تعطلت لغة الكلام فحل مكانها الصمت! كثير منا يتساءل هل الشخص عندما يلتجأ الى الصمت تكون محاولة هروب من المشاكل مع الطرف الاخر ؟ ام هو يخفي مشاكل نفسية فيها من الاكتئاب الى حد الانهيار النفسي ؟ ام ان مرحلة الصمت التي يمر بها الانسان خصوصا في الحياة الزوجية تكون الحد من الخلافات ؟ الى اي مدى يكون هذا الموقف سليما دون التأتير على الاولاد بفعل الجوّ العائلي السلبي الذين يعيشونه ؟ للصمت عدة اوجه و تحليل لفك خلفياته حسب ما فسره خبراء الصحة النفسية له عدة اسباب تجعل المرء صامتا حيث ان لغة الحوار تتجمد الى ان يوجد من يفككها ؟ و ما هي الحلول عند يتحول الصمت الى مرض نفسي قد يهدد استقرار العائلة ؟
الصمت و الشخصية الانطوائية
في هذا السياق عندما يكون الصامت له ابعاد نفسية و اسباب اخرى خصوصا بين الشريكين مما كان للاختصاصية في السلوكيات البشرية و الاستشارية الدكتورة زينة غصوب اسود شرحا مفصلا ل greenarea.info عن دواعي الصمت :”ان الصمت له عدة اسباب لكن اهم شيء ان لا يكون له سببه مرضيا كالاكتئاب او التوتر النفسي او حالات نفسية متقدمة تجعل من الانسان صامتا الا انه هناك ايضا حالات اخرى تدفعه الى الصمت كالشخصية الانطوائية ليس بالمفهوم الخاطىء انه لا يتواصل مع الناس انما بالمفهوم الصحيح يكون انه يحب الجلوس لوحده حتى يتزود من الطاقة الفكرية مما لا يعرف ان يعبربطريقة الكلام بل في التزام الصمت خصوصا اذا وصل الشريك الى مرحلة يأس من الكلام طالما هناك حائط مسدود و هذه اخطر حالة يمر بها الانسان و اصعب من الشجار كون هذا الاخير يساعد لايصال الفكرة للاخر بماذا يشعر لان الوصول لدرجة الصمت دون الكلام بين الطرفين يعني دمار كلي في العلاقة .”
اما في ما يتعلق بالحلول العاجلة فاوضحت الدكتورة غصوب :”ان الطرق و الاساليب في المعالجة للصمت تتوقف وفق لكل حالة من الصمت في حال كان سببه اكتئاب و توتر او ضغط نفسي قوي مما يحتاج الى علاج وتناول ادوية اعصاب اما بحالة الصمت في الشخصية الانطوائية فهي اسهل للعلاج و ذلك من خلال فحص شخصية الشريكين للتعرف على بعضهما من جديد بماذا يحبان و التفاهم تجاه اي تصرف في ما بينهما من هنا اهمية التوعية في اللجوء عند اختصاصي في العلاج النفسي في حال واجه احد الشركين مشكلة مثل الصمت و ذلك بهدف انجاح العلاقة بين الشركين.”
وسيلة للتعبير باجواء مستفزة
بعد شرح كيفية التعامل الناجح في تخطي الصمت الذي يحمل البعد النفسي لا بد من التوقف حول ما يحمل ورائه من ازمات نفسية مختبئة وراء شخصية صامت تحمل في طياتها الجوّ السلبي المستفز مما تحدث عن ذلك باسهاب الاختصاصي في علم النفس الدكتور احمد عويني لgreenarea.info :”ان لجوء الشخص الى الصمت كوسيلة تعبير كي لا يتحدث مع احد كونه مزعوجا حيث يعتمدها كاستراتجية للتعامل تجاه موقف معين بطريقة سلبية مما لا يعرف التعامل مع مشكلته او معاودة التحدث مع الشخص الاخر على سبيل المثال اذا الرجل عنده ديونا كتيرا و لديه مشاكل في العمل نجده يلتزم الصمت دون التحدث مع احد مما ينطوي على نفسه في ابعاده عن الاخرين اوانه يلجأ الى الصمت كونه يمر بظروف نفسية صعبة سببه مشكلة معينة يعاني منها مما يعالج نفسه في الابتعاد عن الاخرين اما في ما يتعلق في التزام الصمت نتيجة ردة فعل من الشريك في اتخاذ موقف منه لان اذا تحدث عما يزعجه سيكون متوترا او غير مؤمنا بان الحل يكون عبر الحوار بمعنى ان تصرفه الصامت بهدف توجيه رسالة بعدما تبين له ان الكلام لا لزوم اذ ان هذا الجو السلبي و المستفز يزيد خلل في توزان القوى من المحتمل ان يؤدي الى الطلاق من الرجل الصامت نتيجة عدم القدرة على التحمل كونه يرمي ضغط نفسي على الشريك الاخر مع العلم ان الحل هو الحوار ووضع النقاط على الحروف اي كانت الحالة النفسية سواء في العمل ام في المنزل كما و انه ايضا قد يكون الصمت مراجعة ذاتية ليحضرالشخص حاله في ترتيب افكاره قبل الحوار مع الشريك الاخر ام ايضا تسجيل موقف ام عقاب لشريك الاخر .”
و الجدير ذكره حسب الدكتورعويني :” ان الصمت حالة معينة واضحة تؤدي رسالة واضحة لها تاثيرايضا على العائلة بمعنى عندما يرى الاولاد والدهم صامتا سيتأثروا به بان الجو العائلي غير طبيعي مما يشعروا نوع من التعاسة و التازم النفسي حسب اعمارهم مما يكون الحل انه على الشريك الاخر ان لا يترك الوضع على حاله بل في مواجهة الصمت لانه ليس طريقة للمعالجة بل يجب ان تكون فيها من النضوج و المعرفة لان عدم التواصل يؤدي الى ازمات اكثر و المشاكل العائلية تتفاقم التي ينتج عنها الغضب الى حد الانفجار كون الجو العائلي مستفز وسلبي مع الاشارة الى ان المراة قد تلجأ الى الصمت اكثر من الرجل كطريقة مستفزة .”
تعددت الاسباب و الصمت واحد
من جهة اخرى شددت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ماريا جبور لgreenarea.info هو اهمية تحديد خلفيات الصمت لمعرفة طرق المعالجة مما قالت :”علينا بداية معرفة السبب وراء كل صمت يحدث بين الشريكين حيث ان هناك وجهتين نظر اي معرفة بماذا يشعر الشريك وماذا يريد اي علينا ان نفهم الاسباب التي دفعت بالشخص بأن يأتي عند المعالج النفسي فهل هو خلاف في الحياة الزوجية حيث لا يكون هناك من تفاهم في ما بينهما على اي شيء من ابسط الامور الى اكبرها مما علينا هنا كمعالجين نفسيين معرفة كل شريك في العلاقة مع الاخر ما هي مسؤولياته تجاهه اذا حاول كل الطرق من الحلول دون نتيجة و اذا كان الصمت هو الحل كونه لا احد يرد عليه ام ردة فعل فورية ام عقاب ام عدة محاولة تفاهم ام انه شخصية تحب تأخذ موقفا من اي مرحلة يمر بها مما يعني علينا معرفة خلفية الصمت لكي نفهم معناه و الملفت للنظر انه من القليل جدا ان نواجه في عيادة علم النفس مشاكل مثل هذا النوع من الصمت لمعالجة الشريك الذي يعاني منه انما ما نواجهه باستمرار هو ان الشريك لا يحاور الاخر و لا يقول رايه في اي مشكلة تعترضهما في المنزل مثل هذا النوع الصمت نسعى الى معالجته و هنا علينا التنبه من المحتمل انه لا يريد ان يتعالج ام معالجته تكون من خلال تواجد الشريك معه عندها نحدد الحلول .”
كرة الطاولة في الحوار
في المقلب الاخر وضعت النقاط على الحروف بمشهدية تختصر الازمة النفسية التي يحملها الصمت عند اي حالة تأزم بين الشريكين هذا ما حاولت توضيحه الاختصاصية في التدريب الحياتية وفي البرمجة اللغوية العصبية الدكتورة دارين داوود مفرج ل greenarea.info: “نحن نعمل على التواصل بين الشريكين ضمن اسهل تقنية في الحوار الا و هي تقنية كرة الطاولة اي الحوار المرتكز على الاخذ و الرد حيث ان الشبكة بالنسبة لنا في الحوارشرط اساسي اي ان لا نمس في الامور الشخصية لذلك لا يكون الحل الا من خلال الحوارالبناء بينما الصمت يكون ضد قواعد الحوارو التحاور و حل المشاكل اي ان الشخص الصامت لا يريد ان يلعب اللعبة التي هي بالمعنى المجازي اشبه بكرة الطاولة اي لا يريد ان يدخل في الحوار كليا فاقد الامل من الطرف الاخرانه لا يريد ان يسمعه او خائف من ردة فعل الاخر عندها يفضل الصمت و هنا علينا تأمين له الضمانات مثل اي قواعد او شروط لعبة الرياضة مما علينا في الحواريجب ان نطمئن الشخص لكي يفك صمته طالما نحن نتحاور ضمن الشروط و الاصول المرعية بمعنى لازم نطمئنه اننا نلعب في القوة نفسها و نتكلم في المنطق نفسه اما الامور الشخصية فنحترمها و لا نتطرق اليها اي فقط نتكلم بموضوع الصمت و ليس بالشخصي اي مع هدف الوصول الى حل و ليس مع تدمير الاخر .”
تغيير نمط الحياة
كما و انه اعتبرت الاختصاصية في رفع الوعي الدكتورة منى سنان ل greenarea.info:” اذا الشخص لجأ الى الصمت لعدة اسباب اما يكون الشريك على علاقة مع اخرى يكون او يكون في ازمة مالية ام في العمل و لا يحب ان يتحدث ام عنده انهيار عصبي ام مشكلة في هورمون السيروتونين مما يحتاج في هذه الحالة الى اخصائي في علم النفس للمعالجة لان رفع الوعي لا يفيده كونه في الصمت يكون في المرحلة الاعلى من الغضب لدرجة الاكتئاب مما يحتاج الى علاج نفسي او دواء للاعصاب او رياضة و يحسن طريقة غذائه ام يلجأ الى اليوغا بهدف تحسين المزاج المهم معرفة اسباب الصمت وهل اذا خضع لجلسة معالجة مع المدرب هل سيقول له لماذا هو صامت ؟ .”