في كل المناسبات، السارة أو الحزينة، تتحمّل الأم الحيّز الأكبر من المسؤولية خصوصاً في ما يتعلق بقضايا الأطفال أو المنزل. وفي حين فرض فيروس “كورونا” إجراءات جديدة في كل البلدان التي طالها المرض، فالمسؤولية كبرت على عاتق الأم بشكل أكبر بكثير من تلك الخاصة بالرجال.

لا تحتاج هذه الحقيقة إلى دراسات أو ابحاث معمّقة لتأكيدها، فالواقع يفرض نفسه، وها أن المرأة اليوم ان لم تكن متزوّجة فهي تهتم بتعقيم المنتجات الشرائية جميعها قبل د خولها الى المنزل، الأمر الذي يتطلّب المزيد من الجهد والوقت تماماً كضرورة غسل الملابس في كل مرة ي خرج فيها الش خص إلى اماكن عامة كالسوبرماركت أو الصيدليات أو الى العمل للضرورة في بعض الأحيان.

بالنسبة للأم فإن المسؤولية أكبر بكثير فهي عليها الحفاظ على صحة أولادها وعائلتها عبر اولا تلقينهم أسس النظافة الشصية الإضافية في زمن كورونا، فضلاً عن أن اجراءات التعبئة العامة فرضت عليها العمل من المنزل إضافة إلى الإهتمام بأولادها وتدريسهم بالتعاون مع المدرسة!!!

تأكيداً على ذلك، فقد  كشفت النتائج الأولية لدراسة أن التأثيرات الاجتماعية لوباء كورونا المستجد (كوفيد-19) على المرأة أكبر منها على الرجل. ويتجلى ذلك في الاعتناء بالأطفال والعمل في الوقت نفسه من المنزل أو حتى العمل الإضافي خارجه.

الدراسة الألمانية التي أعدتها الباحثة الاجتماعية لينا هِب نقلتها صحيفة “هانوفرشه الغماينه تسايتونغ” الألمانية  تظهر ان النساء تتحمل عبئا أكبر من الرجال خلال أزمة كورونا: تعمل المرأة من البيت وتشعر نفسها في الوقت عينه بأنها مسؤولة عن رعاية الأطفال.

اضافة الى ذلك، ووفقا لمنظمة العمل الدولية، تؤدي النساء والفتيات بالفعل معظم أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر في العالم. حيث إن النساء يؤدين 76.2% من إجمالي ساعات عمل الرعاية غير مدفوعة الأجر، أي أكثر من الرجال بثلاثة أضعاف. ويرتفع هذا الرقم في آسيا والمحيط الهادي إلى 80%. يشير معدل انتشار الفيروس الحالي إلى أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من كوفيد-19 سيحتاجون إلى رعاية في المنزل، مما سيزيد من العبء الإجمالي على النساء، ويعرضهن أيضا لخطر الإصابة بكورونا بشكل أكبر.

كما تؤكد الكاتبة جانيت باسكن لموقع بلومبيرغ، فإن الغالبية العظمى من المضيفين والمعلمين والعاملين في صناعة الخدمات من الإناث، وتضعهن وظائفهن في الخطوط الأمامية لتفشي المرض. وفي المنزل، لا تزال النساء يقمن بمزيد من الرعاية، لذلك عندما يغلق الفيروس المدارس، ويحد من السفر، ويعرض الأقارب المسنين للخطر، فإن النساء لديهن المزيد للقيام به.

وبالنسبة للأمهات العاملات في المجال الصحي، فهناك معاناة أخرى غير مقصودة تنتظرهن نتيجة إغلاق المدارس، وهي عدم مقدرتهن على الحصول على إجازة للعناية بأطفالهن نتيجة الضغط على النظم الصحية، وفقا لليونسكو، حيث تكافح العديد من المهنيات الطبيات للعثور على رعاية لأطفالهن في الوقت الحالي.

مهما اختلفت الدراسات، فإن النتائج تدلّ على  أن عدم المساواة الاجتماعية تجاه المرأة في الأوقات العادية تتعاظم في زمن كورونا. في هذا الإطار،  تقول أخصائية السياسات في مجال المرأة والتمكين الاقتصادي لمنظمة العمل الدولية لورا أداتي إن “تحدي الطوارئ يضع بالفعل ضغطا إضافيا على عدم المساواة القائمة في المجتمع”. “إذا لم يكن هناك بالفعل مشاركة متساوية لرعاية الأطفال أو الأعمال المنزلية، فستكون النساء مسؤولات عن التعليم عن بعد، وضمان وجود الغذاء والإمدادات، للتعامل مع هذه الأزمة”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This