الطبيعة هي كالأم معطاءة في مختلف الأيام والمجالات وكيفما كانت الأحوال ، ولكن لكل أم طاقتها ورغم العطاءات اللا محدودة فستمرض لا محال ولكن بقدر اهتمامنا بها، بقدر ما نساعدها على المضي قدماً والاستمرار في العطاء هكذا هي حال الطبيعة الأم التي لا يكلّ ولا يملّ الإنسان في التفظيع بحق أحراجها وبيئتها واشجارها ومياهها وهوائها !!
فكيف ستعطينا الطبيعة المياه النظيفة والإنسان يوميا يرمي قذارته في بحرها ونهرها ؟
من أين لنا أن نطلب هواء غير ملوّث ونحن ننشر التلوث بمصانعنا وسياراتنا وحرق نفاياتنا …
بأي عين نتمنى انتهاء الفيروسات وانتشار الأمراض ونحن نحصد ما نزرع منها في بيئتنا ؟
لطالما اعتمد الإنسان في حياته على الطبيعة ولكنه استهلك كل مواردها الأساسية فتسبب في حدوث تغيّرات عالمية سريعة وغير مسبوقة في أنظمة الكوكب، مثل ظاهرة الاحتباس العالمي، وفقدان التنوع البيولوجي، وانقراض عدة أنواع من الحياة البرية والبحرية والجوية وحتى النباتية، الامر الذي انعكس على تغيّر موائل الكائنات الحية …
وبالتالي فإن علاقة الإنسان بالطبيعة ربطاً بتطوّره وتراجعها فلسفة قديمة وحقيقية إلا أن عر التكنولوجيا والسرعة غيّر أو بالأحرى بدّل معيار مفهوم الحقيقة المطلقة بأن العلاقة متكافئة بين الطرفين وأي إخلال فيها يوصلنا إلى الهاوية.
وأكبر دليل على ذلك انتشار الامراض والأوبئة وذوبان الجليد في القطبين وتغيّر الفصول وتبدّلها ، فضلاً عن الاعاصير والزلازل وغيرها. وفي هذا الإطار ذكر أمين عام منظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه يجب على البشرية أن تتوقف عن «شن حرب على الطبيعة»، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الأمراض مثل فيروس كورونا.
وقال: «إحدى العواقب لعدم توازننا مع الطبيعة هو ظهور الأمراض المميتة مثل «أتش أي في-أيدز» و«إيبولا» والآن «كوفيد-19»، التي نمتلك ضدها القليل من الدفاع أو لا نمتلك على الإطلاق». وفي معرض افتتاح أول قمة على الإطلاق للأمم المتحدة بشأن أزمة التنوع البيولوجي، قال غوتيريش إن القادة يجب أن «يغيّروا المسار ويغيّروا علاقتنا بعالم الطبيعة». وقال أمين عام الأمم المتحدة: «تدهور الطبيعة ليس مسألة بيئية بحتة، إنها تمتد عبر الاقتصاد والصحة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان». وأضاف: «تجاهل مواردنا الثمينة يمكن أن يزيد التوترات الجيوسياسية والصراعات. إلا أنه كثيراً ما يتم إغفال الصحة البيئية أو التقليل من شأنها من جانب قطاعات حكومية أخرى».
في النهاية، هذه أرضنا اليوم ومستقبل أولادنا غداً، فلنرحمها لترحمنا!!