لاشك ان هاجس كورونا وصل الى اشده حتى في ميدان التعليم الى درجة باتت المدارس تعتمد  على التعليم المدمج لحماية طلابها من شراسة الفيروس حيث كان الاعتماد في اغلب الاحيان على التعليم عن بعد  حفاظا على العام الدراسي للتلميذ الا انه هناك سبحة من الاسئلة : هل من رقابة مشددة على المدارس في  اتخاذ الاجراءات الوقائية ؟  و كيف يكون التعليم عن بعد ناجحا  في ظل تقنية الانترنت البطيئة ؟ و الى اي مدى الاساتذة مؤهلين لاعطاء الدروس بهذه الطريقة الحديثة و مدى قدرة الطلاب على الاستيعاب ؟   

المهم التقييم الصحيح  

في هذا الاطار تحدثت باسهاب الاختصاصية في علم النفس العيادي و التربوي  الدكتورة غيلان بستاني أبو عقل ل greenarea.info  عن ماهية التعليم اونلاين و المشاكل التي يواجهها الكادر التعليمي و الطلاب مما قالت :  ” على الارجح  ان هناك اتجاه على التعليم اونلاين اكثر منه المدمج فالتعليم عن بعد حالة استثنائية لوضع استثاني مما علينا التكييف بطريقة استنثانية فصحيح  انه ليس الافضل انما له حسناته  مما لمسنا ردات فعل ايجابية عند الاولاد سعداء في التعليم اونلاين  في المنزل لانه لا يذهبون الى المدرسة   انما بالمقابل على الاساتذة التنبه ان التعليم اونلاين ينفع للاولاد عندهم نوعية تركيز سمعي  اما البصري فهو الاكثر الاعتماد عليه  مما يضطر الاستاذ ان يضع صورة مرسومة  امامهم ام مشاهدة فيديواو   محاضرة ورقية مطبوعة  لكي يطلعوا عليها و يواكبوا اي جديد لان اذا شاوؤا ان يسمعوا فقط  اي  شرح  من الاستاذ فصعب للغاية .”

و تابعت الدكتورة ابي عقل :” ان التعليم اونلاين   يقسم الى عدة اقسام منها الاولاد الذين يعانون من صعوبات  في العلاقة مع المدرسة لعدة اسباب كالتنمر مما نجدهم اكثر راحة بهذه الطريقة  و بالتالي نتائج افضل  لهم على الصعيد الدراسة مما خف عليهم الضغط  النفسي . اما القسم الاخر فيكون عند  الاولاد  الذين يعانون من صعوبات تعليمية  حيث ان استيعاب التعليم اونلاين   لديهم ليس بالامر السهل  بعدما كانوا يخضعون  لبرامج متخصصة في  مدارس دامجة  فضلا عن صعوبة  في  التقييم ومواكبة  عملهم  خصوصا ان التعليم اونلاين موجه  للتلميذ العادي  لذلك المشكلة الاكبر مع الذين يعانون  من صعوبات تعليمية حيث لا يستوعبون  بسهولة مما يحتاجون الى شرح اكثر بطريقة متخصصة لذلك نسعى الى تدريب و تثقيف الاساتذة على استيعاب هذه الشريحة المهمة   في المجتمع .انما المشكلة الاكبر التي نعاني منها  في التقييم  اذا استمر اونلاين  عكس مما هو عليه في المدرسة حيث هناك رقابة لدى الذين عندهم صعوبات  تعليمية  مما نحاول تقييمها بطريقة مغايرة .”

و الملفت للنظر حسب الدكتورة ابي عقل :” ان هناك صعوبة في التقييم اونلاين لان لا نستطيع مراقبة عمل التلاميذ  مما نعمل قدر الامكان  بالمواد التي  نستطيع تسميعها شفويا  تفاديا من ان يلجأ التلاميذ في نقل عن بعضهم  المعلومات عبر الهاتف او  اللجوء الى حجة انقطاع الانترنت  او الكهرباء مما فضلنا التقييم الشفوي لمجموعة صغيرة  من الطلاب حيث  يتطلب اكثر تحضيرا من الاستاذ لكي يكون مجهزا عدة اسئلة في المستوى نفسه لكي لا يكون هناك ظلما بل عادلة  و هنا  ننصح الاهل في الانتباه اكثر على اولادهم  من الناحية تنظيم اوقات الانترنت و ساعات  النوم كي يستيقظوا في الوقت المناسب عند التعليم اونلاين تفاديا من  الفوضى بهدف ان يكون هناك تركيز اكثر على الدرس كما و انه  هناك شريحة من الاولاد المستقلين  قادرين  ان يتكلوا على انفسهم  انما على الاهل التاكد من دروسهم  مع التنبه اذا كان هناك مشكلة تقنية في الانترنت نظرا لبطئه مع اهمية التواصل مع  المدارس  بهدف التقييم لوضع  للتلميذ لان المدارس تنظر حول نوعية عمله اذا كانت يتمم واجباته المدرسية  لكي يتم تقييم  دروسه .اما في ما يتعلق  بالاولاد الذين يحتاجون دوما للاهل بقربهم  فهم بحاجة الى شخص خاص متخصص لكي يساعدهم في التعليم اونلاين   في حال كان وضع  الاهل ميسورين ماديا . بالمقابل  هناك اهل يعملون خارج المنزل مما  يسجلون الدروس اونلاين  لكي يعلموا  بذلك اولادهم اما الاهل المتواجدين دوما في المنزل فقد لاحظنا  ان هناك تصرفا عدائيا من قبلهم تجاه ولدهم  نظرا لصعوبة جلوسه امام الكومبيوتر لمدة خمس ساعات  متواصلة لاننا نعرف ان الولد بحاجة دوما ان يتحرك  فكيف اذا كان   عمره خمس سنوات جالسا دوما وراء الكومبيوتر  و هنا على الاهل  ان يدركوا ذلك في حثه على نشاط اخر فيه من الحركة. ”

الجلوس مطولا يخفف من الاوكسيجين في الدماغ  

في المقلب الاخر ابرز ما اعلنه الخبير بالسلوكيات الانسانية جون كيروز ل greenarea.info عن ان عملية الاستيعاب في التعليم اونلاين تكون ناجحة عند الكبار  اكثر مما هي عند الصغار لعدة اسباب حيث قال : “ما يجب معرفته ان لكل  عمرله  طريقة معينة في التعليم اونلاين  حيث تبين ان  لدى الكبارمفيد جدا حتى اكثر من الحضور في المدرسة انما يجب ان يكون الاشخاص  مؤهلين الذين يقومون بايصال هكذا النوع من العلم  اي مدربين و مختصين بتطبيق ذلك لان ليس اي شخص يستطيع التعليم اونلاين لانه يحتاج الى طريقة خاصة به من اجل تحضير الدروس و طريقة اختبار التلميذ بما يملك من معلومات كما ان التركيز اعلى بكثير في حال تم تنفيذه بشكل صحيح مما لاحظنا عبر الابحاث ان نسبة 80 %  من استيعاب للمعلومات لدى  التلميذ اعلى اذا كان اونلاين لايف  اي مباشر حيث ان التركيز لديه  اكثر شرط ان لا يكون انولاين مسجل  كون نسبة الاستيعاب فيه  منخفضة  لان  اي شخص ممكن ان يحضر الدرس  بمعنى  مسألة لغة و ثقافة  حيث لمسنا في لبنان ان الاكثرية معتمدة لايف اي المباشر   مما يكون هناك تواصل اكثر و تفكير اعمق و تأمل بالمعلومات افضل . اما على صعيد الصغار فلا يجوز لهم كل  الاوقات التعليم اونلاين انما  هم محبورون على ذلك   كما  وان الاساتذة  يتعبون  كتيرا  وليس لديهم الخبرة الكافية لكي يقوموا بهذا العمل اونلاين حيث لجأت  عدة  مدارس في تحضيرالاساتذة كي  يستوعبوا التدريس اونلاين عدا ذلك ما يواجهه الطالب  مشكلة  في التكنولوجيا و الانترنت لان في المنزل يكون هناك خمسة اشخاص يستعملونه مما تكون النتيجة  انقطاع متواصل من الانترنت  فضلا عن ذلك ان جلوس  الولد  لوقت طويل على الكرسي  سيخفف من  الاوكسيجين في دماغه  لان الانسان الذي يتعلم من الضروري ان  يكون الاوكسيجين في دماغه دائما مرتفع  لذلك  فبعد 30 دقيقة  من الدرس المتواصل انولاين سيؤدي الى انخفاض الاوكسيجين في دماغه مما يجب  على الولد ان يتحرك  من وقت لاخر و ياخذ فترة استراحة  كما و انه صحيح طلعت صرخة الاهل  من وراء التعليم اونلاين لان كل التقل عليهم  انما مع كل ذلك نعتبره الافضل في ظل  الكورونا  لان لولاه لكانت الكارثة.”

وزارة التربية و الحد من الفيروس  

من جهة اخرى اوضحت المسؤولة في وزارة التربية عن الصحة و البيئة صونيا نجم ل greenarea.info ان الرقابة مشددة  في التعليم المدمج من خلال الكشف المتواصل التي تقوم به وزارة التربية مما قالت  :” لم يتم اتخاذ قرار التعلم الكلي عن بعد  كون وزارة التربية عندما اخذت قرار التعلم المدمج  وجدت في منافعه  ان التلميذ يأتي  اسبوعا الى المدرسة  يتعلم و يتابع فروضه عن بعد لان في زمن الكورونا الحضور الكلي يسبب اكتظاظا  و هذا عامل مساعد على انتشار الوباء بينما نجد التعلم المدمج يقسم الاولاد الى فئات فريق ياتي اسبوع و اخر ياتي الاسبوع التالي مما يكون هناك تعلم عن بعد يساعد على تخفيض النسبة الاستيعابية  داخل المدارس بالتالي   منع انتشار الفيروس  لذلك يظل التعليم المدمج يحافظ على العلاقات الاجتماعية بين التلامذة ببعضهم البعض و بين التلميذ  والاستاذ فنحن لا نحرم التلميذ عن المدرسة انما الهدف تخفيض النسبة الاستيعابية   مما يعني التعليم المدمج لاكليا حضوريا و لا كليا عن بعد  فهو يحافظ على القدرة  في الاجراءات الوقائية و بعد المسافة بين  التلميذ  ورفاقه مما يكون هناك زيارات متتالية  من وزارة التربية  على المدراس اذا كانت ملتزمة بالاجراءات الوقائية حيث بدأنا  باجراء اللقاءات  على مستوى لبنان ان كان  مع  مدراء المدراس الرسمية ام الخاصة او  المسؤولين المرشدين الصحيين .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This