عيد بأي حال عدت يا عيد؟
في العام الماضي، تساءلت لمناسبة ذكرى الإستقلال “هل نكتب مقالة في ذكرى هذا اليوم في العام المقبل بعنوان ” كل استقلال ولبنان بألف خير” ويكون اللبنانيون أبطال هذا الإستقلال؟”
وما أهون الأحلام!!
هو حلم ارتسم في أذهاننا في ظل ثورة حصلت ضد الفساد والطبقة السياسية التي حكمت البلد لثلاثين عاماً سارقة وناهبة براحة ضمير وبثقة عمياء منحها إياها الشعب.
هو حلم سرقته مافيات السلطة والمحسوبيات، أغرقته أنانية المسؤولين وتبعياتهم الخارجيّة في خندق قد لا نخرج منه قبل سنوات طوال.
هو حلم تتقاذفه المحاصصات الطائفية والالتزامات السياسية والحزبية.
هو حلم تعصف به ريح المصالح الشخصيّة فوق أي مصلحة أخرى.
هو حلم يدفع اللبنانيون ثمنه بأموالهم وجنى عمرهم المحجوزة في مصارف المافيات.
هو حلم أحبطته هجرة الشباب اللبناني والعائلات بأرقام هائلة في السنة الأخيرة، رغم الأوبئة المنتشرة في مختلف أصقاع العالم.
هو حلم ينطفىء مع كل قطع للتيار الكهرباء، مع كل فاتورة مولّد وكل ايصال مزدوج للمياه، وينكسر مع كل كسرة خاطر ودخول مستشفى وشراء دواء ينقطع بين الحين والآخر.
هو حلم يحرم الأطفال التفكير بمستقبلهم ويهلك أهاليهم لتأمين كسرة الخبز وكفاف يومهم.
هو حلم شرّد العائلات كما بعض الأطفال، وأذلّ العجزة وكبار السنّ في حقوقهم وضمان شيخوختهم.
هو حلم يحاول اللبناني ان يشتريه بالدولار لأن أمناء الإستقلال يبيعونه في السوق السوداء!
