يبدأ موسم قطاف الزيتون هذا العام في المناطق الجنوبية، محفوفاً بالعديد من المخاوف ، من ناحية إرتفاع اليد العاملة وصولاً إلى تصريف الإنتاج – الذي كان يعاني منه المزارعون على مر السنوات الأخيرة ولا يزالوا- خاصةً مع الإرتفاع الجنوني لسعر صفيحة زيت الزيتون، مما فاقم من المعوّقات في ظل وضعٍ إقتصاديٍ صعبٍ.
تشتهر المناطق الجنوبية عموماً، ومنطقة حاصبيا خصوصاً بزراعة الزيتون، فوفق نائب رئيس “الاتحاد العمالي العام” حسن فقيه في حديث إلى “الوكالة الوطنية للاعلام”، ” أصبحت محافظتي الجنوب والنبطية تمثلان 40 بالمئة من مجمل الأراضي المزروعة بهذه الشجرة في لبنان، أي ما يعادل تقريبا 6 ملايين شجرة منها، لانتاج الزيت الفاخر ومنها للمائدة وصناعة الصابون”.
وأوضح “تتوزع زراعة الزيتون في الجنوب على الشكل التالي: في حاصبيا 29 الف دونما، في مرجعيون 31 الف دونما، في بنت جبيل 26 الف دونما، في النبطية 29 الف دونما”. لكن يضيف، “كل سنة نخسر ما لا يقل عن 20 في المئة من الزيتون الموجود، في الجنوب لحساب الباطون وزراعات أخرى، قد تكون منتجة ومجدية أكثر”.
في السياق عينه، تجدر الإشارة إلى أنّه في لبنان هناك حوالى 13 مليون شجرة زيتون، تمتد على مساحة 57000 هكتار، أي ما يقدر بنسبة 20 في المئة من مجمل الاراضي الزراعية، ويعتبر الزيتون في المرتبة الثالثة من حيث المساحات الزراعية، وجنوباً تأتي حاصبيا في المرتبة الأولى المزروعة بالزيتون، وتقدر بمليون شجرة تنتج سنويا 35 ألف صفيحة زيت، تليها مرجعيون حيث يوجد 375 ألف شجرة، ثم النبطية التي تنتج 17 ألف صفيحة زيت، ثم بنت جبيل التي تنتج 10 آلاف صفيحة زيت ثم صور.
على غرار الإرتفاع الجنوني في أسعار كافة السلع الاستهلاكية، بيعت صفيحة الزيت بين 500 الى 600 الف ليرة، بزيادة 300 الف ليرة عن موسم العام الماضي. والسبب في ذلك هو ارتفاع كلفة الزراعة واليد العاملة للقطاف، والأسمدة والعصر وكل متطلبات هذه الزراعة، في حين تراوح سعر كيلو الزيتون الواحد بين 10 آلاف الى 15 الفاً، حسب لونه ما بين الأخضر والأسود.
تفصيلياً، إرتفعت أسعار الايدي العاملة ، حيث بلغت 50 الفا لكل شخص(مع العلم أن هناك بعض البلديات التي حددت كلفة اليد العاملة بـ 35 ألف ليرة). في حين، إرتفع ثمن عصر كل كيلو زيت الى 3 الاف ليرة، والغالون بات سعره 25 الفا بعدما كان العام الماضي 5 الاف ليرة . ويبرر المزراعون هذا الإرتفاع إلى زيادة كلفة الزراعة واليد العاملة على قطافه.
في الجهة المقابلة، تباع صفيحة الزيت القديمة أي من العام الماضي، في عدد من البلدات الجنوبية بـ 400 ألف ليرة، إذ ما زال هناك كميات في الخوابي المعتقة.
على المقلب الآخر، تحاول بعض المؤسسات إطلاق مبادرات تصريف إنتاج الزيت والزيتون، للتخفيف من وطأة الوضع المعيشي، خاصة وأن هناك فئة كبيرة من أهالي منطقة حاصبيا وجوارها، يعتاشون من هذا الموسم ، إن كان من خلال ضمان الأراضي (مقابل حصة من الانتاج، أو مبلغ مالي محدد)، أو بيع الزيت والزيتون، فضلاً عن صناعة الصابون البلدي.
إحدى هذه المبادرات أطلقتها مؤسسة الخليل الاجتماعية، بالتعاون مع جمعية Celim الايطالية ومركز البحوث العلمية الزراعية في حاصبيا، وهو مشروع Dot Olive ، الذي يهدف الى تحسين وتطوير، زراعة وإنتاج زيت زيتون حاصبيا وتسويقه عالميا، خاصة وأن نوعية الزيت الموجودة هي الافضل في العالم.
على أمل أن تشكل هذه الخطوة، حلاً لتصريف إنتاج هذا العام، وإن كان بشكل جزئي، الأمر الذي من شأنه أن يخفف أعباء الوضع المعيشي الصعب، الذي يطال كافة فئات المجتمع اللبناني.