ليس بالسهولة ان يتكيف الانسان خصوصا اللبناني المعتاد على التمسك بالروابط العائلية و الحياة الاجتماعية الى الانتقال الى حياة العزلة على فترة اكثر من شهرين تحت اطار الحجر المنزلي للحماية من الكورونا التي تركت ورائها ازمات نفسية متعددة خصوصا وان منظمة الصحة العالمية حذرت بان المسنين اوالأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية يعتبرون معرضين بشكل خاص لخطر الإصابة بالفيروس الكورونا يواجهون ضغطاً نفسيا متزايدا من خطر العدوى . مما لا بد من نصائح داعمة لتحصين الانسان نفسيا لتخطي اثار الكورونا و اجتماعيا فما هي ؟
” عيش اللحظة …”
في هذا الاطار توقفت الاختصاصية في علم النفس العائلي الدكتورة ديالا عيتاني عبر ل greenarea.info حول عدة نقاط الواجب الاتخاذ بها لتجنب الاثار النفسية من وراء كورونا مما قالت : ” اخر الدراسات التي اجريت اظهرت ان نسبة الانهيار النفسي ارتفعت خلال فترة الحجر المنزلي مما ازداد معها الانعزال و الانطواء على الذات بمعنى لم يعد هناك لدى المصاب به اي حماس في القيام باي عمل فضلا عن شعوره بالقلق و الوسواس و الخوف من المستقبل لانه لا يحب التغيير اذ فجاة مع الوضع المستجد التي اتخذت مع الكورونا تغير كل شيء فلم يعد هناك اي تواصل مع الناس مما ازداد من التعصيب للشخص المعزول و بالتالي خفت عنده مستوى هورمون اوكسيتوسين التي يفرزها الدماغ المسؤولة عن الراحة عندها يشعر بالوحدة و يصبح اكثر حزنا مما يلجا الى ادوية الاعصاب كما وانه ازدادت عنده التواصل مع الشاشة الكترونية عبر الهاتف الى حد الادمان كونه يزيد من هورمون الدوبامين حتى الحديث مع الناس لم يكن على المستوى المشاعر نفسها نجده تارة يخبىء مشاعره الصادقة حيث لا يظهر امام الاخر انه حزينا ام فرحا مما اثرذلك في العلاقات مع الناس بدل ان تكون ايجابية صارت سلبية مما دخلوا في دوامة من التوتر كون ليس هناك من شي جديد على حياتهم و صار التواصل مع الناس متعب اكثر لانهم لم يعد يؤتوا بالطاقة الايجابية وتارة اخرى نجد ان الذي حجر نفسه يصبح ايضا مدمنا على الهاتف وغير اجتماعي مع الناس.” و اضافت الدكتورة عيتاني :”بالمقابل هناك اشخاص يعملون ردة فعل قوية بصورة مبالغة نتيجة الحجر المنزلي مما يخرجون من البيت بصورة مبالغة كأنهم انحرموا من هذا الشيء سواء في ممارسة الرياضة ام المشي في الطبيعة خصوصا وان وضع الكمامة بات يؤثر على التنفس الى درجة الاختناق كون الدماغ بحاجة الى اوكسيجين مما يشعر الشخص “ضايق خلقه” كما و ان الذي يضع الكمامة يسمع بصعوبة صوته مما يعمل مجهودا اكثر الى درجة التوتر عندما يتحدث مع الاخر .لذلك يكون الحل في الاقتناع ان المرحلة صعبة و ان التغيير مزعج لان ليس كل الناس تحب التغيير مما علينا القبول بالاشياء كما هي لو كانت صغيرة كنزهة خارج من المنزل و الاهم علينا ان نعود انفسنا ان نعيش اللحظة لكي لا نفكر بالماضي و نصاب بالاكتئاب و لا حتى في المستقبل كي لا نشعربالقلق مما تكون اهمية ان نعيش اللحظة و نركز عليها سواء في ممارسة الرياضة ام مشاهدة فيلم مما يخفف علينا الدخول الى مرحلة الانهيار النفسي نتيجة تداعيات كورونا علينا التي اثرت ليس فقط على الوضع الاقتصادي بل الاجتماعي و النفسي حيث يكمن الحل في سماع الموسيقى و ان نحلم باهداف صغيرة مستقبلية تعطيني الدفع لكي نكون فخورين بانفسنا اكثر وهكذا خطوة وراء خطوة نسطيع ان نتخطى الصعوبات بالمرونة اكثر .”
خلق الفرص الايجابية
بدورها اعتبرت الاختصاصية في المتابعة النفسية الجسدية شانتال خليل على ضرورية التواصل الايجابي بين الاهل و اولادهم لتخطي المراحل الصعبة مما قالت لgreenarea.info :”اذا راينا كل الازمات التي ممرنا بها من وقت الثورة الى كورونا الى تردي الاوضاع الاقتصادية وازدياد نسبة الفقر كلها عكست بثقلها على الاهل مما اضطر البعض منهم نقل اولادهم من المدارس الخاصة الى الرسمية فضلا عن سوء التواصل مع الاولاد في الاستعمال الكلمات النابية احيانا على سبيل المثال “يا ريتني ما جبت الاولاد” تلك العبارة الثقيلة على الولد تشعره انه لو ما كان موجودا كان وضع اهله افضل مما يكسر ثقته في نفسه يجعله انطوائيا لانه يعتبر انه مصدر لكل المشاكل التي تحدث في المنزل مما يكبت مشاعره حيث يشعربانه متروكا لوحده نظرا ما يتعرضونه الاهل من ضغوطات نفسية مما نحاول كمعالجين نفسيين ان ننصح الاهل في القيام بمجهود شخصي لان الولد اليوم اذا عاش الانفجار النفسي سيصبح غدا شخصا مدمرا و ليس له مستقبلا غدا فكم من الاطفال يعيشون العنف الاسري و تقاذف المسؤوليات نتيجة تخطي الاهل الخط الاحمر مما نشدد على معالجة المشكلة بطريقة صحيحة كون الحياة الاجتماعية عند الاولاد شبه معدومة في ظل اختلاطهم باصدقاء عبر الشاشة الالكترونية مما يكون دماغهم في الصورة العدائية خصوصا ما دون عمر ثماني سنوات حيث يعتبرون انهم السبب لكل ما يحصل حوليهم لذلك المطلوب من الاهل شرح الاوضاع المتأزمة للاولاد بطريقة مقنعة مع اهمية مساندتهم و للاسف ذلك لن يحصل في مجتمعنا حيث سقطت صورة الاب بانه البطل خصوصا في مرحلة مابين الطفولة و المراهقة التي تحمل الكثير من التحديات مما يفرغون الغضب في الانجرار الى الادمان على المخدرات او الكحول بدل المحاربة بتفاؤل كل ذلك لان الاهل لايروا هذا الوقع المرير في مد يد المساعدة لابنائهم و تخصيص لهم الوقت الكافي لهم فاالوعي و الادراك في تحسين الذات مهمان جدا للنهوض من كبوتنا في خلق الفرص الايجابية لكي يكون ذلك تاثير ايجابي على الاطفال تفاديا لاي خطرعليهم .”
المجتمع كله تغير
من ناحية التأثير الاجتماعي التي افرزته كورونا كان للاختصاصي في علم الاجتماع الدكتورعبدو قاعي تعليقا عبر ل greenarea.info متسائلا:” هل هناك مازال مجتمعا؟ ليس فقط في لبنان بل في اميركا عندما نجدها تتخبط بالعنصرية لتأتي اليوم كورونا فتزيد بالطينة بلة في الماضي كنا نشدد على التباعد ااجتماعي لحل المشاكل لكي نتعلم نقترب من بعضنا البعض الا انه اليوم مع وضع الكمامة لم نعد نعرف بعضنا وجهنا تشوه منظره حتى ان التباعد الاجتماعي اثر على الناحية الانسانية فصحيح ان وضع الكمامة للمطلب الصحي انما غيرت الشكل الانساني للمجتمع و في الوقت ذاته ارتفعت العنصرية كل ذلك مؤشر الى تفكك المجتمع .”