من أسمى الأفعال الإنسانية، هي الإعطاء دون مقابل ، فكيف إن كان هذا العطاء من أجل إنقاذ حياة الآخرين. فحينها تعجز الكلمات عن التعبير عن حجم الإمتنان والشكر. ومن هذه الأفعال التبّرع بالدم الذي ينقذ حياة الملايين من البشر.
لذا سيُحتفل هذا العام مرة أخرى باليوم العالمي للمتبرّعين بالدم الموافق ليوم 14 حزيران/ يونيو بأنحاء العالم كافّة. أما موضوع الحملة هذا العام هو “الدم المأمون ينقذ الأرواح” وشعارها “تبرع بدمك وإجعل العالم مكانا أوفر صحة”. وتتمحور الفكرة حول التركيز على المساهمة التي يقدمها الفرد المتبرع لتحسين صحة الآخرين في مجتمعه.
ينتشر التبرّع بالدم في كافة دول العالم، ووفق منظمة الصحة العالمية تُجرى في البلدان المنخفضة الدخل نسبة تصل إلى 65% ، من عمليات نقل الدم لأطفال دون سن الخامسة. فيما تشكل فئة المرضى الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً ، في البلدان المرتفعة الدخل الفئة التي يُنقل إليها الدم في أغلب الأحيان، والتي تستأثر بنسبة تصل إلى 76% من جميع عمليات نقله.
أنّ أهمية عملية نقل الدم، ترتكز على تحقيق أهدافها، فعمليات نقل الدم تنقذ أرواح الناس وتحسّن صحتهم، غير أنّ ملايين المرضى الذين يحتاجون إليها، لا يستفيدون من الدم المأمون في الوقت المناسب. لذلك ينبغي أن يشكل توفير الدم الآمن والكافي، جزءاً لا يتجزأ من سياسة الرعاية الصحية الوطنية في كل بلد ومن بنيته التحتية. وعموماً فإن هناك نسبة 62% من البلدان، التي لديها تشريعات محددة، تشمل مأمونية عمليات نقل الدم وجودتها .
في الجهة المقابلة، تُجمع على الصعيد العالمي تبرعات بالدم قدرها 108 ملايين تبرع، ويرد نصفها تقريباً من البلدان العالية الدخل، التي تأوي نسبة 18% من سكان العالم. ويفيد نحو 000 ,10 مركز من مراكز جمع الدم في 168 بلداً بجمع الدم، من عمليات تبرع قدرها 83 مليون تبرع إجمالاً. وتختلف الكميات المجمعة من الدم في مراكز الدم باختلاف فئة الدخل. ويبلغ المتوسط السنوي لعمليات التبرع في كل واحد من مراكز الدم 3100 تبرع، في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل، مقارنة بما مقداره 000 13 تبرع في البلدان المرتفعة الدخل.
من ناحية أخرى، ثمة فرق ملحوظ في مستوى إتاحة الدم المأمون، بين البلدان المنخفضة الدخل وتلك المرتفعة الدخل. فالمعدل الكلي للتبرع بالدم هو مؤشر على مدى توافر الدم بشكل عام في بلدٍ ما. ويبلغ معدل التبرع بالدم في المتوسط 36.8 تبرعاً في البلدان المرتفعة الدخل، لكل 1000 نسمة من السكان مقارنة بما مقداره 11.7 تبرعا في البلدان المتوسطة الدخل، و3.9 تبرعات في تلك المنخفضة الدخل.
في حين يفيد 75 بلداً بجمع تبرعات تقل عن 10 تبرعات لكل 000 1 نسمة من السكان، ومن هذه البلدان 40 بلداً تقع في الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة (منظمة الصحة العالمية)، و8 بلدان في إقليم الأمريكتين و7 أخرى في إقليم شرق المتوسط، و6 بلدان في أوروبا و6 أخرى في إقليم جنوب شرق آسيا، و8 بلدان في إقليم غرب المحيط الهادئ. وهي جميعها من البلدان المنخفضة الدخل أو تلك المتوسطة الدخل.
أما على صعيد جنس المتبرعين، فتظهر البيانات على مستوى العالم أن النساء يستأثرن بنسبة 30% من عمليات التبرع بالدم، برغم تباين هذه النسبة بشكل كبير. وتقل عن 10% نسبة المتبرعات بالدم في 20 بلداً من البلدان التي تقدم تقارير عن ذلك، والبالغ عددها 111 بلدان. ويبيّن المرتسم الخاص بسن المتبرعين بالدم أن البلدان المنخفضة الدخل، وتلك المتوسطة الدخل عدد الشباب المتبرعين بالدم، زيادة تناسبية على أقرانهم في البلدان المرتفعة الدخل .
في حين، ثمة اختلافات كبيرة بين البلدان في التوزيع العمري للمرضى، الذين يُنقل إليهم الدم. ففئة الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً مثلاً في البلدان المرتفعة الدخل، هي الفئة التي يُنقل إليها الدم في معظم الأحيان، وهي تستأثر بنسبة تصل إلى 76% من إجمالي عمليات نقله. أما في البلدان المنخفضة الدخل فإن فئة الأطفال دون سن الخامسة، هي التي تستأثر بنسبة تصل إلى 65% من عمليات نقل الدم.