا مما يشعر انه منزعج و مرتبك تجاهه كونه لا يعرف ماذا سيحصل في ما بعد مما يبدأ الخوف يرتفع لديه تدريجيا خصوصا امام ما ينشر من معلومات طبية غير صحيحة في المواقع التواصل الاجتماعي حتى نجده مكبلا بالخوف بدل ان يفكر بشكل صحيح مما تسيطر عليه الافكار السلبية بدل التفكير كيف سيتأقلم مع واقعه الجديد فضلا عن تعلقه بما يصدر من رسائل عبر الهاتف والواتساب و اخبار عشوائية و البحث حول ما يحصل في دول الخارج مما يعيش الفكرة السلبية التي تولد افكار سلبية اكثر كما و انه يتوق الى معرفة الاخبارالسيئة و البحث عن مصائب العالم متناسيا وضعه النفسي لدرجة يصبح عصبيا اكثر لانه طوال الوقت يسمع الاخبارالسلبية التي تزيد من عصبيته لدرجة الشجار مع الاخرين كونه يمكث طويلا في المنزل مما ييشعر بضيق في صدره نظرا للروتين الذي يعيشه مما يكون محور التفكير في كل المصائب من التفكير بالكورونا الى كل المصائب التي يمر بها مما ينعكس ذلك على الدماغ في تركيزه على الافكار السلبية و بالتالي مشاعرسلبية حتى التصرفات تجاه الاخر سلبية ايضا و الاحاديث سلبية و النظرة الى المستقبل تصبح سودواية كأنها نهاية العالم لدرجة فقدان بالنفس و بالتالي اوجاع اكثر كما و انه نجد البعض يصابون بالوسواس حتى اذا لمسوا اي شيء يتخوفون منه من ان يصابوا بالمرض مع العلم اننا كلنا نعلم عادات النظافة الا انه عندما وضعوها في ارشادات التوعية بتنا نخاف اكثر لدرجة الهوس في كل شيء نعمله حتى لو صودف امامنا شخص مصابا بالرشح العادي نعتقد انه مصاب الكورونا .”
و ابرز ما توقفت عنده الدكتورة عيتاني هي الحلول الواجب اتباعها مما قالت :” ان الحل يكمن في التغيير في نمط التفكير لانه لا يجوز طول الوقت التفكير بالكورونا بل العمل على تنظيم الوقت و ضع الهاتف جانبا بل العمل في المنزل او الاجتماع مع العائلة او حضور فيلم مضحك او اي نشاط مع افراد الاسرة مع الانتباه على ضبط المشاعر العصبية اي التمرين في كيفية الوصول الى الراحة النفسية سواء في ممارسة الرياضة في المنزل او سماع الموسيقى و اذا كنا نعاني من ازمة نفسية خانقة علينا كتابة افكارنا لكي نهدىء و الا بتزيد السلبية علينا اكثر لان بمجرد ما كتبنا الفكرة التي ازعجتنا شعرنا بالرحة النفسية افضل من ان نظل متوترين لدرجة الوسواس مع اهمية الابتعاد عن الاكتضاظ الشعبي المهم علينا ان نعرف كل شيء له وقته كيف علي ان نخطط بماذا نعمله في المنزل حتى لو كانت الاهداف صغيرة بدل التفكير طوال الوقت في كورونا لان بذلك تظل علاقتتنا ايجابية مع الاخرين للتغلب على الاوضاع الصعبة كي لا ينتقل التفكير بالكورونا الى مرحلة الفوبيا و و الرهاب لان اذا ركزنا عليها كثيرا قد نصل الى مرحلة الاكتئاب و الخوف من المستقبل .”
التفكير الايجابي لتجاوز المحنة
في المقلب الاخر لابد من تعزيز التدريب على تطوير القدرات الفكرية و الذاتية لتخطي الازمة بسلام و لكن كيف و ما هي الاسس الواجب اتباعها ؟ مما اوضحت الاختصاصية في التدريب الحياتية وفي البرمجة اللغوية العصبية الدكتورة دارين داوود مفرج ل greenarea.info عن عدة وسائل انقاذية واجب اتباعها لمواجهة كورونا مما قالت :” بالنسبة لموضوع التوعية اعتقد ان الناس بات عندهم فائضا في المعلومات مما يصابون في الارباك بمنطق التفكيرمما علينا الاكتقاء في المعلومات الاولية الوقائية تفاديا اي التباس في الصورة الدماغية الذي اعتاد على صورة واضحة تجاه المرض اي يعني طبيب معناه العلاج مما علينا الاكتفاء في هذا الموضوع من ثم علينا الانتقال الى مرحلة اخرى مهمة الا وهي المرونة وسرعة التاقلم في الوضع الجديد لاننا نغير كل عادتنا و الروتين اليومي كون الاسلوب الوقائي الجديد تجاه كورونا يحمينا و يحمي عائلتنا و ليس بالامر السهل تقبله لاننا مجبرين على ذلك و لسنا امام اختيار بمعنى علينا ادخال وضعية ذهنية جديدة و استحداث عادات حديثة تساعدنا تخطي وضعنا الحالي بمجرد ما نكون قد اخذنا قرارا في الحافظ على صحتنا ضمن التفكير الايجابي عندها تلقائيا يتاقلم الجسم و يتجاوب مع القرار الذي اتخذ و ليس مفرض عليه مما يكون التجاوب اسهل ضمن التفكير الايجابي الذي يجعل من هورمونات جسمنا و جهاز المناعة اقوى مما يحارب اكثر اي شيء ممكن يدمر الصحة .”
التمريض خط الدفاع الاول
الى رأي نقيبة الممرضات و الممرضين ميرنا ضومط التي اكدت “أنّنا درّبنا كلّ الممرّضات والممرّضين قبل انتشار “كورونا”، لكن بعض المستشفيات صرف عددًا من الممرّضين فبات عدد المرضى لكلّ ممرّض أكبر، وهذا يشكّل خطرًا وأنّه من المهمّ جدًّا الإنتباه للممرّضات والممرّضين والوقوف إلى جانبهم ، داعية الى توفير التجهيزات الخاصة ووسائل الحماية لهم في مختلف أماكن العمل لتمكينهم من القيام بدورهم حفاظاً على صحتهم وصحة المرضى واللبنانيين خصوصاً وأنّ دورهم في الصين مثلاً كان سبباً أساسياً لتخفيض عدد المصابين بعد تقديم الرعاية اللازمة.