لا شك ان كورونا تركت ورائها تداعيات ليست صحية فقط بل اجتماعية حيث غدت الحياة الاجتماعية مقلقة نظرا للخوف الذي بات يسيطر على الناس نتيجة التواصل في ما بينهم مما ادى ذلك الى تباعد اجتماعي عكس سلبا حتى على اسس العائلة لدرجة بتنا نخاف من بعضنا البعض ليكون السلاح الكمامة للحماية الذاتية . فصحيح ان كورونا اثرت من الناحية الايجابية على وضعية الاقتصاد حيث لم يعد هناك من زحمة سير كالتركيز في اغلب الاحيان على التسوق الالكتروني بنسبة عالية مما خفف من تكاليف شق طرقات و انشاء جسور حتى المدارس تحولت الى التعليم الالكتروني الا انه بالمقابل حذرت الأمم المتحدة من أزمة عالمية في مجال الصحة العقلية نتيجة التأثير السلبي للكورونا على الصعيد النفسي و بالتالي ما هي الإجراءات العاجلة الواجب اتخاذها للصيانة النفسية ؟
الى الانعزال قريبا
من جهة اخرى اعتبرت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ايفي شكور ل greenarea.info باننا نسير نحو الوحدة المعزولة مما قالت :” ان العالم باسره كله يشهد تغييرات من بعد كورونا حيث بات التركيز في المدارس على الاهتمام بالصحة النفسية للطالب كوننا دخلنا في تغييرات اجتماعية و تكنولوجية تكسر المنطق الذي كنا فيه سواء من الناحية النفسية التي تتطلب حث الانسان في تكييفه للتغيرات الاجتماعية ام الاقتصادية و العلمية لكي يعرف كيف يتاقلم بشكل سليم كوننا نتخوف من ان نتجه الى كارثة نفسية في ظل الاتجاه الى الانعزال و الخروج من الحياة الاجتماعية على سبيل المثال ارتفاع من نسبة التلقيح الاصطناعي مما يدفع ذلك على عدم الزواج بعدما تبين ايضا انه في الصين اكثر من 50 % من النساء اللواتي يحملن يسعين الى زرع للاطفالهن الذكاء الاصطناعي لكي يكونوا اكثر ذكاء من غيرهم مما ينتج ذلك عواطف مصطنعة و هنا علينا كمعالجين في علم النفس علينا ان نزيد الوعي عند الناس حول تلك الامور المذكورة انفة لاننا مع استمرارها على هذا الموال سنذهب الى الروتين كوننا لا نعرف الى اين سنصل في ظل انتقالنا الى عالم اونلاين عالم جديد من البزنس و الاعمال بطريقة سليمة اقتصاديا في نظر دول العالم مما يكون الحل ان ننتظر و نتريث و ان نشد اكثر على القيم الاجتماعية في تراثنا وحضارتنا و ان نتمسك في الفلسفة لنحارب الذكاء الاصطناعي حسب ما قاله الدكتور لوران و ذلك من خلال القراءة و التمسك في المبادىء و ان نطور انفسنا لان المشكلة تكمن هو ان المرض النفسي لا نعطي له اهمية في المجتمع لذلك واجب على كل الانسان التنبه في حال ظهرت عوارض تعصيب او ما اشبه ان لا نترك انفسنا دون علاج كالولد العنيد او بلا تربية يجب متابعته نفسيا كون التراكمات النفسية تؤدي ليس فقط الى الانتحار بل الى ابادة جماعية فضلا عن الهلوسة الخطرة مما نؤكد القول اننا دخلنا الى عالم الامراض النفسية الخطيرة لان الكورونا احدثت صدمة اجتماعية اثرت على الانسان خصوصا الذي يعاني من مرض نفسيا ستزيده كون تداعياتها تؤدي الى ازمة مادية و اجتماعية خطيرة و نفسية اخطر مما هو المتوقع لذلك المهم التعاون مع الاطباء النفسيين ام غيرهم للتخلص من الازمات النفسية والاهم في ذلك ان تسعى الدولة الى زياة وعي الناس على العلاج النفسي ما بعد كورونا !
التركيز للخروج من الازمة
في المقلب الاخر اوضحت الاختصاصية في السلوكيات البشرية و الاستشارية الدكتورة زينة غصوب اسود انه يجب التركيز على عدة عوامل للخروج من الازمة النفسية بعد كورونا مما قالت عبر ل greenarea.info:” بتنا نركز اليوم على الطريقة كيف ندير انفسنا في ظل ما مررنا به بعد ازمة الكورونا خصوصا اذا كان الانسان في وضع ماساوي كتير مثل حالة كورونا التي تزيد فينا الهموم لان ليس عندنا سلطة للسيطرة عليها او رقابة عليها بالمقابل هناك حالات اخرى التي نكون رقابة عليها كحالة البحث عن اللقاح او دواء للكورونا او تحسين الحالة الاقتصادية في العالم عكس مما هو عليه في لبنان من وضع اقتصادي صعب يعكس على الحالة النفسية مما علينا التركيز على بعض الحالات يوميا للتخلص من الضغط النفسي من خلال طريقة النوم او التخفيف من القلق و الاكتئاب حيث تبين من خلال الدراسات ان الاشياء ما يمكن عمله كالتركيز على العطاء ليس بالضرورة ماديا بل معنويا او عاطفيا مع الاخرين يرفع من مستوى السعادة و يخفف من الاكتئاب لذلك عندما نركز على هذين الامرين سواء الامتنان او العطاء تخلق حالة في الجسم ترفع من مادة اوكسيتوكسين و بالتالي ترتفع المعنويات اليومية اي التركيز على الامور القصيرة الامد و ليس طويلة الامد مما يعني ذلك ايضا ان التركيز على دائرة الاهتمام و التأثير و على قدرتنا مما يجعلنا ان لا نقع في الاكتئاب الكبير و الاهم ما يجب معرفته ان الحالة ما بعد الكورونا ستضرب العالم الا و هو التوتر الكبير مما يتطلب منا وعيا كافراد لتخطي المرحلة الصعبة وفي حال لا يستطيع الشخص ان يعمل رقابة على نفسه فهناك اختصاصيين من نفسيين ام مدربين للتخلص من الحالات النفسية المتأزمة كمثل حالات الادمان و التدخين و الكحول اي عندما يصل الوضع خارج عن السيطرة لا بد من مد اليد للمساعدة المريض للخروج من ازمته النفسية.”
المبالغة الى حد التخويف
في هذا السياق كشف الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور انطوان سعد ل greenarea.info:” ان كورونا اشبه بكذبة كبيرة نظرا للمبالغة فيها تجاه للبروبغندا التي روجت لها حيث كانت بمثابة تمرين لكي يروا مرضى السلطة مدى امكانيتهم في السيطرة على الناس عبر اللجوء الى اسلوب التخويف كون الخوف اخطر سلاح يستعمل للسيطرة على القطيع . لذلك اذا لم يعرف الانسان ان يتأقلم مع التغيير سيؤدي به الى اضرار نفسية وصحية عدا عوارض سلوكية و عاطفية بشكل انها تؤدي الى بلبلة في الحياة الشخصية و الاجتماعية .لذلك فالاحتمال الافضل عند اقلية الناس ان تكون الكورونا بمثابة درس لهم بان لايكونوا ضحية شائعات ودعايات لان كل شيء يسوق له فيكون الهدف من ورائه انه ليس على المستوى المطلوب لاهداف غير مفيدة للبشرية لذلك الاهم ما يجب معرفته ان الاشياء التي نراها ليست ناتجة عن العالم الخارجي بل عن دماغنا كيف يقراها بخوف ام غير ذلك هكذا بالنسبة للكورونا اذاقرأناها كشيء اتى من الخارج و نحن الضحية سيتعذب الانسان و يعاني منها وتكون تصرفاته ليست واقعية مما يضر حوليه بالوقت نفسه اما اذا قرأنا هذا الحدث الصحي بوعي نستطيع تجاوزه اذ ان اخطر سلاح اليوم هو الانسان بحد ذاته لذلك اهم شيء انه يعرف ان لا شيء يدوم على مستوى العالم المادي وانها الفرصة الوحيدة لكي يصبحواعقلاء رغم التغييرات التي نمر بها اقتصاديا و صحيا و ان كورونا وباء عالمي طال الجميع و ليس شخص واحد لذلك كانت جائحة طالت البشرية بمثابة جرس انذار لكي ننظر بوعي في قراءة الامور كما هي و ليس كما يخبروننا اياها لان الوعي يكون في التجرد في قراءة الحياة .”