منذ انطلاق عمل حكومة الرئيس حسان دياب التي يفترض أنها كانت حكومة “إختصاصيين” ووزير البيئة يبعد كل البعد عن الإختصاص، فمن عالم المال والإقتصاد إلى عالم النفايات والسدود مع القليل من التنمية الادارية فصّلت الوزارة على قياس يبدو أكبر من معاليه بكثير.
وفي حين يغلي لبنان على وقع أخبار سد بسري بين أنه سيمرّ أو لن يمرّ، عاد منظر النفايات المكدّسة في الشوارع ليتصدّر الأخبار والشاشات، وعادت التهديدات بإقفال مطامر من هنا وعدم القبول باستنباط أخرى في مناطق معيّنة، كما تكررت الإتهامات بالتقصير التي اعتاد عليها اللبنانيون في ظل فشل السلطة الذريع في معالجة المشاكل.
قضية سد بسري باتت أشهر من نار على علم، وأصبح المد والجزر فيها حديث الساعة ، أما في ما يتعلّق بالنفايات، ورغم أن سلف الوزير الحالي كان قد انطلق بمبدأ الفرز من المصدر، إلا أن الخلف قد نسي أو تناسى التركيز على هذا الموضوع، وطلب منذ شهر أيار الفائت، وبعد وصول مطمر الجديدة المخصص لنفايات كسروان والمتن وجزء من بيروت الى قدرته الإستيعابية، مهلة ثلاثة أشهر كي ينجز خطته الخاصة بمعالجة النفايات الصلبة. ولا يزال اللبنانيون على الوعد يا كمون!
اليوم، وبعد هول الفاجعة التي هزّت لبنان وحرقت قلبه بيروت، استقالت الحكومة، وقبل إعلان رئيسها حسان دياب الإستقالة، سارع بعض الوزراء إلى إعلان استقالاتهم على مبدأ تحمّل المسؤولية، ومنهم وزير البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار!!!
ولكن لحظة!!
أين كان وزير البيئة من هذه المشاكل؟ هل طرح مقترحات؟ حلول؟ خطة إنقاذ؟ نعم إنه غير متخصص بالامور البيئية ولكنّه وجد في موقع المسؤولية وما أكثر المستشارين هذه الأيام، افليس هنالك واحد ينصحه او يحضّر خطّة له؟
المواطنون يواجهون ازمة النفايات لوحدهم وباللحم الحي، ماذا يفعلون وهم لا يتوّقعون أي حل يلوح في الأفق إلا التهديدات من هنا والكلام والوعود من هناك!
أين كان وزير البيئة من كل هذه المعمعة؟ لماذا لم يصارح الناس بوجود او غياب حل قريب؟ الم يكن قادر على تقديم طروحات مفيدة وغير مؤقتة ؟
الظاهر أنه لم يكن على قدر المسؤولية، وكان عاجزاً عن إيجاد حلّ لأزمة استفحلت في لبنان، فكان الإنفجار الذي حصل، رغم احترامنا لمشاعر الأسى والحزن التي عبّر عنها، كسائر اللبنانيين، فكان له المنقذ للتنصّل من مسؤولياته وللتهرّب من تقاعسه عن إيجاد حلّ، فاستقال!!
حديثنا ليس بتهجّم على شخص الوزير بل على المنصب، فإن غيابه عن السمع والحديث في عزّ هذه الأزمة وقضية النفايات الوطنية والأمنية والصجية كانت من الاولويات .. لكن لا من يجيب !