بعد مرور حوالي  شهر على الانفجار مرفأ بيروت  و ما خلف ورائه من خراب و دمار في بيروت هل تسأل احد منا ما هي التداعيات البيئة  التي تركت اثرها سلبا على كافة الاصعدة من وراء ما خلفة الانفجار من تلوث سواء في  الهواء ام المياه م التربة نظرا لحجم ضخامة الانفجار ؟ امام ذلك  ما هي اراء خبراء البيئة في هذا المضمار حول مدى التلوث الذي تركه الانفجار  الناتج من الامونيوم  خصوصا ان المشكلة تكمن ان الجميع عارفين انها مادة خطرة و في الوقت نفسه تركوها دون معالجة فما هي اخر المعطيلت من تداعيات تلوث البيئة ؟

ممنوع استعمالها لخطورتها الشديد  

ان الانفجار الذي خرج على شكل سحابة هائلة تشبه فطر المشروم، المعروفة بسحابة “عيش الغراب” ليس حكرًا على انفجارات القنابل النووية، بل يمكن اعتبار هذا الشكل سمة غالبة على أي انفجار قوي، بحيث نرى ما يُعرف علميًّا بحالة “عدم الاستقرار رايلي تايلور” (Rayleigh-Taylor Instability)، وهو الأمر الذي يشير إلى تحرُّك سائلين لهما كثافتان مختلفتان، إذ يدفع السائل الأخف السائل الثقيل، منتجًا شكل الفطر “المشروم”

عند حصول  الضخم في انفجار بيروت  كثرة التساؤلات اذا لم نمت من الانفجار قد نموت من وهج السموم التي افرزتها الغازات الناتجة من   الانفجار خصوصا و ان ما اعلنه أمين عام المجلس الوطني اللبناني للبحوث العلمية  الدكتور معين حمزة ان سبب الانفجار يعود إلى وجود مواد شديدة الانفجار في العنبر رقم 12 مُصادرة منذ عام 2014  حيث إن الإهمال هو  الذي أدى إلى انفجار نترات الأمونيوم  التي هي مادة متفجرة ممنوع إدخالها إلى لبنان لأنها تستخدم لتصنيع المتفجرات تُحدِث دماراً شاملاً. مما يجب وجود مستشعرات لقياس تغير حرارتها كما و ان هذه المادة تستعمل ايضا لسماد للزراعة وتستخدم في عدد من الدول  و ان الدخان الناجم عن احتراق نترات الأمونيوم ممكن أن يلوّث الهواء ويؤثر على الصحة العامة وتحديداً للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التنفس أو الربو داعيا المواطنين إلى ارتداء الكمامات .”

اما عن التداعيات الصحية والبيئية فاوضح  الدكتور حمزة  :”بان الأمر يحتاج إلى تحقيق موسع وتحديد المواد المتفجرة الأخرى الموجودة . كماو انه لم يتمكن أحد حتى الآن من الحصول على عينات من مياه البحر اللبناني في موقع الانفجار، نظرًا للضرر الفادح الذي أصاب مركب “قانا” العلمي وتضرُّر جميع آلات الفحص العلمي”.

 

الجدير ذكره حسب ما قاله  الدكتور حمزة” أن مجلس  البحوث العلمية طلب من الجيش اللبناني منع صيد الأسماك من موقع التفجير وصولًا إلى منطقة “الذوق” شمال بيروت من جهة، ومن الموقع إلى منطقة “خلدة” جنوب بيروت من جهة أخرى، حتى يتم إصلاح الآلات في الوقت القريب.

في المقلب الاخر الجدير ذكره على الصعيد التظاثير النفسي اعلن  الطبيب النفسي في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت باركير أوتيو  اعلن بعد دراسة علمية صحية نفسية  اجراها :”تبين  له انه حوالي 60% من سكان لبنان يشعرون بإضطرابات نفسية جرّاء كارثة انفجار المرفأ، كالأرق والقلق المتزايد.”

خلفيات النيترات الامونيوم

في هذا الاطار اهم ما توقف عنده  الاختصاصي في علم الكيمياء الفيزيائي والهندسة البيئية الدكتور جميل ريما عبر ل greenarea.info عن ما وراء هذا الانفجار الضخم و اهمال معالجة  الامونيوم الذي ترك لسنوات رغم معرفة المسؤولين لذلك مما قال :”لا شك ان الانفجار ترك اثاربالغة بنحو كارثة على صعيد الاضرار من الناحية الفيزيائية  سواء  من دمار البيوت وضحايا وتهجير و تشرد اما من ناحية الكميائية فالتلوث كان فادحا عند حصول الانفجارفقد  طال الهواء والمياه مما لحق الضرر صحيا و بيئيا  خصوصا للذين في القرب  من موقع الانفجار حيث ان كمية مهمة من النيترات تحولت الى مواد اخرى  التي دخلت الى الرئة الى حد الاختناق  مما تحولت تلك المواد الكيمائية  الى بقعة سوداء خطرة جدا   نظرا للانتشار بقاياها سواء في المياه  ام على الارض و اينما كان  في الجوار المرفأ. ليبقى السؤال الاساسي لماذا تركت النيترات الامونيوم في المرفا لمدة طويلة دون معالجة ؟ و ما الهدف في وضع كل هذه الكمية جانبا فضلا عن  اختلاطها بمواد عضوية  اخرى تستعمل للاعمال الارهابية اومزجها بمواد اخرى متل بوليريتان تستعمل  لصناعة الصواريخ  ام بمادة اخرى مختلطة فيغريك اسيد متلTNT بقوة ضاربة و من هو الذي  وضع  تلك الاطنان الخطرة  من الامونيوم النيترات من هنا ضرورة الانتباه لذلك و على المسؤولين توضيح للناس حقيقة ما حصل  .”

الاكثر تأثر المصابين بالامراض التنفسية 

اما الاختصاصي في علم الجيولوجيا الخبير البيئي الدكتور ولسون رزق ل greenarea.info  فاوضح انه : “ما يجب معرفته ان اثار الانفجار بدأت تتضائل بعد مرور حوالي شهر خصوصا ان الغمامة   التي انتشرت حينها  تحتوي  على نيترات الامونيوم  تركت  بنحو ترسبات خطرة سواء على الطرقات  ام على الجدران  او على المزروعات  و على  الاشجار و هذا الشيء ليس جيدا للبيئة بل يشكل خطرا فادحا عليها خصوصا ان  غبار الامونيوم  عند حصول الانفجار يؤدي الى عسر هضم  و اسهالات  و امراض في الجهاز التنفسي   كما تشكل هذه المواد الاكثر ضررا  على صحة العجزة و الاطفال فضلا عن تلوث البحر تحديدا  من الجهة القريبة من الانفجار و على المحيط  من بيروت  .”

السمك الاكثر تضررا  

الاختصاصي في تلوث الهواء الدكتور فريد شعبان ل greenarea.info :”ان  استعمال الامونيوم يكون اما  للاسمدة  الزراعية او يستغل كمواد متفجرة لها  تأثيرها مرحلي  على الهواء عند حصول الانفجار الا ان الذي تشفع فينا  الا و هو حركة الهواء  الدائمة التي خففت مع الوقت من وهج السموم في الهواء حيث ان الغازات تلاشت مع الوقت و ذهبت مع مرور الايام  انما الخطورة تكمن على من هم مصابين بالامراض التنفسية كالربو و الحساسية  كون لديهم تحسسا من تلك المواد الغازية وفق كل جسم حسب تفاعله معها جسمه . مع الاشارة الى ان الضغط  القوي الذي شعرنا فيه  وقت الانفجار هو نفسه عكس في  البحر.اما في ما يتعلق بالثروة السكمية فهي الاكثرتضررا خصوصا في  محيط المرفا  لذلك لا اظن ان  هناك اسماك احياء في المنطقة المجاورة من الانفجار.”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This