تعاظمت في الأسبوعين  الأخيرين أرقام الإصابات بفيروس كوفيد 19 في لبنان، وتعاظمت معه التخوّفات من سيناريو مشابه لبعض الدول الأوروبية وخصوصاً إيطاليا التي لم تستطع مستشفياتها استيعاب الحالات الكثيرة فخسرت الكثير من المرضى. وكإجراء وقائي  أقرّ  المعنيون إقفال البلد لفترة أسبوعين لإعطاء الوقت للطواقم الطبية في المستشفيات كافة على التقاط أنفاسهم واستيعاب الحالات الحرجة الممكنة بسبب الأرقام العالية.

ولكن!! هل الإقفال هو الحل؟ أين الإلتزام بالإجراءات الوقائية؟ أين رقابة الجهات المعنية؟ أين المحاسبة؟

أسئلة  تطرّقنا إليها في مقال سابق ، نحن وغيرنا، ولكن لا أذان صاغية ولا من مجيب!!

لقد كرر المسؤولون دون كلل أو ملل بضرورة وضع الكمامة أينما ذهبنا وكيفما تحركنا، وفي حين التزمت فئة كبيرة من الشعب اللبناني ، إلا أن فئة لا بأس بها  تركّز على اعتبار كمامة الوجه كأكسسوار للزينة أو للإستعراض فاتجهت نحو كمامات ملوّنة ومرقّطة وبرّاقة  يبيعها التجار من دون أن تكون جميعها فعّالة أو صحية، ولو أن البعض يلتزم المعايير الدقيقة في تحضير كمامات للأطفال أو الكبار… ناهيك عن أن فئة أخرى من الشعب لا تؤمن بوجود كورونا ولا تلتزم بأدنى المعايير المطلوبة، فيدفع الملتزم بالحجر والإجراءات الوقائية ثمن إهمال الفئة المستهترة من دون ان يرفّ لهذه الاخيرة أي جفن.

بالنسبة إلى القوانين، هل من يراقب تطبيقها؟ ففي جولة صغيرة في نهاية الأسبوع الماضي على بعض المطاعم وخصوصاً الجبليّة منها، الإكتظاظ واضح بأمّ العين والنراجيل على مد العين والنظر!! فأين الرقابة والمحاسبة؟ أوليست التجمعات هي السبب الرئيسي للعدوى، أو ليست النراجيل ممنوعة وقد حذّرت منها ومن التدين منظمة الصحة العالمية لما لها من تأثير على نشر العدوى من جهة وعلى مرضى الكورونا من جهة أرى؟

إن لم يكن للوزارات المعنية القدرة اللوجستية على المراقبة على مختلف الأراضي اللبنانية، فلتناط هذه الصلاحية بالبلديات من دون محسوبيات .. فالإقفال لا معنى له ، لا بل تداعياته الإقتصادية والنفسية ستتضاعف في بلد لم يلتقط أنفاسه بعد منذ أواخر العام الماضي، إلا إذا تماشى مع رقابة مشددة على وسع البلد.

في النهاية، إن إقفال البلد في ظل تقاعس من قبل المعنيين للقيام بالدور الرقابي والمحاسبة غير مجدي أبداً، وبالتالي فإن المخالفين من أفراد ومؤسسات إن لم تسجّل المخالفات في حقهم وإجبارهم على الإلتزام تحت طائلة دفع غرامات موجعة لن يتعلّموا.

راقبوا كي تستطيعوا المحاسبة، فدون حسيب أو رقيب لا ينفع إقفال البلد حتى ولو لأسابيع عديدة !!

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This